لندن / لا توجد شجرة تعرضت للهجوم والتحذير من استخدامها مثل شجرة "الكاكاو"، التى لم ينافسها فى ذلك سوى نبتة "التبغ". وظل الأطباء على مر العصور يحذرون من مخاطر الإكثار من تناول "الشوكولاته" المستخرجة من شجرة "الكاكاو"، لدرجة أن الكثير من أولياء الأمور منعوها عن أطفالهم كما يمنعون أى ممنوعات أخرى مثل "السجائر".
واليوم وبعد القفزات الكبيرة التى حققتها العلوم الحديثة، والاكتشافات الطبية، بدأ العديد من الأطباء الذين هاجموا الشوكولاته بالتراجع عن هذا الهجوم، مكتشفين أن مخاطر مثل تسوس الأسنان أو زيادة الوزن لا تعتبر شيئا، أمام فوائد مثل علاج الكآبة والقرحة والوقاية من بعض الأمراض السرطانية والتخثر الدموي، لا بل والمحافظة على الجمال والشباب.
وبالرغم من كل حملات "الترهيب" التى تعرضت لها الشوكولاته من قبل المؤسسات الطبية، إلا أنها ظلت تحتفظ بمكانة خاصة لدى الكبار قبل الصغار، وظلت حبة "الشوكولا" إلى جانب الوردة، أحد أهم عناصر تعبير المحبين عن مشاعرهم. وأصبحت الكعكة الغير مغطاة بهذه المادة كالرجل الأصلع الذى ترفض الفتيات النظر إليه.
العشرات من الأبحاث الطبية والعلمية، والدراسات المتخصصة، أثبتت أن للشوكولاته فوائد كبيرة للإنسان، على المستويين النفسى والعضوي، بل إن إحدى هذه الدراسات ذهبت إلى القول بأنه كان لديك رغبة فى الشعور بما يشعر به متعاطى "الحشيش" دون تناوله فعليك بلوح من الشوكولا الذى يمنحك هذا الشعور دون أن تضر بدنك ونفسك.
الشغف بالشوكولاته عمره 2600 سنة
ووفقا لباحثين أمريكيين, يعود شغف البشرية بالشوكولاته إلى 600 سنة قبل الميلاد, أى قبل ألف سنة مما كان يعتقد سابقا, وأظهرت الدراسات التى أجريت فى مركز شركة "هيرشي" المصنعة للشوكولاته فى بنسلفانيا, وفى قسم الآثار فى جامعة تكساس, وجود آثار للكاكاو فى أوان عُثر عليها فى مقابر فى موقع أثرى لقبائل المايا فى كولها, شمال بيليز بأميركا الوسطي, حيث اكتشفوا مادة ثيوبرومين, الموجودة فقط فى نبتة الكاكاو فى هذه المنطقة من العالم.
وسجل الباحثون فى مجلة ( الطبيعة ) العلمية البريطانية, أن الأوانى التى تم فحصها تعود إلى ما بين 600 سنة قبل الميلاد و250 سنة بعد الميلاد.
وكانت شعوب المايا من المولعين بالكاكاو الذى كانوا يصنعون منه مشروبات مختلفة, ويستخدمونه فى أطباقهم, وكانوا يخلطون الكاكاو مع مكونات أخرى كالماء ودقيق الذرة والفلفل والمنكهات والعسل, بكميات مختلفة تبعا للمشروب.
وقد عرفت أوروبا الشوكولاته فى مطلع القرن السادس عشر, عندما أرسل الحاكم الغازى الإسبانى هرنان كورتيس أول شحنة من الشوكولاته إلى ملك إسبانيا الذى أعجب بها كثيرا, وفى 1615 تزوجت آن, ابنة ملك إسبانيا, لويس الثالث عشر, ملك فرنسا, وسرعان ما راجت الشوكولاته بين الفرنسيين..
