القصة الأولى
شاهيناز .. أو شيرى كما تحب ان يناديها الآخرون .. فتاة مدللة لأسرة ثرية قد وهبها الله كل ما تحلم به فتاة فى مثل عمرها .. كل طلباتها مجابة .. لم تحلم بشىء لم تملكه قط .. وفوق ذلك وهبها الله تعالى جمالا آخاذا يأسر النفوس .. كانت تستمتع بنظرات الإعجاب الشديد فى كل مكان تذهب إليه .. والتى كانت تتجاهلها بكبرياء شديد فلم يكن فى نظرها من يستحقها .. كم من قلب تمزق بسببها دون ان تعيره إهتماما لقد كانت لعبتها المفضلة أن تجعل قلوب الشباب تتعلق بها ومن ثم تتجاهلهم تماما دون سبب .. لقد كان ذلك يشعرها بلذة كبيرة فهى تستحق ان تتحطم من أجلها آلاف القلوب فمن مثل جمالها .. حتى قابلته يوما .. المهندس أشرف والذى التحق بالعمل قريبا بشركة والدها .. شاب وسيم ومحترم وكفء للغاية أخذ وضعه سريعا فى شركة أبيها والذى أصبح يعتمد عليه .. وأصبح حديث أبيها عنه يشعل فضولها لتراه ولتضمه إلى قائمة معجبيها أو بالأحرى ضحاياها .. وبالفعل فى الصباح تزينت كأجمل ما يكون واستعدت لبدء خطتها وركبت سيارتها لتذهب لزيارة أبيها فى شركته .. وبالفعل لم يكن صعبا عليها ان تميز وجود المهندس أشرف فقد أصبحت تعرفه كأنها تراه وقد كان التعارف فاترا من وجهه نظرها فقد عاملها أشرف بمنتهى الأدب واللياقة ولم يبدو على ملامحه أنه قد تأثر من شدة جمالها كما توقعت هى وقد عرفت السبب حينما لاحظت الدبلة التى تلمع بين أصابعه.. لم يذكر أباها من قبل أنه مرتبط .. لن يكون الأمر سهلا .. انها المرة الأولى التى ستضطر فيها إلى منافسة إمرأة أخرى على قلب رجل .. ولكن لا يهم انها لا تنافس فأى إمرأة أخرى لن تبلغ جمالها بأى حال .. وقد حاولت بدهاء الأنثى أن تعرف منه من هى خطيبته .. وأجابها أشرف بتلقائية أنها المهندسة وفاء التى تعمل معه بنفس الشركة .. وبالطبع لم تذهب شيرى قبل ان تلقى نظره على غريمتها والتى كانت كما تظن تماما حقا انها جميلة ولكنه جمال عادى هادىء لا يقارن بها .. وبدأت شيرى حربها على أكثر من جبهه .. فهى تحاول استمالة أشرف لناحيتها من ناحية وتشن حربا غير معلنة على وفاء من ناحية أخرى .. وقد ظلت تلح على أبيها حتى قام بطرد وفاء من الشركة .. وبعدها ذهبت شيرى لتتلذذ بنجاحها ورؤية وجه أشرف .. بادرها أشرف أنه يحمل لها أخبار سعيدة وأعطاها كارت دعوة إلى حفل زفافه هو ووفاء.. وقع عليها الخبر كالصاعقة فهى المرة الأولى التى تفشل فيها مع رجل ولا يحقق لها جمالها ما تتمنى .. لا تدرى كيف ركبت سيارتها وانطلقت بها فى سرعة جنونية وهى تكاد لا ترى أمامها .. وكان الإصطدام حتميا .. تم نقل شيرى إلى المستشفى فى حالة مزرية .. وإجريت لها عدة عمليات لإنقاذها .. وقد خلفت الحادثة آثارا لا تمحى فوق وجهها وقد ذهب جمالها الذى غرها بلا رجعة ….
