السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد,
عن معاذ بن جبل رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
الصوم جنة, والصدقة برهان , وقيام العبد في جوف الليل يطفئ كل خطيئة.
وقال ايضا صلى الله عليه وسلم:
عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم وقربة الى الله تعالى ومنهاة عن الاثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد.
وقال الحسن بن على رضى الله عنه:
اربع من زاد الاخرة:
الصوم صحة النفس والصدقة ستر ما بينه وبين النار والصلاة تقرب العبد الى ربه والدموع تمحو الخطيئة
وها نحن بكرم الله تعالى على ابواب رمضان فكم يستحق منا رمضان هذا العام …؟
كلنا يعلم ما رمضان , وكلنا يعلم قدر البركة في رمضان , وكلنا يعلم مدى حلاوة رمضان , وكلنا يعلم عذوبة القرءان في رمضان , وكلنا يعلم عظم الطاعات في رمضان , والحد الذي لا نهاية له من الحسنات في رمضان , وكلنا على رغم التقصير الذي يغمرنا حتى نخعانا الشوكي , ورغم سطحيتنا اللامتناهية في استقبال رمضان , ورغم كل السلبيات الى نطالعها في سلوكياتنا في كل مكان يمكن ان نصل اليه بأقدامنا , او يصل الينا عبر الفضائيات الا ان الدنيا في رمضان تنكر ذاتها وتتبدل وترتدي حلة جديدة غير تلك التي ارتدتها في الشهور السالفة وتبدو في أعيننا احلى وأبهى وأصفى وأرقى , حتى ترانا نطمع بما هو احلى منها , وأصفى منها , وأبقى منها أنها الجنة التي تفتح ابوابها وتتزين لنا في رمضان , تنادينا .. تقول.. ماذا ستفعلون لي في هذا الرمضان…؟
بماذا سأحاجج عنكم احبتي يوم القيامة وأقول لرب العزة … انهم اهلى يا رب …
بماذا سنحشد الليالي في هذا الرمضان…؟
قالوا: ان اصل الطاعة ثلاثة اشياء:
الخوف .. الرجاء .. الحب…
علامة الخوف: ترك المحارم .. ما هي المحارم التي سنتركها خوفا واجلالا لله ويعظم خوفنا منه في هذا الرمضان..؟
وعلامة الرجاء: الرغبة في الطاعة.. أي طاعة تلك التي ستكون طريقنا الى الله والى جنته في هذا الرمضان..؟
وعلامة الحب: الشوق والانابة.. ترى هل سنشتاق اكثر للجنة في هذا الرمضان..؟ هل ستكون الانابة والرجعة خالصة لأننا نحب ان نرى وجه العزيزالحكيم….؟
أما اصل المعصية فثلاثة اشياء ايضا:
الكبر… الحرص… الحسد..
أما الكبر فقد ظهر من ابليس حيث امر بالسجود فاستكبر فصار ملعونا.. هل سنحرص على ان نجعل الشيطان اكثر غيظا بكثرة سجودنا…؟
أما الحرص فقد ظهر على ادم عليه السلام حيث تناول من الشجرة لكي يخلد في الجنة.. فهل سنكون في هذا الرمضان اقل انتباها للدنيا وزخرفها ونحرص على ما يقربنا من الاخرى..؟
وأما الحسد فقد ظهر على ابن ادم قابيل فقتل اخاه حتى ادخل النار…وكما قال صلى الله عليه وسلم : لا حسد الا في اثنتين علم ومال ولابد من الانفاق منهما الاثنين في سبيل الله وابتغاء وجه الله…فما الذي سننفقه في هذا الرمضان حتى نبرأ الى الله من الدنيا وننال جنة الرضوان..؟
قيل لحاتم رضى الله عنه: علام بنيت عملك::؟
قال : على اربع: علمت ان لي رزقا لا يجاوزني الى غيري كما لا يجاوز رزق احد الي فوثقت به..
علمت ان فرضا علي لا يؤديه غيري فأنا مشغول به..
علمت ان ربي يراني كل وقت فأستحي منه..
علمت ان لي أجلا يبادرني فأنا ابادره…
" وتزودو فان خير الزاد التقوى"
فهل نحن علمنا كما علم حاتم رضى الله عنه وأعددنا العدة واستشعرنا انه قد لا ندرك رمضان ..فاستدركنا ما فاتنا وما قصرنا فيه في جنب الله …..
سبعة اشياء من كنوز البر وكلها واجبة في كتاب الله تعالى, بالتأكيد ستأخذنا الى فردوس ربي عز وعلا
الاخلاص في العبادة ..
بر الوالدين
صلة الارحام
اداء الامانة
ان لا يطيع احد في معصية الله
ان لا يعمل بهوى النفس
يجتهد في الطاعة ويرجو ثواب الله
أسأل العلي القدير ان يسلمنا لرمضان ويسلم رمضان لنا ويكتب لنا فيه اجر الصيام والقيام ويجعلنا من عتقاء النار وأصحاب جنة العزيز الغفار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين….
إذاً فالطاعة أصلها خوف و رجاء و حب.. نسأل الله أن يرزقنا من حبه و خشيته ما يهدينا لما يحب و يرضى..
جزاكِ الله خيراً أختي بتول.. و أهلاً بكِ بيننا