وتعود سجلات فوائد الشوكولاته للقلب إلى القرن السابع عشر فى أوروبا عندما كانت معروفة بقوتها على شفاء الأمراض, حيث كان الناس يعتقدون أنها تريح الكبد وتساعد على الهضم وتجعل الشخص سعيداً وقويا
وتبدأ قصة الشوكولاته بثمرة على شجرة انتقلت إلى بلاط الملوك وانتشرت إلى جميع أنحاء العالم بأشكال مختلفة سادة ومحشوة باللوز والجوز والبندق وغيرها.
وكلمة شوكولاته مأخوذ فى الأصل من كلمة "اتشوك وب" التى تذكر بصوت المطحنة, واكتشفها الإسبانى افرناند كورتيزب بعد دخول الإسبان المكسيك عام 1519 حيث رأوا سكان تلك البلاد يتلذذون بأكلة تشبه الكريما, ولونها بني, وتشوقوا لتذوقها, فوجدوا طعمها مرا جدا.
وكان مصدر هذه الكريما العجيبة ثمرة حمراء اللون, كان أهل البلاد يتداولونها كالعملة, ولم تكن سوى ثمرة شجرة الكاكاو, فكانوا يطحنون الثمار ويمزجونها بمسحوق الذرة والفلفل فتصبح طعاما شهيا يكسب القوة للرجال, حسب اعتقادهم, لكن المحاربين الإسبان لم يهتموا لها على الإطلاق فى البداية, ولكن بعد إدخال قصب السكر إلى جزر الكناري, راودتهم فكرة مزج السكر بالكاكاو فأزالوا عنها طعمها المر, ثم طوروا اكتشافهم وأضافوا إلى المزيج بعض الفانيلا والمسك والعنبر.
وتحتاج أشجار الكاكاو واسمها العلمى "اثيوبروماب", إلى مناخ رطب وحار, بحيث لا تتدنى الحرارة تحت 15 درجة, ويتراوح ارتفاعها من 3 إلى 12 مترا، وتحمل ثمارها منذ السنة الثالثة لزرعها, ولكن أزهارها تقطع كل سنة حتى لا تشيخ باكرا, وتحمل الشجرة الواحدة منها 150 ثمرة أى ما يعادل ستة كيلوغرامات من الكاكاو الجاهز للبيع كل عام.
وتعتبر غانا ونيجيريا والبرازيل وساحل العاج أكثر البلاد إنتاجا للكاكاو, وقد تفوق الإنتاج الأفريقى على الإنتاج البرازيلى بأشواط كبيرة, منذ عام 1920، وأصبحت غانا أهم بلد منتجة للكاكاو بمعدل 400 ألف طن سنويا.
وكلمة "كاكاو" مشتقة من كلمتين فى لغة المايا الهندية وتعنى العصير المر, أما كلمة شوكولاته فقد انحدرت من كلمتين فى لغة المايا وتعنى الماء الحامض.
ويتم تصنيعها بعد جنى المحصول وتجميع البذور, ثم تترك لتختمر لمدة تتراوح ما بين سبعة إلى عشرة أيام, إما بواسطة الشمس أو بواسطة حرارة صناعية لمنعها من العطب, وبعد ذلك توضع فى أكياس وتشحن إلى مصانع الشوكولاته, ليتم خلط جميع أنواع البذور مع بعضها وذلك لاستحداث النكهة واللون المطلوبين.
وتتضمن الخطوات الأولى فى سير عملية البذور عمليات التنظيف والتحميص وتقشير البذور ثم خلطها وطحنها بشكل ناعم ثم استخراج زبدة الكاكاو التى يشكل خليطها مع مسحوق البذور مادة سائلة تعرف باسم شراب الشوكولاته التى تصنع منها جميع المنتجات مثل خبزة الشوكولاته والكاكاو وشوكولاته الحليب والشوكولاته الخالصة.
يتبع
تعتبر الشوكولاته من المواد المغذية، وقيمتها الغذائية عالية، فهى تتكون من 55 فى المائة من المواد الكربوهيدراتية و30 فى المائة من المواد الدهنية و6 فى المائة من المواد البروتينية, وهى المواد الثلاث الأساسية التى يتألف منها الغذاء الضرورى للجسم, إضافة إلى احتوائها على الفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم والحديد وفيتامينات ( أ ) و ) ب ) و ( سي).
