صباحكم / مساؤكم
طاعة وعبادة لله ..
تطل عليكم قصة جديدة
أرجو من الله أن تنال إعجابكم ^^
…
أصوات الأجهزة الطبية تملأ سكون المكان , ورغم ذلك صمتٌ يتربع
في أعماق تلك الصغيرة .. تحرك قدميها ذهاباً وإياباً وهي تجلس بهدوء
على الكرسي الذي احتوى ألم طفولتها كلما أتت لزيارة أمها المريضة.
تنظر بعجب ,
الكثير من الأسلاك البشعة تلف يدي والدتها بإحكام ,جهاز التنفس
يكتم صوت أمها ولا تسمع سوى شهيق يعلو ثم ينخفض , وصوت الأجهزة يدوي
في داخلها لقد حفظت رناته البائسة حتى تكاد تصنع منها موسيقى حزينة
تذكرها بمعاناتها
تُتًمتِمُ بعفوية :
– مـامـا , [رامي] يجوع كثيراً ولا أعلم كيف أصنع له الحليب , مـامـا بت أخشى
على قلادتي الثمينة التي اهديتني إياها ,, أتذكرين
كم بكيت عند بائع المجوهرات لأحصل عليها وكم وبختني وأخبرتني أنها ليست
لطفلةٍ مثلي وأنني عندمــا أكبر سأحصل عليها ,
ثم رق قلبكِ لي وأهديتني إياها رغم ثمنها الباهظ , مــامـا لاتخافي
لم أنسى تلك الكلمات التي أخبرتني أن أكررها كلما شعرت بالوحدة دونك
تنزل "ربــى" رأسها بألم وانكسار وهي تطالع ذلك الجسد المنهك الذي نهش
أحشاءه [السرطان]..!!
تشد بيديها على القلادة وهي تردد ما علمتها أمها أن تردده :
– يــا الله .. يــا الله !
الطبيب ينادي ,,تقف ربى بصعوبة وأقدامها لاتكاد تحملها ثم تغادر
بعد أن طبعت قبلة على جبين والدتها
تركض مسرعة حيث يقف والدها الذي أتى من عمله لأخذها
تحتضنه, تقبله , تقول والدموع تسابق قولها :
– بــابــا هل ستكون مــامــا بخير بعد العملية ؟!
فيضمها بحنان :
– صغيرتي أليس الله معنا ؟!
فتجيب :
– أجل .
– إذاً أمك بخير هيا ماذا سنقول الآن ؟!
فتجيب بصوتها الطفولي :
– يا الله اشفها ..!
[يـــا الله ] كم هو عظيم أن تنطقها شفتي طفلة وما أعظم تلك الأم التي
زرعت تلك الكلمة لتكون سند ابنتها في غيابها ,,
في المساء يغادر الأب المنزل إلى احدى المطاعم لإحضار العشاء
تاركاً ربــى , تجلس ربى التي باتت تتحمل مسؤولية رعاية
[رامي ] وهي التي بحاجةٍ إلى من يرعاها ويصونها .
تمسك يدي رامي بلطف ,تحركها فيبتسم .
ترفع الدمية للأعلى ثم تنزلها بسرعة فيضحك .
فجأة, يعلو صوت صراخه فتفزع ربى وترمي بالدمية بعيدا
لم تعلم حينها ماذا ستفعل إنها تخشى من بكائه كثيرا
فهي لاتعلم مالذي يريده حينئذٍ
وبكاؤه بتلك الحرارة ولد في نفسها الخوف ,,تضعه جانباً
وتشد بيديها ماستطاعت من خصلات شعرها علها تسد مجرى ذلك الصراخ
تركض نحو النافذة تفتحها بلا شعور
يتطاير الغبار حاملاُ بقايا دموعها التي صادفت ضوء القمر فتلألأت
وسط العتمة التي شعرت بها ,,
يقسو صوت الرياح ويلفح ذلك الوجه البريء فتجثو على ركبها بخوفٍ :
– مـــــامـــا .. ساعديني ؟!!
تزحف ببطءٍ نحو رامي وتشاركه البكاء ..
يحضُر الأب حاملا معه عشاء الليلة ,
للأسف لقد سبقا العشاء بالنوم .. يضعه جانباُ ويقول :
– حنـــان طال غيابك ,, أبناؤكِ بحاجتكِ !
[حنــان] الأم ..
هاهي ربى تعود من المدرسة مسرعة باتجاه [الصيدلية]..!!
المجاورة لمنزلهم ,,
تجوب أركانها بتمعنٍ ودقــة مما يلفت انتباه البائع فيسألها :
– عما تبحثين ؟!
فتجيب بكلماتٍ تثير عاطفة البائع :
– أين أجد الدواء لــ [ السرطان ] ؟!
يصمت قليلا ثم يجيب :
– للأسف لاتجدينه هنا ..
