قال تعالى في سورة البقرة: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) البقرة (204-209)
حقيقة السعي: المشي الحثيث، ومن هنا سُمي المشي بين الصفا والمروة سعيا لأنه مشي حثيث، هذا حقيقة الكلمة وأصلها، ثم إن الفعل (سعى) يُستخدم في اللغة بحسب تعبير القرآن وتعبير اللغة في أمور عدة منها ما يلي:
• يطلق السعي على كسب الإنسان وعمله، قال ربنا جل جلاله: (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا) أي قام بالعمل والكسب الذي يؤدي الآخرة، (وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا) هذا دليل على أن السعي يكون بمعنى الكسب والعمل.
• كما يأتي السعي بمعنى الإصلاح بين الناس ورفع الإضرار، قال عمرو بن كلثوم:
وأنا منا الساعي كُليبٌ …
ومقصوده بالساعي كليب أن كليبا كان يصلح بين الناس، أن كليبا كان يسعى في الصلح بين الناس ورفع الإضرار عنهم.
• كما يأتي السعي بمعنى العزم على تحصيل الشيء، ومنه قوله تعالى في حق فرعون: (ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى) أي يعزم على تحقيق مراده.
محاسن التأويل / سورة البقرة
منقول