والشوكولاته غنية جدا بالوحدات الحرارية، فكل 100 غرام منها يعطى 500 وحدة حرارية، وتمثل مصدراً سريعاً للطاقة، لذا تعتبر مثالية للعمال والرياضيين ورجال الفكر أيضا حيث تمنحهم نشاطا وحيوية.
ولطالما حاول العلماء الكشف عن أسرار إغراءات الشوكولاته وتفضيلها على سائر الحلويات وعدم القدرة على مقاومتها, فأخضعوها للكثير من التحليلات والأبحاث لتحديد المكونات التى تلعب دورا رئيسيا فى منحها تلك القدرة على تحسين المزاج وزيادة طاقة الجسم.
وفى خضم هذه الأبحاث, توصل العلماء فى جامعة كامبريدج البريطانية من خلال إجراء عدد من المسوحات الدماغية، إلى أن طعم الشوكولاته الرائع هو ما يفسّر سبب ارتباطها بتحسن مزاج الإنسان ومعنوياته.
فقد اكتشف هؤلاء أن التهام لوح من الشوكولاته يثير أحاسيس إيجابية تمنح سرورا ونشوة أفضل من الاستماع للموسيقى أو ربح مبلغ من المال أو حتى الوقوع فى الحب.
وأوضح علماء الأعصاب فى كامبردج, أن لهذا الأمر علاقة بالطعم نفسه أكثر مما يرتبط بالمواد الكيميائية المسؤولة عن المزاج والنفسية, فلوح من الشوكولاته مثلا, لا يحتوى على كميات من المواد المحسنة للمزاج تكفى لإحداث الاختلاف, كما أن البعض منها قد يتواجد بتراكيز عالية فى قطعة من جبنة الشيدار أو النقانق مثلا، إلا أن هذه الأطعمة لم ترتقى إلى درجة الشوكولاته فى آثارها.
وتقترح التحليلات العلمية أن الآثار المثيرة للمزاج التى تمتاز بها الشوكولاته ليست دوائية, بمعنى أن مكوناتها لا تؤثر على الدماغ من خلال عمل بيولوجى مباشر, ولكن التفسير البديل لهذا الأمر, يتمثل فى أن تأثير تناول الشوكولاته غالبا ما يكون نفسيا, فالمزيج الفريد من الطعم والرائحة والملمس يجعلها مغرية ومثيرة للسرور والنشوة ومحفزة للمراكز الدماغية المسؤولة عن المشاعر الإيجابية, أى أن الطعم الرائع هو الذى يحسن مزاج الإنسان ويشعره بالسعادة.
وقد أثبت الباحثون ذلك من خلال إجراء مسوحات للدماغ رصدت التغيرات فى نشاط منطقة القشرة المدارية الأمامية الموجودة على سطح الدماغ, التى تعمل على تحليل ومعالجة المعلومات الواردة, حيث توهجت هذه المنطقة عند التهام لوح من الشوكولاته بصورة أشد مما هى عليه عند الاستماع لموسيقى جميلة.
وخلص العلماء إلى أن شم الشوكولاته وتناولها ينشط المناطق الدماغية المرتبطة بمشاعر السرور والسعادة, وتنشيط هذه المراكز بواسطة المزيج الفريد من المثيرات الحسية التى تملكه, هو الذى يجعل الإنسان سعيدا ومرتاحا.
وكان فريق البحث فى معهد العلوم العصبية فى سان دييغو بكاليفورنيا الأمريكية, قد أعلن عن اكتشافه جزيئات كيميائية فى الشوكولاته السوداء لها الأثر نفسه لحشيشة الكيف على الدماغ, وبذلك تسهم فى تكثيف الشعور بالمذاق اللذيذ والنشوة التى يشعر بها المولعون بالشوكولاته.
