السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي العزيزات قد نقرأ كثيرا في المنتدى وفي كل مكان عن قصص الخدم في بيوت الناس وهذه قصة او بالاحرى سؤال من احد اصحاب المنازل..مع العلم بانه منقول من ايميلي..
سؤال:
أحضرنا خادمة ، والآن بعد مرور 7 شهور ذات يوم بعد خروجها من دورة المياه وجدنا في مكانها شعر ملفوف غير طبيعي ومربوط عليه بخيط أربع لفات مع العلم أن الشعر ليس من شعر أهل البيت ثم قمنا بتفتيش حقيبتها فوجدنا أربع لفات من نفس الشعر وكل لفة معقود عليها بأربع لفات ، ماذا نفعل بالشعر ؟ مع العلم أيضا أن الشعر ليس شعر الخادمة .
الجواب:
الحمد لله
لف الشعر وعقده بالخيط من الطرق التي يستعملها السحرة في سحرهم وضلالهم ، فإنهم يعقدون العقد وينفثون عليها بتعاويذهم الباطلة . ومن وجد شيئا من ذلك فليحل العقد وليفصل الأجزاء بعضها عن بعض مع قراءة المعوذات ، ثم يتلفها بالحرق ونحوه ؛ لما ثبت من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ( كان رجل من اليهود يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يأمنه ، فعقد له عُقَدا فوضعه في بئر رجل من الأنصار ، فاشتكى لذلك أياما ، وفي حديث عائشة : ( ستة أشهر ) فأتاه ملكان يعودانه ، فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلان الذي كان يدخل عليه عقد له عُقَدا فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل إليه رجلا وأخذ منه العقد لوجد الماء قد اصفر . فأتاه جبريل ، فنزل عليه بالمعوذتين وقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان ، قال : فبعث رجلا ( وفي طريق أخرى : فبعث عليا رضي الله عنه ) فوجد الماء قد اصفر ، فأخذ العقد فجاء بها ، فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فحلها ، فجعل يقرأ ويحل ، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ، فبرأ ) . أورده الألباني في السلسة الصحيحة (6/615) وعزاه للحاكم (4/460) والنسائي (2/172) وأحمد (4/367) والطبراني .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " ومن علاج السحر أيضا وهو من أنفع علاجه : بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك ، فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر " انتهى . "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" (3/280) .
وقال أيضا : " ينظر فيما فعله الساحر ، إذا عرف أنه مثلا جعل شيئا من الشعر في مكان ، أو جعله في أمشاط ، أو في غير ذلك ، إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر " "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" (8/144) .
وينبغي الحذر من هذه الخادمة والسعي في إرجاعها إلى بلدها ، كما ينبغي لأهل المنزل أن يتحصنوا بالأذكار الشرعية ، كأذكار الصباح والمساء والنوم ، والدخول والخروج ، والأكل والشرب .
ومن الأمور التي يتقى بها خطر السحر قبل وقوعه : " أهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والمعوذات المأثورة ومن ذلك : قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ، ومن ذلك : قراءتها عند النوم ، وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة/255 .
ومن ذلك : قراءة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ، خلف كل صلاة مكتوبة ، وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب .
ومن ذلك : قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المصير . . . إلى آخر السورة ) .
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) وصح عنه أيضا صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) والمعنى والله أعلم : كفتاه من كل سوء .
ومن ذلك : الإكثار من التعوذ بـ ( كلمات الله التامات من شر ما خلق ) في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) .
ومن ذلك : أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات : ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء .
وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه ، وهي أيضا من أعظم السلاح لإزالة السحر بعد وقوعه مع الإكثار من الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضرر ويزيل البأس .
ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره – وكان صلى الله عليه وسلم يرقي بها أصحابه – : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) يقولها ثلاثا .
ومن ذلك : الرقية التي رقى بها جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله : ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ) ويكرر ذلك ثلاث مرات . انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (3/277- 279) .
والله أعلم .
(منقول)
والله يكفينا شرهم