(الموضوع منقول)
لأن لكل إنسان طيب حق علينا كان لابد من ذكر بعض المواقف من حياتي رأيتها بأم عيني
لنساء أحسبهن على خير
ورجال أحسبهم على خير
ولا أزكي أحد على الله
فأنا أراهم كالشموع…تدلنا على الخير بنورها اللطيف
بسم الله الرحمن الرحيم
لا زلت أذكر دموعها عندما كانت تحكي لي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولن أنسى وجهها أبدا
كانت معي بالمدينة الجامعية
وكنا بنفس الغرفة…وكان توزيعنا 4 بكل غرفة
كانت هي المنتقبة…وكانت رغم أنها أكبر مني بعام ألا إنها تصغرني بعام دراسي
جاءتنا فتاتان أخرتان تكبرانا إحداهما على نقيضها تماما
إختلاط…مشاغبة..صوت عالي…أغاني….إلخ
وكانت كلاهما تحبني ولله الحمد..لهذا كنت أتحاور مع هذه وأتعجب من جرأتها وكلاهما عن زملائها والحب و..و..وهي محجبة حجاب عادي
وكنت أرى الحوار على الأخرى متمثلا أمامي في سلوكها
لا تنتقض أحد ولا تعترض على سلوك ولكنها مرة ومن شدة ضيقها قطعت ورقة بيضاء من كراسها وكتبت عليها
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى وألصقتها على الحائط…وصمتت
وصلتني الرساله…وفهمتها…ولا أدري هل وصلت للأخرتان أم لا….
مضت أيامنا وأنا أراها أمامي كلما سمعنا الأذان هرولت وتوضأت وجاءت بوجهها الذي كنت أرى نورا يخرج منه كلما تأملتها ووقفت في ممرات المدينة الجامعية ونادت بصوتها المميز((الصلاة يا مؤمنات الصلااااااه))
وكانت تصحبني معها…وأسير خلفها وأقف لتصلي بنا بصوتها الرائع…كم أحببتها في الله
كانت تستيقظ وحدها دون منبه ولا موبايل ولا أي شيء…فقط((الله أكبر))من مسجد بعيد كانت تجلسها,,,كنا نعرف جميعا أنها هي التي تستيقظ لصلاة الفجر فكنا نطلب منها أن توقظنا أيام الإمتحانات..
في أحد المرات خرجنا معا لنتجه إلى المدرجات…وكان ذراعي في ذراعها..وكعادة الفتيات نتحدث ونثرثر….ولكنها…لا..أخبرتني أن أردد خلفها أحد أذكار الصباح وكنت أكرر…
أذكر مرة سرت معها ولاحظت أنها تشد الحجاب على عينيها وكأنه كمظلة صغيرة…فتساءلت!…فأخبرتني أنها تجد نفسها تنظر دون قصد هنا وهنا..فأرادت أن تجبر نفسهاعلى النظر أمامها على الطريق فقط…
يا الله
ترغم نفسها لتترك نظرات بريئة…وغيرها ينظر بقصد وبكل جرأة هنا وهناك
ليست هي الأولى من المنتقبات الطيبات اللاتي عاملتهن
وإليكم قصة أخرى عن صديقة أخرى
وبالصدفة قابل زوجي طبيبا من زملائه كان يعرفه قديما…وأتفق معه أن نتزاور…ولم يكن قد إشترى سيارة بعد…فنزلت مع زوجي لنذهب إليهم ونحضرهم بسيارتنا إلى بيتنا
وذهبنا…وكان اللقاء
منتقبة…هادئه…طيبة الخصال…ما سمعت منها لفظا بذيئا قط
كان وقتها معها بنتا وولدا((سارة,,,عبد الرحمن))
كانت سارة الصغيرة أول مفاجأة لطيفة قابلتها..إنها لا تعرف القصص العادية
بل جلست تقص علينا قصة هدهد سليمان…الذي عندما حمل الرسالة من سيدنا سليمان جري..طيران..طيران..طيران..وراح على بلتيس((بلقيس))ملكة سبأ….