ويرى علماء النفس فى جامعة ريدنج البريطانية, أن الاستمتاع بطعم الشوكولاته وعدم الشعور بالذنب لأكلها خوفا من زيادة الوزن, يعطى شعورا بالراحة ويحسن النفسية والمزاج ويرفع المعنويات, خصوصا وأنها تلعب دورا مهما فى الوقاية من الشعور بالاكتئاب والهموم والمشاعر السلبية, وتمنح الإنسان الشعور بالسعادة والحيوية.
واكتشف الباحثون فى جامعة ميدل سيسكس البريطانية بعد قياس النشاط الكهربائى لأدمغة عدد من المتطوعين تعرضوا لروائح مختلفة, أن رائحة الشوكولاته كان لها تأثير مذهل على نشاط الدماغ حيث عززت مشاعر السعادة والرضا.
فقد اكتشف علماء النفس الألمان بعد دراسة أجروها على جمهور صغير 48 رجلا كانوا يشاهدون أفلاما مرحة ويتعاطون الشوكولا, أن النهم على الشوكولاته لم يزدد فى لحظات الانشراح وحسب، وإنما تعزز طعمها فى الفم وشعر الأفراد بأنها ألذ وأحلى مما كانت عليه فى فترات أخري.
وأشارت إحصاءات أمريكية حديثة إلى انخفاض مبيعات دواء "بروزاك" المهدئ الشهير والمضاد للكآبة, بنسبة 13 فى المائة, ليحل محله دواء جديد يحمل اسم "فيبالكون 500"، وهو دواء مهدئ دون آثار جانبية, ولا يخشى من تجاوز الجرعات المحددة منه, لأنه لا يحتوى إلا على قطعتين من الشوكولاته الشهيرة "كيت كات" وينصح بتعاطيه لعلاج الضغط العصبى والتوتر، خصوصا عند الأطفال والمراهقين.
وعلى الرغم من احتوائها على سعرات حرارية كثيرة وتسببها أحيانا بمشكلات صحية أخفها البدانة والوزن الزائد, ينصح الأطباء بتناولها عند الحاجة إليها, وذلك لتعويض الجسم بالمواد التى يحتاجها وتساعده على القيام بأعماله.
ويقول خبراء الكيمياء فى جامعة سكرانتون, أن الشكولاته مثل بعض أنواع الفاكهة والخضراوات, تحتوى على عناصر مضادة للأكسدة مفيدة جدا للصحة, فهى تطيل العمر, حيث بينت الدراسات أن متوسط عمر محبى الشوكولا أطول من الذين لا يتناولونها إطلاقا, وتمنح الإحساس بالسعادة, إذ يشبه تأثيرها التأثير الكيميائى الذى يحدث للعشاق فى حالات الحب الرومانسي، وتؤثر فى المناطق الدماغية الخاصة بتحريك وإثارة المشاعر الراقية والإحساس بالرضا عن الذات, فضلا عن دورها فى الوقاية, لأنها تحسّن من أداء الدفاعات المضادة للأكسدة ضد حالات التوتر الناتجة عن عوامل الأكسدة مثل تلوث الهواء والتدخين والإشعاعات فوق البنفسجية.
وأظهرت الدراسات أيضا أنها تمنع الإصابة بالقرحة, فقد اكتشف المختصون أن مضادات الأكسدة الموجودة فيها تعادل تلك الموجودة فى الأدوية المضادة للقرحة, فضلا عن فوائدها للقلب والأوعية بعد أن أثبتت نتائج الأبحاث أن بودرة الكاكاو المستخلصة تمنع تأكسد الكوليسترول السيء والتسبب فى الإصابة بتصلب الشرايين.
وأوضح الأخصائيون أن بعض أنواع الشوكولاته أكثر فائدة من الأنواع الأخري, فبودرة الكاكاو التى تحتوى على ضعف كمية مضادات الأكسدة الموجودة وتشكل المادة الغامقة, هى أفضل الأنواع على الإطلاق, يليها الشكولاته السادة, ثم الشوكولاته بالحليب فى المرتبة الثالثة.
