إن الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا … ونصلي ونسلم على خير خلق الله
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأزواجه الطاهرين..وبعد،
من تحلى به يشعُ النور من جبينه
تنتهي سفينته إلى جنة عرضها الأرض والسماء
ومن لا يطمح أن يرافق سيدنا عثمان بن عفان
في الجنة وهو من تستحي منه الملائكة؟؟
لاشك أن هذا مطمح لكل قلب تقي راقي
نشتشف عذوبته..وننهل من شذاه
في اللغة هو ( انقباض وانزواء في النفس يصيب الإنسان عند الخوف
من فعل شئ يعيبه ) …وفي الشريعة ( خُلق ترك القبيح ، ويمنع من
التقصير في حق كل ذي حق )
ببساطه..الحياء هو الامتناع عن فعل ما يُعاب أو يُغضب الله.
وإذا كان الحياء مبعثا لكل خير..ونهيا عن كل شر
فإن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أفضل وأسمى من تحلى
بهذا الخلق..فقد كانت أقواله وأفعاله وحتى مجالسه تنبض بالحياء
وقد وُصف صلى الله عليه وسلم بأنه
( أشد حياءا من العذراء في خدرها )
وكان إذا استحيا من شئ ظهر ذلك في وجهه.
من الحيض ، فأخبرها أن تأخذ قطعة من القماش وتتبع بها أثر الدم ،
إلا أن تلك المرأة لم تفهم عن النبي قصده تماما ؛فأعادت عليه السؤال
مرة ثانية ،فأجابها كما أجاب في المرة الأولى،فلم تفهم أيضا وسألته الثالثة
فاستحيا منها وأعرض عنها ، وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها حاضرة
فاقتربت من المرأة وأفهمتها بلغة النساء.
ونزل النبي صلى الله عليه وسلم وقابله موسى عليه السلام وأخبره أن يسأل
الله التخفيف أجاب النبي " استحييت من ربي " ..والحياء من الله سبحانه
هو أشد مراتب الحياء.
كله خير ، ولا يأتي إلا بالخير..فعندما تتحلى المسلمة
بالحياء فتستر نفسها عن أعين الرجال ، وتخفض صوتها
عند الحديث معهم " إن كان الحديث لضرورة " ..وتغض طرفها
عن كل مايحل ، وتمشي بسكينة ووقار على الجانب الأيمن للطريق
ولا تخرج من بيتها إلا للضرورة..وتتجنب مواضع الزحام حتى بين
النساء…فهي بذلك تنأى بنفسها عن مواضع الفتن والشبهات
وتقتدي بالصالحات ونساء النبي صلى الله عليه وسلم.
عندما أتت إحداهن إلى سيدنا موسى لتخبره أن أباها يريده
وقد خلّد القرآن تلك الموقف ووصفه كأحسن ما يكون
" وجاءته إحداهما تمشي على استحياء "
تمشي في سكينة ووقار وستر.
" كنت أدخل بيتي الذي دُفن فيه رسول الله وأبي ، فأضع ثوبي (أي أطرحه)
فأقول إنما هو زوجي وأبي ، فلما دُفن معهم عمر فوالله ما دخلت إلا وأنا
مشدودة علي ثيابي حياءا من عمر "
رضي الله عنها وأرضاها.
فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم " أشد أمتي حياءا عثمان "
ومن شدة حياء سيدنا عثمان رضي الله عنها أنه كان يغتسل جالسا
حياءا من الله أن يقف وتنكشف عورته..وكان إذا دخل على النبي
صلى الله عليه وسلم وهو متكئ اعتدل في جلسته صلى الله عليه وسلم
ويقول " أفلا أستحي من رجل تستحيي منه الملائكة "
تخرج إحداهن كاشفة متبرجة تنظر إلى الرجال وينظرن إليها
غير مبالية بشئ..بل ربما تبادر هي فتلقي السلام وتتبدئ الحديث
نسأل الله السلامة.
إن كان خير تقدم..وإن شرا توقف
ولذلك
فقد ورد عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تُرغب في الحياء
منها..
" الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة " رواه الترمذي.
" الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة
الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " الصحيحين.
" إن الله حيي ستير يحب الستر والحياء " سنن أبي داود والنسائي.
هل الحياء فطري أم مكتسب؟؟
ويمكن أن يُكتسب مع مرور الوقت عن طريق التحلي بفضائل
الأخلاق..والترفع عن السفاسف.
وهو رافد من روافد التقوى لأنه يلزم صاحبه فعل كل حسن
وينهاه عن الوقوع في أي إثم.
نسأل الله أن يرزقنا الحياء وأن يحشرنا مع النبي الحيي
صلى الله عليه وسلم.
نعم الحياء كله خير ، ولا يأتي إلا بالخير
وكعادتك موضوع رائع لأخت فاضلة
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا على الموضوع القيم الذي نحتاجه فعلا في هذا الزمان
فإن بعضا من الناس يشعرون أن الحياء عيب أو نقص..لا بد من إصلاحه..
ومحاوله تغيره..والتدرب على تركة..
يكفي أن الحياء..صفه من صفات الله تعالى..والملائكة والنبيين والصالحين..
كفى بالحياء خيرا.. إن منعنا من كثرة الكلام..إلا في ماهو خير..
يكفي المظهر الرااائع الذي يعلو الوجه والصوت بسبب الحياء..
فهو خير في الدنيا والأخرة..
ويجلب الوقار والسكينة والاحترام..
إن الحيي.. إذا تكلم.. يسمع له الجميع..لأنهم لم يتعودوا على كثرة الكلام منه..
وإذا طلب..بادر الكل بتلبيه طلبه..لأنه عزييز..لا يطلب الا بحياءا..
والله إن الحياء.. من أكبر النعم التي أعطاها الله تعالى للإنساء وخاصة النساء..
خاالص شكري وتقديري لك..
بارك الله فيكِ غاليتي موضوع رائع ومتميز
حماك الرحمن ورعاك
عَنْ سَعِيدِ بن يَزِيدَ الأَزْدِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوْصِنِي ، قَالَ : أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ .
رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( 46 ) ، والبيهقي في " شعب الأيمان " ( 6 / 145 ) والطبراني في " المعجم الكبير " ( 7738 ) ، وصححه الألباني في " الصحيحة " ( 741 )
قال المناوي – رحمه الله – :
( أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك ) قال ابن جرير : هذا أبلغ موعظة وأبْين دلالة بأوجز إيجاز ، وأوضح بيان ، إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح ، وذوي الهيئات والفضل ؛ أن يراه وهو فاعله ، والله مطلع على جميع أفعال خلقه ، فالعبد إذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه : تجنَّب جميع المعاصي الظاهرة ، والباطنة ، فيا لها مِن وصية ، ما أبلغها ، وموعظة ما أجمعها " انتهى .