وكم كانت كلماتها الضعيفة المكسرة درسا لي حيث عرفت كيف يربي هذا الرجل الملتحي و زوجته المنتقبة أبنائهم…
وبالطبع كانت هناك قصة عن سيدنا بلال…و((أمية الشرير))والذي كانت لا تقول عنه سيدنا…لأنه تافر((كافر))
تلك الأم المنتقبة علمتني الكثير
كيف أن الضرب للأطفال لماذا…هل لأنني غاصبة…أم ضرب لله لأنه أخطأ في حق الله وكذب مثلا
ولا زلت أخطيء وأغضب لنفسي….وأتذكرها وأنا أربي أبنائي رغم أنها ببلد وأنا بآخر
تعلمت منها أن أسكت أحيانا وأسمع إبني…لأنه صحيح يخبرني بخطأ فظيع…لكنني إن صرخت سيتوقف عن الكلام…ولن أعرف باقي القصة…وهذا عندما راقبتها وهي تستمع لابنتها
تعلمت منها إحترام الزوج وأنا أراقبها وهي تستأذنه في كل شيء…
تعلمت منها أنني مقصرة…عندما رأيتها قارئة للقرآن تسعى لحفظه ويحفظه أبناؤها
تعلمت منها الصراحة …ففي أحد المرات أتفقنا على أن نصنع الكعك والبيتيفور معا…وأعتذرت لأن إبني كان كثير البكاء…وكنا وقتها لا نعلم ما هي حالته..فوجدتها بكل صراحة تتصل بي وتقول لي((أنا زعلانه منك لأني كنت عاوزه أعمله معك))…وعاتبتني عتاب الأخت الشقيقة بلطف فأعتذرت ودعوتها وأتت وصنعناه معا وكان لذيذا
بل…والأروع أنها و زوجها خرجا معا مع مجموعة كبيرة…ونحن هنا عندما نخرج في مجموعات…نجلس نحن النساء وحدنا…ويجلس الرجال وحدهم…ولا نختلط
وفي مرة لم نخرج معهم وكانوا ذاهبين إلى الشاطيء…وحكت لي أنها و زوجها ذهبا آخر الناس فوجدا الجميع جالسين على شاطيء بجوار أصحاب المايوهات…!!!
فوقف زوجها…وتراجعت هي وناداهم هو وقال لهم
لا…لن نجلس هنا…كيف أجلس بلحيتي هذه هنا…وكيف تجلس زوجتي بنقابها هنا
قوموا وتعالوا لنغير المكان
وقام الجميع…وخجلوا من أنفسهم….وغيروا المكان…ونال هو الأجر والثواب
وليست هي الأخيرة المنتقبة التي قابلتها
بل أخرى…
وأكثر ما أحبه طاعتها لزوجها وبياض قلبها..وعدم حملها لأي سوء تجاهه
وحسن تبعلها له ومعرفتها للذوقيات والآداب في تعاملها مع الآخرين
لا تعرف كيد النساء ولا ((تحديف الكلام)) ولا التفكير((العقاربي))
إمرأة تتقي الله في لسانها يا صحبة الخير
لم تكن منتقبة أول زواجها…لكنها أنتقبت بعد الزواج
تسعى الآن لحفظ القرآن وأنهت البقرة وأظنها أنهت ما بعدها
أسأل الله أن يبارك لها في إبنها يوسف…الذي يتابع حفظ القرآن أيضا
,,,_________________________,,,
وليست هي الأخيرة
بل أخرى كانت معلمتي وأنا في الإعدادي.درستني العلوم..وكانت عندما كانت تدرسني على وشك إرتداء النقاب…وكانت تنتهز كل فرصة لحصة إحتياطي غاب معلمها فتدخل وتعلمنا على السبورة التجويد…ولا أنسى حروف القلقلة ((قطب جد))ولا زالت عالقة في ذهني
حببتنا في الحجاب وكانت لها نظرة عميق وهي تتأمل وجوهنا…فتقول لهذا..أشعر أن فيك خير فتدفعها للأمام بروح إيمانية عالية
رأيتها في صلاة العيد بعدها بسنوات ووجدتها منتقبه…ومعها عبد الرحمن…فازددت حبا لهذا الإسم الذي طالما تمنيت أن أسميه لإبني
زرتها وأنا بالجامعة مع صديقة لي في بيتها…ولاقتنا باهتمام..وفرحت بنا…وأذكر كيف علقت جمل لها في ذاكرتي وهي تقول
((على ما قد بأحب عبد الرحمن بني…ألا إني بأتمنى له الشهاده))
فتوقفت للحظات…
هذه كلمات لا تقولها أي أم
ونحن على بابها لنخرج بتلقائية قالت لصديقتي وهي ترتدي الحذاء((اليمين الأول يا سها))فعلتنما السنة بتلقائيه
أتعلمون
توفيت وهي تلد آخر بناتها…وأظنها كما ورد ماتت شهيدة…وأحسبها على خير ولا أزكيها على الله
لا تنسوها في الدعاء
ستعرفونها في الجنة
وسترون وجهها
وأشهدكم أني أحبها في الله
بل أخرى منتقبة كانت معي بنفس العام…وكان أكثر ما أذكره معها يوم الزلزال..