الكاكاو .. بين العاشقين لها والغاضبين منها
كما بيّنت دراسة أخرى نشرتها مجلة (الطبيعة ) أن الشوكولاته تحتوى على مادة "أناندامايد" الشبيهة بالمادة النشطة فى القنّب, وهى المسؤولة عن تحسّن المزاج عند تناولها, فضلا عن احتوائها على مادة "كافيين" و"فينيلاثيلامين" الشبيهة بمركبات الأمفيتامين المنشطة.
وأثبتت بعض الأبحاث أن للشوكولاته خصائص طبيعية مسكنة للألم أيضا, لأنها تنشط إطلاق الأفيونات الطبيعية المسكنة فى الجسم.
وتؤكد الدراسات الحديثة مرة أخرى على الفوائد الصحية المثيرة للشوكولا وآثارها الوقائية على القلب والنفسية.. وتضيف آخر الأبحاث فى هذا المجال, المزيد من الفوائد بعد أن ثبت أن هذه الحلوى تقلل خطر ارتفاع ضغط الدم وتحمى القلب من التوتر وتسبب ارتخاء الأوعية الدموية.
فقد وجد الباحثون فى الجمعية الأوروبية لطب القلب, أن الشوكولاته تتفوق فى خصائصها على العنب الأحمر المفيد وتشبه فى آثارها الأسبرين الذى يحمى القلب ويقلل مخاطر تجلط الدم.
ولاحظ هؤلاء بعد مراقبة مجموعة من المتطوعين, طلب منهم تناول الشوكولاته بالحليب يوميا لمدة ثلاث أسابيع, أو تناول حلويات أخري, أن خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن بدء تخثر الدم, كانت أقل نشاطا عند من أكلوا الشوكولاته, مقارنة بالآخرين, مما يدل على أنها تحمى القلب فعليا.
وأوضح خبراء التغذية فى جامعة كاليفورنيا, أن الشوكولاته تحتوى على مركّبات يطلق عليها "فلافونويدز", التى تحافظ على سلامة القلب والأوعية الدموية, وتقلل من مخاطر تجلط الدّم الذى يتسبّب غالبا فى الأزمات القلبيّة والسّكتات الدّماغيّة.
وفى أنباء جيدة أخرى لعشاق الشوكولاته تحملها عدد من الأبحاث, تبيّن أن الشوكولاته تكافح تسوس الأسنان. فقد توصلت أبحاث علمية أجرتها جامعة أوساكا اليابانية على بعض المكونات الداخلة فى تركيب الشوكولاته, إلى أن لها قدرة على حماية الأسنان من التسوس, ومنع تشكل الجير, لذلك فمن الممكن أن تستخدم قريبا فى صنع معاجين وقائية للأسنان.
ووجد الباحثون أن قشرة حبوب الكاكاو, التى يتم التخلص منها فى عمليات المعالجة وإنتاج الشوكولاته, تستطيع القضاء على بكتيريا الفم المسببة للتسوس, من خلال تحويل السكر إلى أحماض, فتسبب تآكل الأسنان, محدثة فيها تجاويف وشقوق.
وقد وجد الباحثون أن الشوكولاته أقل ضررا من الحلويات الأخري, لأن التأثير المضاد للبكتيريا, التى تتمتع به حبوب الكاكاو, يعادل التأثيرات السيئة للسكر.
ولاحظ هؤلاء بعد اختبار هذه النظرية على الفئران, حيث أضافوا مسحوق قشور الكاكاو على ماء الشرب الخاص بتلك الفئران, وإطعامها وجبات عالية من السكريات, لمدة ثلاثة أشهر, أن المجموعة التى أضيفت قشور الكاكاو إلى وجباتها, تحتوى ست حالات فقط من تسوس الأسنان, مقابل 14 حالة فى المجموعة الأخري.
من ناحية أخري, ينصح العلماء فى كلية لندن الطبية الملكية, الأشخاص الذين يعانون من السعال بتناول الشوكولا. بعد أن اكتشفوا وجود مادة كيميائية طبيعية فيها تساعد فى علاج السعال وجفاف الحلق.
