ثم حدّق في الأفق البعيد عبر زجاج النافذة ،،
فرأى قرص الشمس يعلن انتهاء يوم ، والنهار يؤذن بالمغيب ..
وسرعان ما كرّ شريط حياته الطويل أمام عينيه ، فإذا أحداث ومغامرات ومفاجآت ، وأفراح وأتراح ، وساعات طيش ، ورعونات نفس ، ونجاح وفشل ..و…
وتندت عينا العجوز بدمعات أحس حرارتها في قلبه ، وتمتمت شفتاه ، بما لم يسمعه إلا الله ..
ابتلع الأفق البعيد قرص الشمس الجميل ، وفي ذات اللحظة امتدت يد الموت لتختطف الشيخ المريض ، وتعرج بروحه إلى السماء ..
في بيت مجاور وملاصق لبيت العجوز :
كانت المرأة الشابة تعاني آلام الوضع العسيرة في لحظاتها الأخيرة ،،
وفجأة انبعث صوت حاد ، ترتعش له الجدران ، ثم تلاه صوت آخر أشد منه ، وتبعه ثالث ..
وما لبث أن سكت أحدهم وبقي الاثنان ..
ثم كانت تهاني وأفراح وقبلات ، وسجود شكر لله .. فقد أنجبت المرأة توأمين اثنين ، وارتخت مفاصلها ، وابتسمت في فرح لا يوصف مع أن عينيها لا تزالان تغرورقان بالدموع ..!
يا لله ..! في ذات اللحظة التي اختطفت يد الموت _ بإذن الله _ إنساناً ، قدمت يد الله سبحانه للحياة توأمين اثنين ..!
وهكذا تسير الدنيا ، وتمضي الحياة ،،
أفواجٌ تغادر بوابة الدنيا ، إلى الآخرة ، وأفواج تدخل إلى رحاب هذه الدنيا ، لتخرج منها بعد ذلك وهي كارهة ..
وتستمر الرواية جيلاً وراء جيل ، حتى يأذن الله تعالى ،
فإذا الكل محشور في ساحة العرض العظيمة المهولة ، مكشوف الحساب ،،
كلٌ منهم يرى ما قدّم من خير فخير ، أو من شر فلا يلومن إلا نفسه ..
( يومئذٍ تُعرضون لا تخفى منكم خافية ..)
الذين فقهوا هذه القصة ، وعرفوا ما بين السطور فيها ، وأدركوا البدايات والنهايات ،،
واتضحت في أذهانهم وضوح الشمس في كبد السماء ، هؤلاء يمضون في دروب الحياة وفي قلوبهم صدى يتردد :
( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )..
هؤلاء هم المتميزون من العباد ، الناجحون بجدارة في خاتمة القصة الطويلة ، نسأل الله برحمته وأن يدخلنا في رحمته . [ أحمد علوي ]
آيات جميلة ومؤثرة زيدينا فيض النور من هذا القبس الرباني 00
أنتظر المزيد 00
فتاة الثورة : مرتادة القمم
يعطيك العافيه اختي /فيض النور …
اتمنالك التوفيق
حقا أمم تذهب وأخرى تأتي…
ومصيرها جميعا بين يدي ربها…
اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح….
تسلمينــ