ويتعدى اللوم أحياناً كثيرة مجرد الزيارة والمكالمة، إذ يصل إلى التطلع لهذه المرأة لا سيما إذا كانت موظفة أن تضيف إلى رصيد المجاملات الوقتية المعنوية مجاملات أخرى مادية محسوسة ، فلسان حال محيطها يقول : وما الضرر فهي موظفة ولديها دخل شهري، ويمكنها إرضاء الجميع، فلا بأس من هدية لعروس، أو شراء قطعة أثاث لمن انتقلت إلى بيت جديد، وسيذكرها الآخرون بمولود أو مولودة فلانة، ولن ننسى مساعدة هذا أو ذاك عند زواجه، وما اعظم الجرم الذي ترتكبه – في نظر الآخرين – إذا أتت من سفر ونسيت أن تحمل هدية لكل من يزورها أو تزوره !!
والغريب في هذا الشأن أن اللوم والعتاب والاتهام بالتقصير يطول المرأة وحدها، ويتعدى الرجل حتى لو كان مقصراً ! وإذا كانت ظروفه مناسبة لتأدية هذه المجاملات ولم يؤدها فهو يتمتع دائماً بمراعاة نفـس المجتمـع لـه تجاه تلك المجاملات!!
وكثيرا ما يقال : إن الرجل مثقل إذ يحمل على عاتقه العديد من المسؤوليات ، ومستلزمات الحياة صعبة وعسيرة ، وفواتير اليوم تثقل كاهل كل زوج وأب، ومن ثم لا يدخل في دائرة اللوم والتقريع !! وكأنهم بذلك ينظرون إلى الدخل المادي للمرأة على أنه من الكماليات في حياتها، وتناسوا أن كثيرا من البيوت يساهم فيها راتب المرأة جنباً إلى جنب مع راتب الرجل في الإنفاق . وأن بيوتا أخرى قائمة على راتب المرأة فقط !
ولسنا هنا نهاجم العلاقات الاجتماعية والإنسانية الجميلة، التي تربط الناس وتنمي بينهم روح المودة والإخاء، ولكن ما نرمي إليه هو المبالغة في إلزام المرأة بأداء بعض المجاملات مرغمة لا مقتنعة .
لا شك أن تأدية الواجب الاجتماعي مطلب إنساني يجب على المرأة القيام به أياً كانت ظروفها طالما أنه واجب بالفعل كصلة الرحم وعيادة المرضى ومساعدة الأهل ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم .. ولكن يلوح في الأفق واجب من نوع آخر يلزم المجتمع وأفراده، وهو واجب التوازن والمراعاة ؛ فالنظر إلى المجاملات كواجبً اجتماعيً قد يفقدها كثيرا من أهدافها السامية، خاصة عندما تؤديها المرأة فقط للتخلص من انتقاد الآخرين دون رغبة داخلية حقيقية، ولا بد أيضاً من مراعاة ظروف من يتهمن بالتقصير في أداء بعض المجاملات لا سيما المرأة العاملة التي قد تحول ظروفها دون ذلك .
بقلم : هيا الرشيد
موضوع تشكرين عليه
والمجلات فيها الصالح وفيها الطالح
وأعتقد الصالح يساعدك علي بناء أسره جيده
تسلممممين
لكن الله كريم
وتسلمين ياحناين على المواضيع الحلوة
الله يسلمكم يا رب