وأوضح هؤلاء أن مادة "ثيوبرومين" كانت أفضل فى علاج أنواع السعال المختلفة من العقاقير العادية أو مادة "كودايين" التى تضاف لأدوية السعال, عند الأشخاص الأصحاء غير المدخنين.
ووجد الباحثون أن التهام الشوكولا أفضل فى علاج السعال وجفاف الحلق من مص الأقراص الحلوة, فضلا عن دورها فى رفع المعنويات والمزاج وتقليل الشعور بالكآبة.
وأشار الخبراء إلى أن الشوكولاته تحتوى على نفس المركبات المضادة للأكسدة الموجودة فى الشاى والعنب الأحمر, والتى أثبتت فعاليتها فى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
وقام الباحثون بإعطاء عشرة أشخاص أصحاء غير مدخنين, مادة "ثيوبرومين" ثم مادة "كابسيسين" المعروفة بآثارها المنشطة للانعكاس السعالي.
ويرى الأطباء أن الوقت ما زال مبكرا للتأكيد بأن مادة الشوكولا المذكورة تعالج السعال, لذا فان الدراسات ما تزال جارية لاختبار فعاليتها بدقة.
وينصح أخصائيو التغذية قبل الهجوم على الشوكولاته والتهامها, بالانتباه إلى محتواها من الدهون والسكريات التى تزيد الوزن والسعرات, لذلك يجب تناولها باعتدال، واستبدال الشوكولاته بالحليب بالأنواع الداكنة الأقل دسما والأغنى بالعناصر المغذية.
يتبع ..
وبالرغم من هذا العشق والغرام, وما تشكله الشوكولا بالنسبة للكثيرين كونها المطلب الأساسى الأول فى حالات الغضب أو الحزن أو الفرح, وذلك لأنها تساعد على تغيير الإحساس السلبى إلى الإيجابى وأيضا تجعل من الأوقات الفرحة اكثر فرحا, فقد حذر الباحثون فى الولايات المتحدة من أن تناول الشوكولاته أثناء الليل يزيد بعض الاضطرابات المرضية المرتبطة بالنوم سوءا ويسبب الكوابيس.
ومع أنها تتميز بطعم لذيذ يصعب مقاومته ويجعل منها الأولى على قائمة العديد من الناس عند توجههم إلى السوق, واحتوائها على مواد مضادة للكآبة تعدل المزاج المضطرب, غير أن الكثيرين لا يدركون إلى أى مدى يمكن أن تنعكس عليهم هذه الرغبة أو الهوس بالشوكولاته, وخصوصا أثناء الليل, حيث أكدت الدراسات الأمريكية الحديثة على أن تناول الشوكولاته أثناء الليل يعكر صفو المزاج ويسبب رؤية الأحلام المزعجة.
وأوضح الباحثون فى مركز اضطرابات النوم بجامعة ستانفورد الأمريكية, أن الشوكولاته تؤدى لاضطراب حركات العين فيما يعرف باضطراب سلوك النوم ذو حركة العين السريعة RBD، وهو أحد الاضطرابات التى يعانى مصابوها من أحلام مزعجة وكوابيس عنيفة, يتفاعلون معها بالصراخ العالى وتقلبات كثيرة أثناء النوم, ويؤثر على شخص واحد من كل مائتين، ويظهر بين الرجال بصورة خاصة.
وفسّر العلماء أن الكافيين الموجود فيها, وفى غيرها من المشروبات كالقهوة والشاى والكولا, يعيق عملية الاسترخاء الطبيعية التى تمنع الإنسان من الحركة أثناء نومه وخلال أحلامه, وتجعل النائم أكثر حرية ليتحرك كيفما يشاء.
وسجل الباحثون فى مجلة ( نيوساينتست) العلمية, حالة مرضية لشخص يصرخ أثناء نومه بسبب كوابيس متكررة تصيبه كلما تناول بسكويت الشوكولاته أو الآيس الكريم أو الصلصات, مشيرين إلى أن هذه الحالة بدأت معه بعد تعرضه لإصابة فى رأسه عند تعرضه لحادث سيارة, وقد زادت الشوكولاته من سوء وضعه الصحي, حيث تعود الأعراض للظهور كلما تناولها.