القصة الثانية
فؤاد سالم .. أو فؤاد بيه كما يسمونه .. رجل أعمال ومليونير .. يعمل فى كل شىء .. يبتلع السوق كما يقولون لا يستطيع أحد منافسته أو مشاركته احدى الصفقات .. انه لا يدخر وسيلة للحصول على ما يريد .. فالغاية عنده تبرر الوسيلة .. ليس له من وجهه نظره نقطة ضعف سوى حبه الشديد لابنه الوحيد رامى .. فقد كان الحياة بالنسبة له .. انه يقول انه يفعل ما يفعله من أجل مستقبل رامى وسعادته .. فهو لا يريد أن يحتاج رامى لأى شىء .. ما يتمناه يجده قبل حتى أن يطلبه .. مضت الأيام بفؤاد بيه وهو يزداد سطوة ومالا وظلما وغرورا فلم يكن يردعه شىء عن أخذ ما يريده وزيادة أرباحه وأرصدته فى البنوك … ولكن لم يكن يدرى أن من ذاقوا ظلمه سوف يردونه عليه .. وقد بحثوا فى حياته عن نقطة ضعفه واكتشفوها بسهولة.. انه رامى .. ولم يكن صعبا عليهم ان ينتقموا من فؤاد بيه فى صورة ابنه الوحيد .. لقد دفعوا إليه بشلة من أصدقاء السوء وبالنسبة لنمط الحياة التى يعيشها لم يكن صعبا ان يندمج مع اى شلة ويجرب اى شىء حتى أوقعوه فى فخ الإدمان الذى سيطر عليه تماما وأضاع كل ما معه لينفق على هذا الدمار .. وفى ظل انشغال فؤاد بيه بأعماله وصفقاته .. لم يكن يلقى بالا بغياب رامى المستمر عن البيت و طلبه المتزايد للمال .. فهو شاب ويريد أن يعيش حياته .. هكذا قال لنفسه .. حتى جائت الطامة الكبرى فى احدى الليالى حينما عاد متأخرا من عمله حتى كاد يتعثر بجسد رامى الملقى على الأرض كالجثة الهامدة بعدما تناول كمية كبيرة من المخدرات ولم يكلف أصدقاء السوء أنفسهم عناء أن ينقلوه لاحد المستشفيات بل ألقو به عند باب البيت بلا اكتراث .. لقد كانت الصدمة هائلة على رأس فؤاد بيه والذى حمل ابنه الوحيد وهرول إلى المستشفى وهو يكاد لا يصدق ما حدث .. وظل بجوار ابنه الوحيد يلوم نفسه ويلعن المال الذى جر إليه كل هذه المصائب ويدعو الله ان يشفى له ابنه الوحيد ولا يريد شيئا بعدها .. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. فقد توفى ابنه فى نفس الليلة وفقد معه أبيه عقله تماما فقد كان وقع الصدمة عليه مروعا ومضى يجرى فى الطرقات على غير هدى وهو يصرخ كالمجنون .. خذوا مالى .. لا أريده ..أرجعوا لى ابنى .. ومضى على هذه الحالة ولم يدرى أحد عنه شيئا بعدها ….
