الجواب :
الأمر واسع ولكن تتابعها من باب المبادرة إلى الخير أفضل وأكمل ما لم يعتقد في الأيام المتتابعة ، ولذلك شدد الإمام مالك-رحمة الله عليه- في صيام الست ؛ لأن الناس صاروا يصومونها بمجرد اليوم الثاني من الفطر فخشي أن يزاد في العبادة ما ليس منها ؛ لأن من قواعد مذهبه-رحمة الله عليه- وكان يشدد في هذا حيطة للدين وصيانة له من البدع والأهواء كان يمنع من صيام الست ومراده من ذلك ألا يعتقد أنها من رمضان لأن الناس بالغوا فيها فكان الرجل بمجرد فطره في اليوم الثاني يصوم وقد يفوت زيارته للناس وحصول الأنس بإصابة شرابهم وطعامهم في أيام العيد ، فشدد من هذا الوجه وكانت النصارى تزيد في أعداد الأيام المفروضة عليهم ، ولذلك قال العلماء – كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر – : إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الشك لئلا يعتقد أنه من رمضان فيزاد في العدة فيزاد في عدده ولذلك شدد الإمام مالك-رحمه الله- فيما بعد رمضان إعمالاً لهذا الأصل وهو خوف اعتقاد الوجوب وأنها من رمضان ولذلك كانوا يقولون أتممت رمضان أو لم تتمه مقصودهم أتممت العدد ستاً وثلاثين حتى يكتب بعدد العام أو لم تتمه فصار كأنه من رمضان وكأنه يعتقد من تمام العدة فاحتاط-رحمه الله- لذلك سداً للذريعة ، والله – تعالى- أعلم .
***********************************
وماذا يفعل من كان عليه قضاء من رمضان ؟
الجواب :
أما من كان عليه قضاء من رمضان فلا حرج عليه أن يصوم ستاً من شوال ثم يؤخر قضاء رمضان وذلك لحديث أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- الثابت في الصحيح أنها قالت : إن كان يكون علي الصوم من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مني فقد كانت تصوم الست وكانت تصوم عرفه كما ثبت في الموطأ وكانت تصوم يوم عاشورا ، ولذلك قالوا : إنه يجوز تأخير القضاء ومنع بعض العلماء واحتجوا بأنه كيف يتنفل وعليه الفرض وهذا مردود ؛ لأن التنفل مع وجود الخطاب بالفرض فيه تفصيل فإن كان الوقت واسعاً لفعل الفرض والنافلة ساغ إيقاع النفل قبل الفرض بدليل أنك تصلي راتبة الظهر قبله وأنت ما خطب بصلاة الظهر فإن الإنسان إذا دخل عليه وقت الظهر وزالت عليه الشمس وجب عليه أن يصلي الظهر ومع ذلك يؤخرها فيصلي الراتبة ثم يصلي بعدها الظهر فتنفل قبل فعل الفرض بإذن الشرع فدل على أن النافلة قد تقع قبل الفرض بإذن الشرع فلما أذن النبي-r- لأم المؤمنين عائشة أن تؤخر القضاء دل على أن الوقت موسع .
وأما قوله : (( من صام رمضان ثم أتبعه )) فهذا خارج مخرج الغالب ، والقاعدة : " أن النص إذا خرج مخرج الغالب لم يعتبر مفهومه " فليس لقائل أن يقول : إن من عليه قضاء لم يصم رمضان نقول لو كان الأمر كما ذكر لم يشمل من أفطر يوماً من رمضان ؛ لأنه لو قضى في شوال لم يصدق عليه أنه صام رمضان حقيقة ؛ وإنما صام قضاء ولم يصم أداءً ، ولذلك الذي تميل إليه النفس ويقوى أنه يصوم الست ولا حرج أن يقدمها على قضاءه من رمضان وهذا هو صحيح فإن المرأة النفساء قد تبلغ رمضان كله وهي مفطرة ولذلك تريد الفضل فتصوم الست ثم تؤخر قضاء رمضان إلى أن يتيسر لها ، والله – تعالى – أعلم .
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَـْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعيــــــــــن
الشيخ / محمد بن محمد المختار الشنقيطي
كلللل الشكررررررررررررر… لك ياشمس نورتي
علي … هذا السؤال من أول شوال وأنا أبحث له اجابه
لأن لدي دليل وليس موثق من المشائخ لجواز تأخير القضاء بعد صيام الست من شوال…