ونبه الباحثون إلى أن الشوكولاته والكاكاو لا يرتبطان بأنماط النوم العنيفة والكوابيس عند عامة الناس وعند الأشخاص العاديين, ولكنها تؤثر فقط على المصابين باضطرابات النوم.
من ناحية أخرى يعتبر شراب الشوكولاته الساخنة أفضل من القهوة لأنها تساعد فى الحصول على نوم أفضل ولكنها تطيل وقت السهر وتزيد الرغبة الجنسية وتقلل الشعور بالتعب لاحتوائها على مواد الكافيين والفينيلايثلامين, ولكن الإكثار منها يسبب الصداع.
وكشف تقرير علمى نشر مؤخرا بالولايات المتحدة أن الشوكولاته والكافيين قد يزيدان أعراض الأشخاص المصابين بالاكتئاب, حيث وجد الباحثون فى مؤسسة "مايند" الأمريكية للصحة العقلية بعد إجراء دراسة على 550 شخصاً ممن يعانون من مشكلات نفسية كالاكتئاب والقلق والخوف واضطرابات الأكل والشيزوفرينيا, أن بعض الأطعمة قد تكسب الفرد نشاطاً سريعاً, ولكنها قد تسبب آثاراً سلبية طويلة الأمد.
ويمكن للأشخاص البدناء ومرضى السكرى المولعين بالشوكولاته تناول الأنواع الغامقة منها وقليلة السعرات الحرارية، التى تزود بحوالى 110 سعرات لكل أونصة منها.
ونتيجة الوعى العالمى بخطورة البدانة وتأثيرها على الصحة، تلقى المنتجات الخفيفة والخالية من الدسم والسكر رواجا كبيرا وطلبا هائلا حتى قبل أن تطرح فى الأسواق.. وفى هذا الإطار, أنتجت شركة ويلبار للشوكولا فى ليتيز بولاية بنسلفانيا الأمريكية, نوعا من الشوكولا الخالية من السكر بعد أن طورت طريقة لنزع السكر دون التأثير على الطعم.
وتضيف الأبحاث أن تناول الدهون الموجودة بالمكسرات والشوكولاته تفيد فى الحد من انتشار التجاعيد, لأنها تحفز المعوضات الخاصة بالكولاجين, أما الحلويات فتشكل دعما للذكاء, وينشط الكافيين العقل ويشجع على الإنتاج وصفاء الذهن.
ولهذا السبب, استوحى مصممو الأزياء الشوكولاته فى ابتكارات عصرية جذابة بعد أن ثبت أنها تسهم بشكل فعال فى تجديد خلايا البشرة لاحتوائها على ثلاث عناصر أساسية تحافظ على الجمال, فضلاً عن فوائدها فى الحماية من خطر تلوث الجو المحيط.
ويقول خبراء التجميل أن الشكولاته مادة غنية بالرموز فهى مرادفة للأمومة والعطاء, وكثيرا ما ترمز إلى العلاج الأولى لتعب الأعصاب والإرهاق, وهى اليوم مرادفة للجمال، حيث أصبح الكاكاو يدخل فى خدمة الجمال, وتمثل ذلك فى ابتكار كريمات خاصة بالجسم والعطور والشموع وعدد من مستحضرات التجميل المتنوعة.
وأشار المختصون إلى أن الكاكاو غنى بالزبدة الذهبية التى لجأت إليها الصناعات التجميلية الحديثة لمعالجة البشرة الجافة وترطيبها، وقد دخلت مكوناته فى مستحضرات التجميل فى عمل بودرة الوجه وأحمر الشفاه وظلال العيون، كما استغلت فوائدها فى شد البشرة ومحو التجاعيد وترطيبها فى آن واحد.