الفصة الثالثة
عزيز المهدى .. شاب موفور الصحة .. مفتول العضلات .. من صغره معروف بقوته الهائلة .. وقد كان يدعوه الأطفال بهرقل .. ولكنه لم يحمد الله على نعمته بل غرته قوته وأساء استخدامها وبدلا من ان يسخرها لخدمة الناس تعالى عليهم وتجبر بقوته على من هم أضعف منه .. ونصب نفسه فتوة الحى الذى يعيش فيه والأحياء المجاورة له .. اكتسب كراهية الجميع وخوفهم وكان الأخير ما يريده انه يتلذذ حين يرى نظرات الخوف فى عيون الآخرين يشعر بمدى قوته وجبروته .. ومضى فى ظلمه أكثر و أكثر فلا يوجد من يستطيع مجابهته أو الوقوف أمامه وصده عن ظلمه .. فيقوم بفرض الاتاوة على أصحاب المحلات الصغيرة .. ويكون جزاء من يرفض منهم ان يضرب ضربا مبرحا وتحطيم محله بالكامل ليكون عبره لمن سواه .. ويزداد الخوف فى نفوس الناس ويزداد جبروت عزيز أكثر و أكثر … فى احدى الليالى عندما عاد عزيز مترنحا من احدى سهراته وهو يغنى بصوت أجش فاذا به يسقط على وجهه بعد تعثره فى حجر صغير .. وحينما أراد أن ينهض صرخ متألما فقد ضغطت يده على احد المسامير .. نزع عزيز المسمار من يده لقد كان مسمار صغير وصدىء ثم ألقى به بلا اهتمام ومضى فى طريقه .. فى الصباح استيقظ عزيز على آلام مبرحة فى كفه ونظر بدهشة إلى علامة حمراء صغيرة وهو نفس المكان الذى كان يحتله المسمار الصغير .. لقد التهب بشدة .. لكن عزيز لم يلقى له بالا فهو قادر على احتمال الألم .. لكن ما لبث الألم ان انتقل إلى ذراعه بالكامل وجزء من كتفه ورقبته أيضا تكاثرت عليه الآلام من كل اتجاه حتى صرخ بشدة ومن ثم ذهب للطبيب الذى قرر بأنها حالة غرغرينة نتجت عن تسمم الجسم .. ولا بد من بتر الذراع قبل أن تمتد لباقى الجسم وتسبب وفاته .. صرخ عزيز من الألم والحسرة معا .. كيف سيفقد ذراعه القوية وبسبب مسمار حقير .. كاد يجن من الفكرة ولكنه الحل الوحيد أمامه .. فكان ان بترت يده القاسية التى كانت تبطش بالناس بلا ذنب جنوه وقد سلط الله عليه مسمار صغير ليريه قدرة الخالق على المخلوق ولأسباب لم يعرفها الأطباء بعد بتر ذراع عزيز بدأت أطرافه تفقد الحياة الواحد تلو الآخر حتى أصبح عاجزا تماما .. فسبحان الله قد ذهبت الصحة والقوة وجنى عزيز ما زرعت يداه..
إن الجمال والمال والنفوذ والأولاد والصحة والقوة نعم من الله تعالى فكيف نتكبر بها عليه سبحانه اللهم أعذنا أن نكون من المتكبرين فالعزة لك وحدك سبحانك …..
أختي في الله
" ملكة القصص"
هل تسمحين لي بان اطلق عليك هذا اللقب
فأنت وبلا شك ملكة القصص في فيضنا الحبيب
فقصصك لا تضاهيها قصص في الروعة والتشويق
دام قلمك مبدعا
حفظك الله ورعاك وامدك بالمزيد
حروف كلماتى تذوب خجلا من عذب كلماتك .. سعيدة للغاية أن مجموعتى القصصية الأولى قد لاقت هذا الترحيب غير المتوقع .. لقد أعطيتمونى الطاقة لاستحضار المزيد من الأفكار التى تتزاحم بمخيلتى لتخرج إلى النور .. وأعدكم أن أسخر قلمى دائما للدعوة لكل فضائل ديننا الحنيف .. أعاننى الله وإياكم لكل خير ..
تحياتى ..
اشكركِ على قلمكِ الفذ..
وأسأل الله أن يكون لكِ لاعليكِ..
لم أقرأ القصص وإنما سأقرأها لاحقاً..
ولكن..لفت إنتباهي تدفّق حروفكِ بيننا..
بارك الله فيكِ..
وننتظركِ دوماً..
دمت بعافيه
أشكر لك كلماتك الرقيقة التى أسعدتنى كثيرا .. كما أرجو أن تنال قصصى إعجابك دائما إن شاء الله ..
تحياتى ..
وقلب ينبض رفضا لكل السلوكيات
الخاطئة التي التصقت بمجتمعنا
الإسلامي العربي…
وقلم جريء قادر على أن يقول
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
لكل مايرفضه ديننا الحنيف..
بارك الله في قلمك وعقلك
ونبض قلبك المخلص..
دام قلمك مبدعا….
انتظرت مرورك كما عودتينى دائما لتنيرى صفحتى .. شكرا لك
بارك الله فيك