ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : كثير مـن الفتيات يقمن بمراسلة الشباب ،
ويكتبن مــن خلال السطور رسائلهن كلاما كثيرا أنزه
قلمي ومسامعكم عن ذكره ، وهذا الأمر يكاد أن يكون
ظاهرة تفشى فـي هـــذا المجتمــــع ، لـــذا نأمل .. أن
تتفضلوا عـليـــنا بكتابة رسالة تحمل بيـــن سطورها
ما يعالج هذا الأمر ، مدعما بالأدلة والبراهين . حيث
إنني ناقشت الكثير منهن فـــي خطورة هـــذا الأمر ،
ولكن لقصر باعي وعدم سعة اطلاعي فشلت فـــي
إقناعهن رغم محاولاتي المتكررة ؟
الجـــواب : مـــن المقاصد الضرورية فـــــي الشريعة
الإسلامية حفظ النسل والأعراض ؛ مـن أجل ذلك كله
حرم الله الزنا وأوجـــب الحــد جـــلدا ورجما ، وحرم
وسائله والذرائع التي قـد تفضي إليه من خلوة رجــل
بامرأة أجنبية منــه ، ونظرة آثمة وعين خائنة وسفر
امرأة بلا محرم، وخروجها من بيتها متعطرة متبرجة
كاسية عارية تستميل بذلك قلوب الشباب، وتستهوي
نفوسهم ، وتفتنهم في دينهم، ومن ذلك حديث الرجل
الخادع مـــع المرأة ، وخضوعها له بالقول إغراء له
وتغريرا به ، وإثارة لشهوته ، وليقع فــــي حبالها ،
ســـواء كان ذلك عند لقاء في طريق أم حين محادثة
هاتفية ، أم مراسلة كتابية أم غيــر ذلك ، مـــن أجل
هـــذا حرم الله على نساء رسوله صــلى الله عليــــه
وسلم – وهن الطاهرات – أن يتبرجن تبرج الجاهلية
الأولى ، وأن يخضعن بالقول فيطمع فيهن مـــن في
قلبه مرض ، وأمرهن أن يقلن قولا معروفا ، قـــال
الله تـعــالى ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء
إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِـي قَلْبِهِ
مَــــرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ، وَقَرْنَ فِــــي بُيُوتِكُنَّ
وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) الآية .
فعـــلى الفتيان المسلمــيـــن أن يتقـــوا الله ويحفظوا
فروجهم ويغضوا أبصارهم ويكفوا ألسنتهم وأقلامهم
عـــن الـــرفث وفحش القـــول ، ومغازلة الفتيـــــات
ومخادعتهن ، وعلى الفتيات المسلمات مثـــل ذلك ،
وأن يلزمــن العفـــاف ولا يخرجن متبرجات كاسيات
عاريات ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلـــم
أنــه قــــال « صنفان من أهل النار لم أرهما بعـــد :
رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس،
ونســاء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، عـــلى
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخـلـن الجنة
ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا
وكذا » رواه أحمد في المسند ومسلم في الصحيح
إن الفتيان والفتيات إذا أطــــاعـــوا الله ورسـولــــه
وترفعوا عـــن الدنايا ، وتنزهوا عـــن مداخل الفتن
ومواطن الريبة كان ذلك أزكى لهم وأطهر لقلوبهم،
وأرفع لشؤونهم وأحفظ لمجتمعهم، والله المستعان.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله
وصحبه وسلم .
اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوزيت خيرا غاليتي