وقد استحدثت مستحضرات أخرى على هيئة صابون وكريمات ترطيب الجسم والعطور التى تمتزج فيها الجرأة واللذة والنعومة والخيال المبدع, وكذلك الشموع التى تأتى برائحة التارت بالشوكولاته أو الكستناء المشوية مع الكاكاو، واستخدمت للعلاج, ويساعد الاستحمام بمستحضرات غنية بالشوكولاته فى تنشيط الجسم وإزالة التعب والإرهاق من الخلايا, فتبرز جمال البشرة الطبيعي.
ولفت الخبراء إلى أن شجرة الكاكاو تعتبر من الأشجار الجميلة التى تستخرج منها زبدة الكاكاو التى تؤثر تأثيرا واضحا فى بسط الأنسجة الحية وتلطيف الجلد, كما أنها ملطفة وتسهل التنفس، وتستعمل للسعال الجاف والنزلات وفى علاج تشقق الشفتين والقدمين.
ويحذر العلماء من أن الشوكولاته من المواد القابلة للإدمان, بمعنى أن الشخص يحتاجها دائما للشعور بالنشوة والراحة, وذلك يرجع إلى وجود زبدة الكاكاو فيها التى تذوب على درجة حرارة أقل من حرارة الجسم فتعطى الإحساس بالنشوة.
يتبع
ويعتقد الباحثون الذين قاموا بال
دراسة بأن بعض المكونات الداخلة في تركيب الشيكولاتة سوف تستخدم قريبا في صنع معجون الأسنان
ووجد الباحثون أن قشرة حبوب الكاكاو، التي يتم التخلص منها في إنتاج الشيكولاتة تستطيع القضاء على بكتيريا الفم ومكافحة التسوس
ومن المعروف أن تسوس الأسنان يحدث عندما تحول البكتيريا السكر إلى أحماض تتسبب في تآكل الأسنان وتحدث فيها تجاويف
وقد وجد الباحثون أن الشيكولاتة أقل ضررا من الحلويات الأخرى لأن التأثير المقاوم للبكتيريا الموجود في حبوب الكاكاو تعادل الآثار السيئة للسكر
واختبر الباحثون نظريتهم على الفئران بإضافة مسحوق من قشور الكاكاو على ماء الشرب الخاص بهم، كما لوحظت في نفس الوقت مجموعة أخرى من الفئران مصابون بأمراض تعزى إلى تناول الوجبات ذات السكريات العالية
وبعد أن تناولت المجموعتان واجبات عالية السكريات لمدة ثلاثة أشهر وجد أن المجموعة التي أضيفت قشور الكاكاو إلى وجباتها تحوي ستة حالات فقط من تسوس الأسنان في مقابل أربع عشرة حالة في المجموعة الأخرى
وسوف يبدأ الباحثون في إجراء الدراسة على البشر
وعلق متحدث باسم رابطة أطباء الأسنان على هذه النتائج قائلا إنه حتى لوثبت أن الشيكولاتة ذات تأثير مقاوم للتسوس فلا يجب أن ينسى الناس أنها تحوي في الوقت نفسه السكريات المسببة للتسوس
وقال إن نصيحة الأطباء ستظل كما كانت، فمن يحب تناول الشيكولاتة عليه أن يفعل ذلك في أوقات الوجبات وأن يستشير طبيب أسنان بشكل منتظم
أجريت دراسة علمية ايطالية مؤخرا على 15 متطوعا ايطاليا تناولوا لمدة أسبوعين 100 جرام يوميا من الشيكولاتة ـ السوداء او البيضاء حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط
و قد تبين بعد توقف المتطوعين أسبوعا عن تناول الشيكولاتة انها أدت الى انخفاض الضغط المرتفع كما انها عملت على تحسين عملية الأنسولين فى الجسم
واضاف العلماء الايطاليون ان الشيكولاتة السوداء غنية بحامض الفينول المعروف بأنه مهدئ طويل المفعول .. كما انه مضاد للاكسدة .
منقول للإفادة
و العلومات الى جمعتهالكم غير مفيدة
المهم حد يعبرنى
يا رافعة معنوياتى