تخطى إلى المحتوى

نقطة عسل صياد آسر ! ( متميزة + تابع مسابقة نجمة الفيض ) 2024.

لاكي

بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم شتوي غائم

كانت النسائم الباردة تدغدغ الوجوه .. وتدغدغ الآمال والاحلام .. فالناس تنتظر يوما ً دافئا ً مشمسا .

الناس بين رائح وغاد .

والكل يترقب إطلالة الشمس .

عيون إلى السماء ترنو

وقلوب إلى الدفء تهفو

أشجار تتمايل تمايل الحسناء

وأوراق تتهاوى برقة وهوادة

تصل الأرض بخفة . وتحط دون استئذان ..
فيحتويها التراب ويحتضنها بحب وحنان .

كل شيئ عادي .. رتيب . ممل .

على احد مقاعد الحديقة العامة جلس رجل .. على رأسه قبعة .
قد رمى على كتفيه معطفا دون ارتداء .

وفي يده صحيفة يقلبها بين الفينة والأخرى .

غابت الشمس يومها تطلب الراحة والدعة .

أما الريح ! فقد كانت تشعر بالملل .

تصفحت وجوه الناس فرأتها لا تعكس شيئا ً .باردة برودة الجو حولها .

صاحت متأففة متضجرة :

ماهذا الملل ؟
أين الحركة ؟
أين النشاط ؟

لم تسمع جوابا .

اغتاظت . فصرخت :
أوووه .. لا حياة .. ولا إثارة . ولا تشويق !

وانت أيتها الشمس !!

ما لي أراك ساكنة هامدة ؟ تحدقين بي ! أما رأيت ريحا ً قط ؟

صمتت الشمس تفكر:
رباه ! يا من خلقت العقول والأفهام !
ما ذا أقول لهذه المغرورة ؟

اغتاظت الريح أكثر :

بلهاء .. متوارية .. منزوية ..خجولة . معك حق ! فمن انت حتى تردين ؟

همهمت الشمس :

الآن ستعرفين من أنا !

قررت ان تخرج من دائرة الصمت :

* أيتها الريح …. أيتها الريح !

* من يناديني ؟ انا لا أرى أحدا ً .

أنا هنا في الاعلى . أنظري إلي . انا الشمس .

* آه ! رأيتك . ماذا تريدين ؟

* أتشعرين بالملل ؟ تعالي نلعب لعبة !

قطبت الريح حاجبيها :

أنا ألعب معك ؟ ما هذا الزمان ؟ ضعيف وقوي يلعبان ؟

ليكن ما تشائين . فانا حقا ً أشعر بالملل .

قالت الشمس :

هناك !! ذلك الرجل الجالس على المقعد ؟ إنه الرهان بيننا .

* كيف ؟ لم أفهم !

* الأقوى بيننا من يجعله يخلع معطفه .

دوت الحديقة تردد صدى ضحكات الريح .

* الأقوى !!! ها . ها . ها

أتراك أبله مما كنت أظن ؟

حسنا ً ! لك ذلك ! أتبدئين ؟

* كلا . ابدئي أنت !

* لن يطول اتنظارك . هي جولة . لا اكثر .

* خذي وقتك .

قامت الريح متثاقلة قالأمر لا يبدو مثيرا ً .

بطيئةً مرت على الرجل . فلم يتحرك .

* لا بأس . سأزيد العيار قليلا ً .

لفحت وجهه بقوة ,, فتطاير شعره .. وشعر بالبرودة في أطرافه .
نظر حوله .. السماء مسودة . والغيوم تجري بسرعة .

رفع يديه ؟ أمسك المعطف

ضحكت الريح : ها ها ها

ارتدى الرجل المعطف !!

عبست الريح .. عقدت حاجبيها . استشاطت غضبا

* أتتجاهلني أيها الرجل ؟ سترى من هي الريح !

جرت بأقصى قوتها . هزت الأشجار . فترنحت

وتأوهت .

فما كان من الرجل إلا ان عقد هو الآخر حاجبيه .

ومد يده فأحكم إغلاق أزرار المعطف .

طار صواب الريح وتتطاير الشرر من عينيها :

عصفت أكثر .. هزت المقعد حتى كادت تخلعه .

أمسكت قبعة الرجل فأطاحتها أرضا ً ورمت بها

بعيدا ً . الصحيفة طارت إلى اللا منظور.

كل شيئ يتحرك . يئن , يزمجر , ويصفر ,

توقفت حركة الناس . اختبؤوا في بيوتهم .

صمتت أصواتهم

لا صوت إلا صوت الريح والخوف .

وأخيرا ً . أمسك الرجل معطفه .

تنفست الريح الصعداء . الآن . الآن .