تغادر متضجرة من البائع فتلفت انتباهها لوحة موضوعة عند المخرج
كتب فيها :
[ داووا مرضاكم بالصدقة ]
تقرأها ثانية وثالثة
ثم تغادر..
في المنزل تبقى تلك الجملة معلقةً بذهنها ولاتكاد تفارقها
تسأل والدها بإهتمامٍ بالغ :
– بابا , من أمرنا بالصدقة على الفقراء ؟!
فيجيب :
– الله أمرنــا بذلك ياصغيرتي ,,
فترجوه أن يأخذها إلى أحد الجمعيات الخيرية لتجرب لذة الصدقة
للمــرة الأولى في حياتها .. ولم يمانع والدها ذلك .
هناك ,
عند مكتب استقبال التبرعات تقف ربى , يخرج والدها بعض النقود
ليعطيها لربى حتى تسلمها ..
فتبتسم ربى :
– بــابــا .. لا !!
يتعجب الأب فعلتها ويظل صامتاً يراقب تحركاتها
إنها تخلع قلادتها الثمينة , وتسلمها للرجل ..!!
عجباً.. لم تكد عيناه تصدق ماحدث ,لقد تمنى بالفعل لو تقوم ربى بفعل
ذلك مرة أخرى حتى يصدق ما رآه
تهمس ربى وهي تسلم القلادة :
– يـــا الله , اشفي مــامــا ..
كم غمرت السعادة قلب الأب وهو يرى ابنته ذات الــ 9 سنوات فقط !
تتصدق بقلادةٍ ثمينة
دون تذمرٍ منها أو انزعاج .
ويأتي اليوم المنتظر العملية الجراحية التي ستجرى لوالدة ربى
قد حانت , وتتهللت البشائر بعد أربع ساعات قضاها الأطباء خلف
أبواب غرفة العمليات .
لقــــد نجحت العملية ..
هاهي ربى تغادر المنزل متجهة إلى والدتها .. لايشغل فكرها سوى
الإرتماء في أحضان أمها التي غابت عنها قرابة السنتين !!
تقف ربى وهي ترى والدتها تحدث الممرضة , تقف بلاشعورٍ منها
لقد تجمدت أطرافها فجأة وباتت غير قادرة على التحرك وهي تقول :
– مــامــا تتكلم ؟! لا أصدق .
تذرف الدموع البريئة وتندفع نحوها بسعادة , لقد أبكت من حولها
عندمــا كانت تبكي وتردد ببراءة : يـــا الله شكراً ..~
ما أروعه من لقاء , ذلك الذي جمعهم لقد بدأ بضجيج ربى وهاهو ينتهي
عندمــا غفت بهدوء في أحضان أمها ,
كانت الأم تحرك خصلات شعرها بسعادة وفجأة نظرت إلى عنقها
وقالت لزوجها:
– أين ذهبت القلادة ؟!
فيجيب :
– دفعت بها لتكون سبباً في شفائك .
فتبسمت والدموع ملئ عينيها :
– يـــا الله لك الحمد والمنة .
انتهى ,,
عندمــا تغرس في أبنائك حب الله تعالى وطاعته
سترى أن ماغرسته سيعود يومــاُ لينقذك من
عثـــرةٍ أنتَ فيها ,,
قــل دائماً .. يـــا اللــه ولا تبالي ❤
تحياتي
شكراً لكل عين قرأت ..
وما خاب من قال يا الله
ما أروعه من قلم
وما أروع تلك القصة
بين طياتها أكثر من عبرة
صبر وإيمان وصدقة وطاعة ورضا وتربية حسنة
كلها عبر نستخلصها من قصتك
بورك قلمكِ يا حبيبة
يسعدني دوما أن أقرأ لكِ
بانتظار جديدكِ بشغف
كل الحب لكاتبة المستقبل
يااااا لجمال
حرفك يا أناملكم هو جميل ومعبر ويلمس شغاف قلوبنا
رحلت قلوبنا مع ربى وعاشت معها لحظة بلحظة
حتى رددنا معها يا الله …يا الله ...يا الله
وما خاب من قالها
رائعة أخرى من روائعك حبيبتي أنامل
بوركت تلك الأنامل التي خطت
سعدت بمروركم كثيرا
وشكرا لكم
لاتحرموني من إطلالتكم في مواضيعي =)
حبي لكم ()
اسلوب جميل جدا وعبرة رائعة ..
موهوبة انت يا انامل … عشت احداثا مؤثرة …
استحققت التميز بجدارة …
ادامك الله
اناملي ………. بوركت قلمك عزيزتي
..كل الود..
شكرا لمروركما الرائع
أسعدني كثيرا ^^
كم بكيت و انا اقرئها ، ان تلك القصه تستحق فعلا ان تاخد " موضوع متميز "
يارب لا تحرمنا من جنتك و اجب دعوانا يا رب العلمين .
شكرا لمروورك رورو
أسعدني كثيرا ^^
قصة تلمس القلب والوجدان
بارك الله فيك ومن تميز الى اخر ان شاء المولى عز وجل