قال تعالى : " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة "، وتلك حقيقة تؤكدها وقائع الحياة واكتشافات الطب ؛ فعلى سبيل المثال الأطفال الذين يعيشون وسط دوي المدافع وصلي البنادق قد تكتب لهم الحياة ، فيما يموت آخرون محاطون بكل وسائل الراحة، فقد تفاجأ الأم برضيعها الذي وضعته في فراشه وهو بكامل صحته وقد خمدت أنفاسه وفاضت روحه ، وهي لا تدري أن هناك خطرا كان يتربص به ويهدد حياته وهو ما يعرف بموت المهاد !
ورغم أن العلماء تعرفوا على متلازمة الموت المفاجئ للأطفال (موت المهاد) عام 1969، إلا أنها مازالت لغزاً طبياً ! ومما يدمي قلوب الآباء والأمهات أنه لا يوجد اختبار ولا فحص طبي يمكن أن يقرر من الطفل الذي يمكن أن يقتله هذا المرض ؟!
يقول أطباء الأطفال :" إن المتلازمة مأساة مدمرة تترك الوالدين مذهولين وغاضبين ، وبرغم أننا نحاول حل الغز إلا أنه ما زالت لدينا أسئلة بلا إجابات أكثر بكثير مما كان لدينا قبل 25 عاما مضت ، لكن ما اكتشفه الخبراء قد يصلح دليلاً للحل :
· يقع هذا المرض غالبا في الأطفال في سن 3 ـ 4 أشهر من العمر .
· 90 % من وفيات المرض تحدث في عمر 4 أشهر رغم أن المرض قد يصيب المواليد حتى عمر عام أو أكثر .
· المرض أكثر شيوعاً بين الأولاد عنه لدى البنات ، و أكثر شيوعاً في العائلات التي يدخن فيها أحد الوالدين ، و أكثر في الأطفال الذين يرضعون رضاعة اصطناعية و أكثر في الأطفال المبتسرين و التوائم .
· المرض يميل للتأثير في المواليد في الطقس البارد عند وجود الالتهابات التنفسية و الحمى .
· ثلثا المواليد الذين يصابون بالمتلازمة ليس لديهم عوامل خطورة سابقة .
في عام 1994 أنفقت أمريكا أكثر من 11 مليون دولار على أبحاث متلازمة موت الطفل المفاجئ كما تقول الدكتورة ماريان و يلنجر مديرة عمليات ت تمويل بحوث المرض بالمعهد الوطني لصحة الطفل في ولاية ميريلاند . و تشير ماريان إلى أنه من المهم أن يتم البحث عن عدة أسباب للمرض و ليس سبباً واحداً . وتشمل الشكوك الرئيسة تشوهات جذع المخ و الأحوال البيئية ، ولعل السؤال المهم الذي يجب التركيز عليه هو : كيف ينام المواليد في الليل ؟
· النوم على الظهر
منذ عام 1987 اكتشفت الدراسات في عدة دول أن مجرد وضع المواليد ليناموا على ظهورهم بدلا من نومهم على بطونهم قد خفض معدل الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ في الأطفال بمقدار النصف ، أوضحت الدراسات أيضاً أن النوم على الظهر لا يزيد خطر حدوث الغصة إذا أفرز الطفل شيئا من فمه . إن الدليل المؤيد للنوم على الظهر مقنع جداً لدرجة إن إدارة الخدمات الصحية العامة الأمريكية انضمت إلى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال و اتحاد مكافحة متلازمة موت الأطفال المفاجئ في نشر هذه الرسالة إعلامياً لجميع من يعتنون بالمواليد بما فيهم الآباء والأقارب و الممرضات والأطباء وغيرهم .
في بداية انطلاق حملة " العودة للنوم على الظهر " في أنحاء الولايات المتحدة في شهر يونيو ( 1996 ) ، دعت إدارة الخدمات الصحية العامة للترحيب بالنوم على الظهر كإجراء أكثر وعداً لتقليل عدد الأطفال الذين يموتون بمتلازمة الموت المفاجئ مازال الأمر محيراً فلم يستطيع أحد حتى الآن أن يفسر كيف أن نوم المواليد على ظهورهم يسبب هذا الفرق الكبير ، و لماذا لا ينفع هذا في منع الموت في كل حالات المتلازمة ؟!
نوع السطح الذي ينام عليه الطفل أيضاً قد يؤثر على خطورة حدوث الموت المفاجئ ؛ فقد اكتشف أساتذة طب الأطفال أن بعض الأطفال قد يختنقون إذا ناموا ووجوههم لأسفل على أسطح طرية ذات أوبار كجلود الغنم والوسائد والمراتب المائية و اللحف السميكة ، و يفسرون ذلك بأنه إذا ضغط وجه الطفل على السطح قد يتكون جيب هوائي فيتنفس الطفل كمية الهواء المحتبسة التي تحوي ثاني أكسيد الكربون ، حتى ينفذ منها الأكسجين فيختنق .
