السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مناظرة بين الموت والحياة000
——————————————————————————–
جرت محاورة بين الموت والحياة :
قالت الحياة : أنا أيامهم وساعات أعمارهم يقضون فيها ما يقضون إن خيرا وإن شرا..
قال الموت : وأنا شبح يخافه كل حي أنت بداية أيامهم وأنا نهايتها ..
قالت : ولماذا تخطف الناس وهم معي فجأة لا أجدهم ؟
قال : أنا نهاية حتمية لكل حي فهم عنك راحلون وإلى ربهم راجعون فأنا قضاؤهم وقدرهم ..
قالت : أعلم ذلك ولكن لم لا تختبرهم بقدومك إليهم ليستعدوا لك ؟
قال : المفاجئة هي التي تخبرهم فكل نفس لا تعلم أين ومتى آتي إليها ؟ قال تعالى : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ..
قالت : هل أنت شبح مخيف ؟
قال : مخيف للعاصي والمذنب وأما المؤمن فيفرح بلقاء ربه ..
قالت : هم مكثوا وعاشوا وربما أملو آمالا كثيرة وأنت تقطع الأماني والأحلام في ساعة زمن ..
قال : حكمك علي قاسي أنا مصيرهم الذي لا مفر منه وأنا نهاية كل حي عليك، يا أيتها الحياة لم تغرينهم وتجعلينهم يبهرون بما زينت لهم ؟
قالت : نعم أنا زينت لهم كل شئ علتي في ذلك لفتنتهم واختبارهم فلماذا قطعت علي ؟
قال : لكل منهم أجل معلوم فلا هو مؤخر ولا مقدم0
قالت : كم من حي ذاق مرارة كأسك ؟
قال : ذاقه الكثير و سيأتي الكثير ولكنك أذقتهم كدرك وتعبك والمشقة فيك0
قالت : أننا لست على وتيرة واحدة فيوم يضحك هذا ويوم يبكي هذا وآخر يمرض فإنهم خلقوا في كبد 0
قال : الحوار معك يمل وأنت لا ترسين على حل0
قالت : وأنت الكلام معك خوف ورعب والكل حولي يقول الموت كأسه مر
قال : لماذا لا تجعلينهم يعتبرون بغيرهم الذين أخذتهم وتخبرينهم أني قادم إليهم؟
قالت : هذا لعمري مستحيل أن أقول لهم إنك قادم إليهم فمهمتي أن أجعلهم ينسون مرارة كأسك
قال : أيتها الحياة الزائلة أسألك أن تجعلي حوارك مقنع وللقاري ممتع0
قالت: من قال لك إن الحوار معي ليس ممتعا لقد أضاعوا معي الوقت الكثير إلى أن أتيت إليهم فجأة بلا ميعاد0
قال : ويحك إنك الزائلة وهم معك زائلون وإلى ربهم يوما ما راجعون0
قالت: إني أعرف كل ذلك فعذرا لأني ماطلت والحق معك في كل ما قلت ولكن أنا حياتهم ولديهم حكم فيهم فوداعا يا من ليس ببعيد بل هو منا أقرب قريب0
أختكم
الأمينه
منقووووووول