أختصرتها إلى خمس دقائق . ركبت السيارة وأنطلقت ، كل شئ إختصرته .. إلا السرعة ، فإنها قد تضاعفت . يجب أن أصل ، ولو أدرك نصف الاجتماع .
كان ذهني مشغولا بحساب عدد التقاطعات المتبقية ، حتى أصل إلى الطريق السريع ، عندما دوى إرتطام ، عنيف في الجانب الأيمن من مؤخرة سيارتي ،
وعكس اتجاهها تماما ، حينما استعدت توازني ، بعد مفآجأة الصدمة ، كانت (أشلاء) سيارتي متناثرة أمامي ، ولمحت من بعد ،
السيارة التي صدمتني تلوذ بالفرار ..
الاجتماع يمكن أن يعوض . هكذا حدثت نفسي ، وأنا أنطلق وراءه بنصف سيارة تقريبا ، كان مرتبكا ،
لذلك لحقته بسرعة ، وبدأت مطاردة غير متكافئة بين سيارته الفارهة ، والـ (نصف) المتبقي من سيارتي .
شعر أني مدركة .. لا محاله ، فأنا صاحب حق ، والوضع الذي آلت إليه سيارتي ، لم يبق لي شيئا أخسره ،
عند أحد المنعطفات خفض من سرعته كثيرا . لاحظت ذلك ، من نور الكوابح الذي ظل مضاء أطول من كل مرة .
لقد استسلم .. قلت لنفسي ، وبدأت آخذ وضع الاستعداد للوقوف
إثر إحتكاكها الهائل بالارض ، حينما فتح الباب .. وقذف بذلك (الشئ) ، كان أول ما سقط حقيبه .. ثم شيئا ملتفا بقماش أسود .. كأنه :
قلت لها .. بعد تردد ، دون أن أحدد ما هي خطوتي التالية :
ولأن سكان ذلك الحي كذلك .. غالبا ما يتسببون بإغلاق الشوارع ، بايقاف سياراتهم بطريقة خاطئة ، لا تتحملها هذه الطرق ، الضيقة أصلا .
فأنا رغم تعاطفي مع حالات البؤس الانساني ، إلا أنني سلبي جدا في التعاطي معها . أحتاج إلى وقت طويل ،
لأتفاعـل مع الحدث ، أو الحالة ، وأحتاج لوقت مثله ، لأترجم التفاعل إلى فعل ..
وسخر من (الانسان) البليد ، الجامد في داخلي ، كما قال :
بس عآديَ قريتها من قبل خخخ
بس رديت عشانك ,
ماننحرم ,
وخذي احلى هدية مني ….
مشكوووورة عالرد الحلو مثلي ….
هههههههههههههههههههههه ….
بارك الله فيكِ
وبانتظار ابداعاتك
مودتي~
//
بانتظار التكملة
بسرعة
مرررررررررة متشوقة أقرأ الباقي
إن شاء الاحداث تكون مثل ما أتوقع
ننتظر التكملة
.. هل تريد أن تستعيد شيئا .. شيئا فقط ، من إنسانيتك المهدره ،
بين كلام مجرد عن المثل والأخلاقيات ، التي لم تجد لها رحما تتخلق فيه .. لتولد .. وتشب .. وتكبر .. وتمنح الحياة ،
لكائنات لم تعرف معنى للحياة منذ خلقت ..
وبين سلوك استهلاكي بشع ، حولتك الرأسمالية المتوحشة من خلاله ،
إلى (آلية) من آليات السوق .. أنت في قوائم التحليل الاقتصادي ، عند (آدم سميث) ،
وتلامذته .. رقما .. آليه .. قدرة شرائية .. أنت بإختصار .. (لا إنسان) ..
– أرأيت هذه الطفلة .. تم سحبها من المدرسة بعد أن وصلت الصف الرابع .. لا .. أهلها ليسوا ضد تعليم البنات .. لكنهم اضطروا لذلك ، لأن شقيقها وصل سن الدراسة .. وليس لديهم القدرة على الصرف إلا على (دارس) واحد .. فكان الولد ..
أتى رجاؤها مخنوقا .. ممزوجا بالخوف ، ليقطع علي سلسلة الصور التي تداعت إلى ذهني عن حي الأمل ، وما بقى من آثار تجربه إعادة اكتشاف الانسان البليد الجامد، المغموس بالتفاهات ، الموجود في داخلي …
– لا … تبقين معي إلى وقت الخروج من المدرسة .. ثم أوصلك .. غمرها شعور بالسكينة .. لاحظت ذلك وأنا أرى صدرها يهبط .. ثم تطلق نفسا عميقا ، دفع غطـاء وجهها إلى الأمام ..
– ما بك يا موضي ..؟
قالت بصوت يقطعه البكاء
– كيف أشكرك .. (وشلون) أشكرك ..؟
– موضي .. سأنزل هنا .. لدى أمور سأنجزها .. قد يحتاج ذلك ساعة أو أقل . سأقف هنا .. المكان آمن .. سأترك مكيف السيارة مفتوحا . أبق الأبواب والزجاج مغلقة ، لا تفتحي لأي إنسان ، مهما كانت الاسباب .. ولا تغادري السيارة أبدا . سأترك جوالي معك .. إتصلي على هذا الرقم عند أي طارئ .. ولا تردي على أي إتصال .
– خذ الجوال .. أنا لا أعرف كيف استخدم الجوال .. هذه أول مرة في حياتي .. أرى فيها جوالا …
توقفت للحظة ، قبل أن آخذ منها الجوال ، الذي بقى في يدها الممدودة .. وشعرت بمثل حد السكين يحز في أعماقي .. وتداعت إلى ذهني قصة (ولد البسام) .. والصدى يجلجل في تلك المساحات الفارغة ، في قطعة اللحم التي تدعي مجازا (قلبا) : "هذه .. أول مرة .. في حياتي .. أرى فيها .. جوالا …"
– ليه تضحك .. ما أنت مصدقني ..؟
– أجل ليه تضحك ..؟
– أضحـك على الإنســان البليد في داخلي .. الرقم .. العينة المسحية في أبحاث السوق ..
– ما فهمت …
– تفهمين بعدين …
– أبغى أطلب منك طلب .. لكني خجلانه ..
– أنا جايعة .. من أمس الظهر .. والله ما ذقت شئ .. أصل أمس … خلص الزيت ، وما قدرت أمي تطبخ .. وحنا .. بعد .. يعنى …
لم تستطع أن تكمل عبارتها ، ولم تقدران تفصح عما كانت تريد قوله ، كانت تفرك كفيها ببعضهما ، مطأطئة رأسها
– الظاهر أن طلبي ما كان في محله … أو (شكلي) أحرجتك ..
– لا .. ابدا .. نمشي الآن …
– موضي .. من وين الدم هذا ..؟
– انجرحت ركبتي .. يوم طحت من السيارة ..
يتبع طبعا هي 7 اجزاء فيكم تنتظرون اكملها ولا خلاص نخليها