وإذا أردت أن تعرف قيمة هذا في الثبات فتأمل وسائل نفسك : لماذا ضلّ كثير من السابقين واللاحقين وتحيروا ولم تثبت أقدامهم على الصراط المستقيم ولاماتوا عليه ؟ أو وصلوا إليه بعدما انقضى جلُّ عمرهم وأضاعوا أوقاتاً ثمينة من حياتهم ؟؟
فترى أحدهم يتنقل في منازل البدع والضلال من الفلسفة إلى علم الكلام والاعتزال إلى التحريف والتأويل إلى التفويض والارجاء ، ومن طريقة في التصوف إلى أخرى .
وهكذا أهل البدع يتحيرون ويضطربون ، وانظر كيف حُرم أهل الكلام الثبات عند الممات فقال السلف : ( أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام)
لكن فكر وتدبر هل رجع أحدٌ من أهل السنةوالجماعة عن طريقة سَخْطَةً بعد إذ عرفه وفقهه وسلكه ؟
قد يتركه لأهواء وشهوات أو لشبهات عرضت لعقلة الضعيف ، لكن لايتركه لأنه قد رأى أصح منه أو تبيّن له بطلانه .
ومصداق هذا مساءلة هرقل لأبي سفيان عن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال هرقل لأبي سفيان ) فهل يرتد أحدٌ منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ ( .قال أبوسفيان : لا . ثم قال هرقل ) وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب ( .
سمعنا كثيراً عن كبار تنقلوا في منازل البدع وآخرين هداهم الله فتركوا الباطل وانتقلوا إلى مذهب أهل السنة والجماعة ساخطين على مذاهبهم الأولى ، ولكن هل سمعنا العكس ؟!
<FONT COLOR="Red">فإن أردت الثبات فعليك بسبيل المؤمنين .</FONT c>
————————
——————
التاج
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
——————
عواطف