فما كان من الرجل إلا أن أحكم شد المعطف على

جسده .. وجعل رأسه يغوص فيه . أدخل يديه في

جيوبه . رفع رجليه عن الأرض . وكومهما تحته .

ودلّى معطفه فوقهما . واختبأ تماما ً داخل معطفه .
عندها أيقنت الريح ان الأمر فوق استطاعتها .

نادت كسيرة مستاءة :

* أيتها الشمس : لقد يئست !

* لماذا أيتها الريح ؟ أين قوتك ؟

* لا أدري ! كلما عصفت أكثر ! تمسك بمعطفه أكثر .

* إذن ! قد جاء دوري ؟ اجلسي وانظري !
هدأت الريح واستكانت مستسلمة مهزومة .

تثاءبت الشمس .: لقد نلت قسطاً من الراحة .

مدت يدها فأزاحت غيوما ً كانت تستلقي أمامها

فرقتها بلطف وعناية .

ارتفعت في السماء متلألئة وضّاءة .

أرسلت أشعتها الحانية إلى كل مكان .

خيوط ذهبية غمرت العيون والوجوه .

أنوار دافئة غمرت القلوب والحنايا .

أنار الكون وأشرقت الحديقة .

أطيار غردت

وعصافير طارت من أعشاشها

رؤؤس أطلت من نوافذ منازلها .

صيحات تعالت

أطفال تراكضت .

شمس حانية .. دافئة .. رقيقة .. هادئة

سطعت على ضفاف الأرواح قبل الاجسام .. فتقبلها الناس بحب ووئام .

وصلت أشعتها الحانية وجه الرجل . فداعبته برفق

مسحت على عينيه …. ولامست يديه لمسة حنان وعطف .

شعر بالحرارة تسري في بدنه

أحس نبض الحياة يجري في عروقه .

وعاد إليه الإشراق والأمل .

رفع رأسه إلى السماء .

نظر إلى الشمس نظرة طويلة .

ابتسم ابتسامة عريضة

ثم …………….. خلع

المعطف .

:::::::::::::::::::::::::

سمعت ُ القصة قديماً
والآن أكتبها بقلمي

بُدور

قصة جميلة
وأبدع قلمكِ في خطها
بانتظار المزيد من ابداعاتكِ
مودتي..&

اسلوب ممتع لاعادة صياغة قصة الشمس والريح

بانتظار جديد قلمك

.

نقطةُ عسل ..صيادٌ آسر ~

عنوان غاية في الدقة
يُفضي بما في طياتِ القصة
الـ حُبكتْ بجمالٍ وقوة
وَشتْ لي بسرٍ .. وأعجبتني

أوركيد البياض لروحك ..
ولقمكِ كل التقدير يا بدور لاكي

.

قصه جميله ومشوقه

جزاكى الله خيراً

قصة في غاااية التشويق والدقة

لا تحرمينا تواجدك بفيضنا الغالي

دمت بود

أختك نجية

شكرا ً لتواجدكن الراقي :

القارئة

وعودالخير

وشاية القمر

نسائم الرحمة

نجية

سعدت بمروركن ..

أشكركن على التشجيع .

لكن كل المحبة .

..
ما أروعه ُ أسلوبك ِ أختي بُدور لاكي

أبدعـت ِ في صياغة ِ القصة .. وأحـسنت ِ في انتـقاء ِ الألفاظ ..

أما أحداث ُ القصة فلنا فيها خير ُ عـبرة ..

فحـكـمة ُ الشمس ِ ورجاحة ُ عـقلها تُـعلـّمنا الكثير ..

وتلك َ الريح ُ المتغـطرسة ُ بذلت ْ كل ّ قُـوتها لإجبار ِ الرجل ِ على خلع ِ المعـطف .. إلا أن ّ كل ّ مُحاولاتِـها باءت ْ بالفشل ..

في حين ِ تمكنت الشمس ُ من نيل ِ مُرادها بمجرّد ِ لمسة ٍ رقيقة ٍ حانية ..

وهكذا بالضبط ِ ينبغي أن يكون َ أسلوبُـنا في التعامل ِ مع الآخرين ..

فبالهدوء ِ واللين ِ نكـسب ُ ثقة َ الآخرين .. أمّـا التجـبّر ِ والغـطرسة ُ فلن ْ تزيد َ الأمور َ إلا سوءا ً ..

..

شكرا ً لموضوعـك ِ الراقي أخـتي الفاضلة ..

وكل ّ التقدير ِ لقلمك ِ المُـبدع ..
..

اعجبنـــي اسلوبكـ . .

زادكـ اللهـ من فضلهـ . .

.. ..

واصلــي بالعطـاء . . وبأنتظــار جديدكـ . .

||

بارك الله فيك
نترقب مزيد قلمكِ
فامطرينا لاكي
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.