وفي دارسة أجريت عام 1992 على مواليد الموت المفاجئ في سانت لويس اكتشف الأطباء أن أكثر من 25 % من الأطفال كانت وجوههم لأسفل على سطح طري . وهناك شبه إجماع بين الباحثين على أن جميع المواليد يواجهون بعض الأحيان وضعا تقل فيه كمية الأكسجين فما الذي يجعل أحدهم يغير هذا الوضع و الثاني يستسلم له و يموت ؟
يقول أساتذة طب الأطفال : يمكن أن يتحرك الطفل كي يستطيع أن يتنفس أفضل أو يبكي و يشير إلى أن شيء ما خطأ . و رغم أن الأمر يبدو بسيطا ًإلا أن الاستيقاظ من النوم سلسلة معقدة من الأحداث ، وإذا نجح الباحثون في تحديد أي الأطفال يجدون متاعب في الاستيقاظ فسوف يكونون قادرين على ابتكار استراتيجيات لمنع حدوث هذا المرض .
ويرى بعض أساتذة علم أمراض الأعصاب : إن هناك تجمع دقيق من الخلايا في أعماق جذع المخ قد تشعر بوجود كمية زائدة من ثاني أكسيد الكربون في الدم وتسبب استيقاظ الطفل ، لكن أحياناً تتسبب علة شاذة في توقف إشارات خلايا جذع المخ ، فبعض الأطفال قد لا يكون لديهم نظام إنذار داخلي يحذرهم من أي ارتفاع خطير في نسبة ثاني أكسيد الكربون بالدم .
· قللوا الخطر
حتى يتمكن الباحثون من تعيين أكثر الأطفال تعرضاً لموت المواليد المفاجئ يجب أن يفترض الوالدان والأطباء أن جميع الأطفال في خطر لكن الوالدين يستطيعان تقليل حدوث ذلك الخطر بالخطوات التالية :
· وضع الطفل لينام على ظهره :
اجعلي المولود ينام على ظهره ما لم يخبرك الطبيب بغير ذلك . فقد ينصحك الطبيب بوضع طفلك على معدته إذا كان لديه ارتجاع بالمريء ، أو إذا كان لديه شيء غير طبيعي في المسالك التنفسية العليا قد تعوق تنفسه إذا نام على ظهره إضافة إلى أن المواليد المبتسرين الذين يعانون مشكلات في الرئة يجب أن يناموا على معدتهم .
من ناحية أخرى لا تحتاجين إلى الاستمرار في مراجعة طفلك للتأكد من أنه لا يزال على ظهره ، فإن معظم المواليد حتى أربعة أشهر لا يستطيعون التدحرج من الظهر إلى المقدمة لتغيير وضع نومهم .
· تجنب التدخين :
المواليد الذين يتعرضون بانتظام للدخان قبل أو بعد ميلادهم يزيد احتمال حدوث الموت المفاجئ لهم ثلاثة أضعاف غيرهم من الأطفال فالتعرض للدخان هو أحد عومل الخطورة الأكثر قوة في جميع الأبحاث التي تناولت هذا الموضوع .
· تجنب التدفئة الزائدة :
يحتاج المواليد إلى نفس الكمية من الملابس والأغطية التي تحتاجينها أنت ، و يكونون مستريحين في درجة حرارة مناسبة في الغرفة ، ويوصي معظم الخبراء بعدم تدفئة غرف الأطفال أكثر من اللازم ، وعدم حزمهم بأكوام من اللباس كثير الأحكام لا سيما عندما يكونون مصابين بالبرد ، ويقولون إن من أخطار التدفئة المفرطة التعرق ، والشعر المبلل ، و الطفح الحراري الجلدي ، والتنفس السريع والاضطراب الحركي ، و أحياناً الحمى .
· استخدام مراتب قاسية :
استخدمي مرتبة قاسية محكمة التفصيل على مساحة المهد ( السرير ) لمنع الطفل من الانحشار بين المرتبة و جانب المهد ، وغطي المرتبة بملاءة أو شرشف مانع للماء وغطاء يحيط بالمرتبة تماماً . ولا تضعي أي شيء تحت الملاءة ،
أبعدي الوسائد و حيوانات الألعاب والبطاطين الثقيلة الضخمة عن المهد ، واعلمي أنه ليس من السلامة أن نترك المولود ينام – ولو لفترة قصيرة ـ على جلود الغنم ، أو مراتب الماء ، أو الوسائد أو اللحف أو الكنب المحشو المشغول .
الله يحفظ جميع اطفال المسلمين ويجعلهم من الذرية الصالحة
موضوع طيب يستحق القراءه
الله يخلي لنا ابنائنا ويحفظ ابناء المسلمين
امين امين
وربنا يحفظ ابنائنا جميعا
SIDS – Sudden Infant Death Syndrome
الله يكفينا شره ويبعده عن كل طفل.