يومها قضيت الليلة بالمدينه ولم أعود لبيتنا
ولكنني وجدتها ترتجف وقلقه…وتهمهم بالأذكار وتستغفر الله
كانت تجلس على الأرض لحظة حدوثه…وشعرت أنها النهاية..,كأنه يوم القيامه
جلست بجوارها وظلت تحدثني كيف تخاف على أمها…وكيف هي قلقة عليها
عندما تقربت منها عرفت أنها ضربت من أخيها أول انتقابها لأنها أنتقبت…ولاحظت كيف هي تتمسك بالنقاب والتستر حتى أنها تخبيء السوار الذهبي…في كفها وتراه زينة ملفته
كانت إلن رأت أختا أطالت طرحتها تنظر إلى باقي ملابسها لتنبهها أن العباءة لا زالت تحتاج طولا…وكانت تختلف عن الآخرين ((كالذين يهللون في وجهك لو سبحت بحمد الله أو كتبت موضوعا دينيا…ويتركونك إن أحتجت النصيحة))
خطبت سلوى..وكان هذا اسمها لطبيب ولا أدري أين هي على وجه الأرض…لكنني أحبها في الله
وليست الأخيرة
غيرها كثيرات رأيتهن في المسجد.زمااااااااااااااااا
فالأم تحبس بدارها وعيالها
ولا تسليني إلا صحبتكم يا صحبة الخير
أحببت الجلوس بجوارهن
وليتني جمعت الهواتف وعرفت الأسماء
وليتني بقيت على إتصال بهن
كلهن لهن آثار في نفسي…وظلت لسنوات تتراكم…
فأراهم وأنا أسير
في الطائرة ..أراه يمسك بالقرآن ويرتله طوال الرحلة
في الطريق رأيت رجلا مرات في نفس الطريق يسير ويهمهم بالقرآن وهو ذاهب لعمله..يسلي نفسه ويراجعه
وفي الجامعة كان لنا زميل يقف وحده في عالم آخر إن أقتربت تسمع القرآن…وإن إبتعدت كنت على يقين أنه يرتله…
وعلى المنتديات أعرفهم من ردودهم…وكلماتهم…دون أن أرى وجوههم…فالسلوك يدل على صاحبه…
إخوتي
هناك خير كثير…والنقاب بريء من السلوكيات الخاطئة
واللحية بريئة من الإرهاب
ولسنا ملائكة…ولا أظن أن هناك ملاكا يمشي على الأرض
فلنحب الدين والتدين ..والقرب من الله
لا تلتفتوا لخطأ…فالمتبرجة تخطيء… وبعضهن ترتكب الخطيئه…وليس هذا علما على أن كل متبرجة هكذا
وحالقي اللحية منهم الفاسقين…وليس هذا شرطا على أن كل من لا يربي لحيته فاسق
لكننا لا نجد تلك التعليقات لأننا أعتدنا على أن من يتقرب إلى الله بإطلاقه للحيته أو بإرتدائها للنقاب
قدوة
لهذا لابد أن نوقر مظهرنا الإسلامي
فلا نضع الإسلام موضع شبهة
لأن المنتقبة عندما تسير تصبح كالمنبر المتحرك…تخطب الجمعة وهي صامته
وتؤذن في كل طريق تمر به وتدعو إلى الإسلام
وكذلك أنت يا صاحب اللحية….أنت أول الخيط الأبيض الذي يتبعه الناس ليصلوا إلى الإسلام…فلا تسيء لصاحب السنة صلى الله عليه وسلم عندما تطلقها وترتدي البياض مظهرا فقط وتغفل عن الجوهر
لا تنسوني في الدعاء
أختكم الفقيرة إلى الله
والمقصرة
(عفو الرحمن)