بسم الله الرحمن الرحيم مرحباً بكم أخواني وأخواتي في مشاركتي الثانية معكم في هذا المنتدى ، والحقيقة كان في بالي التحدث في أكثر من موضوع من الموضوعات المفيدة والمهمة ولكني أعجبت بموضوعين متميزين جدا الأول بعنوان سيكولوجية السعادة والثاني بعنوان نحو نفس مطمئنة واثقة . وارتأيت بأن أشارك معكم ونتشارك الرأي في الموضوع الأول وقد لفت انتباهي هذا الموضوع من عنوان المنتدى وهو روضة السعداء . فأقول مع معنى السعادة الحقيقي ؟ وكيف نحققها في حياتنا ؟. وما هي الأشياء التي تحقق لنا هذا الشعور بالسعادة ، هل السعادة في المال ؟ هل السعادة في الأولاد؟ ، هل السعادة في الزوجة الصالحة ؟ هل السعادة في الوظيفة الممتازة ؟ هل السعادة في زوج مخلص يتقي الله في الأهل والولد ، هل السعادة في الصداقة والعلاقات الاجتماعية ؟ لكل منا مفهوم للسعادة ؟ فهل أثريتم الحوار بآرائكم الجميلة لكي نفيد ونستفيد ونسعى دائماً لتحقيق هذا الشعور لأنفسنا وغيرنا ،نسأل الله أن يرزقنا السعادة في الدارين الأولى والآخرة . في انتظار ردودكم .
بارك الله فيكم أخي الكريم..
يقول تعالى في سورة النحل : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)..
أي من يتبع سبيل الرشاد، يرزق سعادة الدارين.. جعلنا الله و إياكم منهم..
السعادة في نظري هي في طاعة الله والقناعة بما لديك حتى لو كان قليلا..
وأن تنام وأنت خال من الحسد والكره …
أولاً : القرب من الله يطمئن القلب من ناحية الرزق والمال فكثيرا من الناس تلهث وراء جمع المال وشغلهم الشاغل في تحصيل الرزق والمال ، والقرب من الله يجعل الإنسان يأخذ بالأسباب ويترك النتائج لله سبحانه وتعالى فقد سئل الحسن البصري عن سر زهده في الدنيا فقال علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي ، وعلمت أن عملي لن يقوم به غيري فعملت به .
ثانياً : بالنسبة للأولاد والزوجة الصالحة فطاعة الله سبحانه وتعالى ينبع منها أيضاً الزوجة الصالحة فمن أحبه الله رزقه بالزوجة الصالحة إن نظر إليها سرته وإن غاب عنها حفظته ، لا يرى منها إلا كل خير ، ولا يسمع منها إلا كل خير . سكن في الدنيا ، هل تعلمون أن الحور العين يغرن من المرأة المطيعة لله سبحانه وتعالى يغرن منها بصلاتها وقيامها وطاعتها لله . وكذلك من طاعة الله سبحانه وتعالى ينبع منها الذرية الصالحة فمن أطاع الله سبحانه وتعالى بر والديه وأحسن لهما فتكون النتيجة بر أولاده به . فقد روي أن أحد الأبناء قد صنع لوالده أطباقاً من الخشب حتى يأكل فيها ، لأنه من كبر سنه لا يستطيع التحكم في يده فتقع الأطباق من يده فتكسر فصنع له هذه الأطباق ففي يوم من الأيام سأله ولده لماذا صنعت هذه الأطباق لجدي فأجابه ، فقال له يا أبي احتفظ بهذه الأطباق لكي أعطيها لك عندما تصبح في سن جدي . فحقاً بر ك لأبويك نتيجته بر أولادك بك وهذا ثمرة لطاعة الله سبحانه وتعالى .
كذلك لك اختي المسلمة زوجك الصالح من ثمرة طاعتك لله سبحانه وتعالى وهذا رزق من عند الله فمن أرادت ذلك فعليها أولا بطاعة الله والتقرب منه .
ثالثاً : طاعة الله سبحانه وتعالى تجعل الإنسان يسعى دائماً لفعل الخير والسعي الدؤوب لتحقيق السعادة في نفوس الآخرين فتكون الأخوة في الله وتكون العلاقات الاجتماعية المبنية على طاعة الله ، وهذه الصداقات والعلاقات المبنية على حب الله وحب الغير والإيثار على النفس يكون لها مردوداً ايجابياً على النفس وسعادتها كم من رجل وجد السعادة في مساعدة الغير ، كم اخت رأت السعادة في هداية اخت لها قد ضلت عن طريق الصواب . فالحديث طويل ولكن خلاصة كلامي . أن من يبحث عن السعادة حتماً سيجدها ولكنه لن يجدها في المال وحده فهل تعلمون أن أكثر الأغنياء أكثر سعادة وفي الوقت ذاته أكثر تعاسة . لا والله ليست في المال ولا في المنصب ولا في الأولاد ولا في الزوجة فقط ، السعادة الحقيقة هي في التقرب إلي الله وطاعة الله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . كلكم تعرفون قصة عبدالله بن عمر رضي الله عنه مع الصحابي الذي كلما دخل المسجد قال الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة وتكرر هذا أكثر من مرة . مما جعل هذا الأمر يثير فضول عبدالله ابن عمر في معرفة ماذا يفعل هذا الرجل . هل تعلمون ماذا وجد في نهاية الأمر وجد رجل لا يزيد عما يفعله الصحابة رضوان الله عليهم من عبادات وأعمال ولكنه كان ينام لا يحمل في قلبه أي كره أو شيء لأحد ينام مرتاح البال قرير العين هل تعرفون بما تميز به . أنه لشيء صعب هذه الأيام من منا ينام وهولا يفكر في أمسه وغده ، من منا ينام قرير العين مرتاح البال لقد عاش هذا الصحابي حياة السعداء فعلا وحقق شرطاً واحدا لا بل كل شروطها . طاعة الله ثم طاعة ثم طاعة الله . أخواني وأخواتي الموضوع في غاية الأهمية وأن كنا ننظر له بنظرة مختلفة وسطحية جدا على أن كلمة السعادة كلمة سهلة وسمعنيها كثيرا ولكن هل فعلا كلنا نعيشها لا وربي ، لقد جلس الغرب سنيناً وقروناً يدرسون ويبحثون عن معنى كلمة واحدة وأنا تحت يدي كتاب مترجم عن سيكلوجية السعادة ، ونحن بين أيدينا كنز فقدناه ، ونبعاً أهملناه هو كتاب الله وسنة نبيه ، فالسعادة موجودة ولكن من يبحث عنها ؟! من يبحث عنها ؟! رزقنا الله سبحانه وتعالى الهداية والثبات في القول والعمل وجزاكم الله كل خير على موعد بموضوع جديد إن شاء الله .