أحْمدُكَ الَلهُمَ وَأَسْتَعينُك وَأَسْتَهْديكَ وأُصَلي وأُسَلم عَلَى رسُولك الأمين وَعلى آله وَصَحبه أجمعين وَمَنْ تبعَهمْ بإحسَانٍ إلى يَوْم الدين
مما لاشك فيه هو كثرة المشاكل الأسرية التي تزداد يوماً بعد يوم ففي جميع وسائل الإعلام المختلفة تجد الحديث عنها من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها والحمد الله أن الله أكرمنا بهذا الدين العظيم الذي ضمن الحياة الطيبة لمن سلك طريق الله المستقيم
قال الله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) (97) سورة النحل
والحقيقة أن كثرة المشاكل سببها البعد عن التمسك بالدين فالرجل تجده مضيع لأوامر الله مرتكب لما حرم الله وكذلك المرأة ( ما نزل بلاءُ إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة )
الزواج في نظر القرآن ليس لحفظ النوع الإنساني فحسب بل هو فوق ذلك وسيلة للاطمئنان النفسي والهدوء القلبي والسكن الوجداني
قال الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )(21)سورة الروم
القرآن بهذا النص يضع أسس الحياة العاطفية الهانئة الهادئة فالزوجة ملاذ للزوج يأوي إليها بعد جهاده اليومي في سبيل تحصيل لقمة العيش ويركن إلى مؤنسته بعد كدَه وجهده وسعيه ودأبه يلقي في نهاية مطافه بمتاعبه إلى هذا الملاذ إلى زوجته التي ينبغي أن تتلقاه فرحة مرحة طلقة الوجه ضاحكة الأسارير يجد منها آنئذ أذناً صاغية وقلباً حانياً وحديثاً رقيقاً حلواً يخفَف عنه ويذهب ما به . فالزوجة سكن لزوجها يسكن إليها ليروي ظمأه الجنسي في ظلال من الحب والمودًة و الطهارة فيسكن القلب عن الحرام وتسكت الجوارح عن التردي في حمأة الرذيلة والانزلاق في مهاوي الخطيئة .
ولكي يتحقق هذا أحاط الإسلام الأسرة بسياج تربوي ففرض حقوقاً للزوجة وحدوداً للزوج ومجالاً يسير فيه كل منهما لا يتعدى واجباته ولا يتجاوز اختصاصه لتسير سفينة حياتهما سعيدة في المحيط الزوجي بعيدة عن أعاصير الخلاف وتيارات النزاع وأنواء الشقاق .
الحديث الشريف :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنَور )
والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأة إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها )
وجزاء الرضا الزوجي كما روته أم سلمة عن زوجها رسوالله : ( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة )
جاءت امرأة إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقالت يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك : هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فإن يصيبوا أُجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون . ونحن معشر النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافها بحقه يعدل ذلك . وقليل منكن يفعله )
الإسلام يكرم الزوج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها )
لأن الإسلام يوكل رئاسة الأسرة والقوامة على شؤونها وتدبير أمورها للرجل فهو أقدر على تحمل التبعات وأقوى على حل المشكلات وأصلب عوداً ونضوجاً في الرأي أما المرأة فبحكم طبيعتها وتكوينها تكون أدق جسماً وأرق قلباً تغلب عليها العاطفة تنتابها حالات من الضعف البدني يسقط عنها إلى حين بعض العبادات فلا تكلَف بالصلاة ولا بالصيام عند الطمث وعند الولادة .لهذا المميزات إختصَ الله الرجال برئاسة الأسرة
قال الله تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ … الآية ) 34 سورة النساء
كما اختصهم بالإمامة والولاية والفتوى والجهاد وزيادة السهم في الميراث قال الله تعالى ( وللرجال عليهن درجة )
ولقد قرر الرسول عليه الصلاة والسلام أن المرأة الصالحة خير متاع في الدنيا عندما قال : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) وجعلها أكبر مكسب يفوز به المرء بعد تقوى الله( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة : إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرَته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله )
لم يجعل الرسول عليه الصلاة والسلام صلاحها بوفرة مالها ولا بفرط جمالها بل جعل مقياس صلاحها في طاعتها لزوجها وإدخال السرور على نفسه فلا تقع عينه منها على قبيح ولا يشَم منها إلا أطيب ريح وفي عفَتها إذا ما غاب بعلها عنها أو حالت كثرة أعماله وشواغله دون اللقاء الجنسي .
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد المسلمين إلى الحق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين .
جزاك الله الف خير
جزاك الله خيرا