تخطى إلى المحتوى

هل يَصِـحُّ أنْ يُقال : توكَّلتُ على اللهِ ثُمَّ عليك ؟ 2024.

الســـؤال : هل يَصِـحُّ أنْ يُقال : توكَّلتُ على اللهِ ثُمَّ عليك ؟
الجـــواب : هـذا لا يَصلُح ، لأنَّ الإمامَ أحمد وغيرُهُ مِن الأئمةِ صرَّحوا بأنَّ التوكُّلَ عملُ القلب ..
ما معنى التَّوكُّل ؟ هو تفويضُ الأمرِ إلى اللهِ جَلَّ وعَلا بعد بذل السبب . إذا بُذِلَ السببُ فوَّضَ العبدُ أمرَهُ إلى الله ، فصار مجموعُ بذلِهِ للسبب وتفويضُهُ أمرَهُ لله ، مجموعُها التَّوكُّل . ومعلومٌ أنَّ هذا عملُ القلب كما قال الإمامُ أحمد . ولهذا سُئِلَ الشيخُ محمد بن إبراهيم _ مُفتي الدِّيَار السعودية السابق _ رحمه اللهُ تعالى عن هـذه العِبارةِ ، فقال : لا تَصِحّ ، لأنَّ التَّوكُّلَ عملُ القلب . لا يَقبَلُ أنْ يُقالَ فيه " ثُمَّ " " توكَّلْتُ على اللهِ ثُمَّ عليك " ، إنَّما ما يُقالُ فيه " ثُمَّ " ما يسوغُ أنْ يُنسَبَ للبشر .

بعضُ أهل العِلم في وقتِنا قالوا : إنَّ هـذه العبارةَ لا بأسَ بها " توكَّلْتُ على اللهِ ثُمَّ عليك " ، ولا يُنظَرُ فيها إلى أصلِ معناها وما يكونُ مِن التَّوكُّلِ في القلب ، إنَّما يُنظَرُ فيها إلى أنَّ العامَّةَ حين تستعمِلُها ، ما تُريدُ التَّوكُّلَ الذي يعلمُه العُلَماء ، وإنَّما تُريدُ بمِثلِ معنى " اعتمدتُ عليك " ومِثل " وَكَّلْتُكَ " ونحو ذلك ..

فسهَّلوا فيها باعتبارِ ما يجولُ في خاطِرِ العامَّةِ مِن معناها ، وأنَّهم لا يَعنونَ التَّوكُّلَ الذي لا يَصلُحُ إلاَّ لله .

لكنْ الأولَى المنـع ؛ لأنَّ هـذا البابَ ينبغي أنْ يُسَـدَّ ، ولو فُتِحَ بابُ أنَّه يُستَسهَلُ في الألفاظِ لأجلِ مُرادِ العامَّة ، فإنَّه يأتي مَن يقولُ مثلاً ألفاظًا شِركِيَّة ، ويقولُ : أنا لا أقصِدُ بها كذا ؛ مِثل الذين يظهروا ويكثُرُ على لِسانِهم الحَلِفُ بغير الله ؛ بالنبىِّ أو ببعضِ الأولياء ونحو ذلك ، يقولون : لا نقصِدُ حقيقةَ الحَلِف ..

بل ينبغي وَصْـدُ ما يتعلَّقُ بالتوحيدِ وما رُبَّما يكونُ قد يخدِشُهُ أو يُضعِفُهُ ، ينبغي وَصْـدُ البابِ أمامه ، حتى تَخلُصَ القلوبُ والألسِنَةُ للهِ وحدَه لا شريكَ له .

~

نقلتُه من شريط : شرح ثلاثة الأصـول
للشيخ : صالح آل الشيخ

..

::

بارك الله فيكِ
ونفع بكِ
تذكير للغافلين عنه

::

جزاك الله خيرااااااااااااااااا موضوع جميل

جزاك الله خيرا

آمين وإيَّاكُنَّ أخواتي .
نفعني الله وإيَّاكُنَّ بما نقرأ .

بارك الله فيكي و نفع بكي الامة
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا

آمين ، ولكن بالمِثل أخواتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.