ذات يوم، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي يسأله نصيبا من الفيء، وأخذ مكانه من الصّف، ومضى الرسول يعطي الناس، وبعد أن انتهى من توزيع الأعطيات اندفع الأعرابي نحوه في غلظة وبداوة وجذبه من جماع ثوبه وهو يقول:
– يا محمد، زدني··· فإن المال مالُ الله وليس مال أبيك··
فابتسم الرسول عليه السلام في رضا عظيم·· وقال: وهو يهز رأسه···
– صدقت يا أعرابي·· المال مال الله···!!
ولكن الصحابة الذين شهدوا هذا الحوار، آلمهم أبلغ الألم فظاعة الأعرابي، وسوء تصرفه·· وكان أكثرهم امتعاضا عمر بن الخطاب رضي الله عنه·· فشق الناس كصفحة السيف، وواجه الأعرابي هاتفا:
-دعني يا رسول الله أضرب عنقه··
فازدادت ابتسامة الرسول تألّقا، وقال: ”دعه يا عمر، فإن لصاحب الحق مقالا”·
هذا مشهد···
وهناك مشهد آخر حين وقف عليه السلام يخطب أصحابه فقال:
”ألا لا يمنعنّ رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه”··
ومشهد ثالث···
حين راح يعلم أصحابه فيقول لهم:
”لا يكون أحدكم إمّعة، يقول: إذا أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت··
”ولكن ليوطّن أحدكم نفسه·· إذا أحسن الناس أن يحسن، وإذا أساءوا أن يتجنّب إساءتهم”·
هكذا يدعو محمد عليه السلام إلى الموقف الرشيد الذي يجب على كل إنسان أن يتخذه تجاه الحق والباطل·
يقول كلمته، مؤيدا الحق دون مبالاة بالعواقب·
ويقولها دامغا الباطل دون مجاملة أو تهيب·
والحق والباطل يمازجان كل شؤون حياتنا الدنيا ويختلطان فيها اختلاطا يكاد يُخفي معالمهما المميزة·
ومن ثم كان دور الكلمة الحرة الصادقة الجريئة في تمييز الخبيث من الطيب عظيما ومحتوما·
وليس من ثمة واجب أقدس من واجبنا تجاه هذه الكلمة مسطورة كانت أم ملفوظة·
وهذا الواجب يتمثل في إفساح المجال أمامها حتى تنطق قوية كالحق ومبينة كفلَق الصبح·
الكلمة···
ما أروع ما تعبر عنه هذه الحروف اليسيرة·
إنها لتشير إلى المفتاح الذي كان ولايزال يفض أمام التقدم الإنساني كل باب مغلق·
وما أكثر شهداء الكلمة عبر التاريخ···
كان سقراط شهيدها في معركة الحقيقة··
والمسيح شهيدها في معركة المحبة·
ومحمد شهيدها في معركة التوحيد الكبرى·
وعشرات، ثم مئات، ثم آلاف من أفذاذ البشر، عبّدوا طريق الحضارة بالكلمة ثم قدموا حياتهم العظيمة قربانا لها···
وليس يضيق بالرأي المخالف سوى مغرور، وإنما يفتح قلبه للرأي المعارض كل عظيم صادق العظمة، مضيء الوجدان·
على أن الدين وهو يحمي الكلمة الشريفة من أعدائها، لم ينس أن يحميها من أصدقائها·
وأصدقاؤها، هم أولئك الذي يُفتنون بها فتونا يقف بهم عندها ويعميهم عما سواها···
كما أنه وهو يدرك قيمة الكلمة حذر من الخطر الكامن في سوء استعمالها·
فدعانا إلى التفكير قبل القول، فإذا تكلمنا، فعن سداد وصدق·
يقول الله سبحانه: ”وقولوا للناس حسنا”·· ”وقولوا قولا سديدا”·
ويقول الرسول محذرا:
”وهل يَكب الناسَ في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم”؟!
ويعتبر الدين الكلمة المتجنية الظالمة بهتانا وإثما مبينا، والكلمة الموتورة الحاقدة، ضلالا بعيدا، والكلمة الواشية الكاذبة، خسرانا لصاحبها، ووبالا عليه··
طالما كان الرسول يقول لقومه: ”لا تحدثوني عن أصحابي شيئا، فإني أُحب أن أخرج إليكم وأنا منشرح الصدر”·
وبهذا السلوك الفذ، يرسم حقا آخر حقوق الكلمة: ألا نقولها لنوغر بها الصدور، وألا نصغي إليها إذا كانت تحمل هذا الغرض الحقير· إن سلطان الكلمة وشرفها، لا يتمكنان من أمة إلا رفعا شأوها وفتحا أمامها أبواب مستقبل فاضل وعظيم·
وبارك الله فيكي
ولنا في رسول الله عليه افضل الصلوات والتسليم اسوة حسنة
والكلمة الطيبة مفتاح لقلوب الكثير من الناس
دمتي بحفظ الله
ومشهد ثالث···
حين راح يعلم أصحابه فيقول لهم:
”لا يكون أحدكم إمّعة، يقول: إذا أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت··
”ولكن ليوطّن أحدكم نفسه·· إذا أحسن الناس أن يحسن، وإذا أساءوا أن يتجنّب إساءتهم”
كم يستوقفني هذا الحديث..
جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة..
أم يارا
مسرة
و حمامة الجنة
سلمتن و سلمت يمينكن اللى تنقط كل العسل, ولله أسعدني مروركن
جزاكن الله كل خير
بأبي أنت و أمي يا رسول الله عليك أشرف الصلاة و السلام ……… فكم من درس و درس و درس سنتعلم منك يا أشرف المرسلين …… الله صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد أشرف المرسلين و على آله و صحبه أجمعين و من تبعه بإحسان الى يوم الدين
جزاك الله كل خير أختي الفاضالة و جعله في ميزان حسناتك