بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يخطىء البعض في الحديث وقد يخطىء البعض الآخر في الاستماع ولقد تعودنا أن نرى ونقابل أشخاصا من شتى الأشكال والاصناف فمنهم من يسمع ومنهم لا يسمع ومنهم يسمع ولكن لا يفهم ما يسمع فمن هنا أبدأ سلسلتي التي بعنوان حوار طرشان والتي سأناقش معكم فيها قضايا اجتماعية وأسرية ومشاكل نفسية وسأكشف الغطاء عن أخطائنا اليومية التي نواجهها ونقع بها كل يوم وسنحاول تعديل الصورة وتوضيح الألوان والتوصل معا إلى الحل .
موضوع الحلقة اليوم هو : إلى أولياء الأمور …أما بعد
حوار الطرشان
كانت ربى تعد نفسها لإستقبال العريس الجديد ، فعندما أتى جلست معه وتعرفت عليه وأعجبت بشخصيته ، فهو شخص متدين ومتعلم وخلوق وصفاته حسنة ، لكن طمعها بالأفضل جعلها ترفضه لأنه يعمل موظفا في شركة اتصالات فلم يعجبها عمله لأنها تريد الأكثر ثراءً.
بعد فترة وجيزة تقدم عريس آخر لخطبتها فلديه مؤهلات أكثر من السابق وهذا ما أعجب ربى لانه رجل ثري ولديه شقة كبيرة ويملك معرضاً للسيارات لكنه لا يصلي ومتحرر جداً فاحتارت ربى قليلا في هذا الأمر ولكن والدها الحكيم استطاع أن يقنعها .
والد ربى: شو بدك احسن من هيك يا بابا عريس كامل مكمل
ربى: بس يا بابا ما بصلي ومش متدين
والد ربى: مش مشكلة بابا بعد الزواج بيتغير …. ياما شباب كانوا طايشين بعد الزواج الله هداهم
ربى: ان شاء الله يتغير
والد: بكرا ان شاء الله بتعيشي احلى حياة وبتخلي كل البنات يحسدوك
اقتنعت ربى بكلام والدها وكأن ترك الصلاة وقلة الدين أمر هيّن أو عبارة عن حجرة صغيرة في الطريق يسهل ركلها .
تزوجت ربى بفارس أحلامها وحجزت حفل زفافها في أفخم قاعة ولبست أجمل فستان ظناً منها أن المال هو من يخلق السعادة .
تمتعت ربى في أول أيام زواجها وكانا كالسمن على العسل ولكن فرحتها لم تدم طويلا بل انقلب من العسل إلى البصل ، صُدمت ربى بحقيقة زوجها الذي لا يعرف دينه ولا ينتمي إليه بأية صلة .
دخل وائل على غرفة النوم ووجد زوجته تنوي لصلاة المغرب .
ربى: شو رأيك وائل تتوضى وتصلي معي جماعة
وائل بإستهزاء: صلي عني وعنك ..
ربى: لمتى راح تضل تارك الصلاة؟
وائل : لوقت ما ييجي عبالي
ربى: انت وعدتني قبل الزواج انك تصير تصلي ليش لهلا مو ناوي تصلي؟
وائل : هوهو علينا صرت ِ فاتحة هادا الموضوع مية مرة انتي ما بتزهقي ؟ قلتلك ما بدي أصلي خلص افهمي
ترك وائل الغرفة وذهب ليشاهد التلفاز وبقيت ربى تقف على سجادة الصلاة حزينة.
كان من الأكثر الأمور التي تزعج ربى في زوجها أيضا هو حب الاختلاط ، فلقد كان يجبرها أن تجلس مع الرجال وتسلم عليهم لكن ربى كانت ترفض هذا الأمر بشدة.
في يوم من الأيام قام بزيارتهم أقارب وائل فاستقبلهم وائل وأدخلهم إلى غرفة الضيوف بينما ربى كانت تجلس في الداخل وحدها ، فشعر وائل بالاحراج منها ثم استأذن الضيوف وذهب إليها.
وائل: مو شايفة حضرتك أنه فيه عنا ضيوف؟ ليش ما سلمت ِ عليهم ؟
ربى: كم مرة قلتلك إني ما بحب اقعد قعدات مختلطة ؟
وائل: هادا مش على خاطرك بدك تمشي مثل ما بحكيلك أنا.
ربى: خلي النسوان يدخلوا جوا وانت اقعد مع الرجال لحالك هيك الأصول
وائل: هسا لا تفضحيني قدامهم ، روحي البسي على حالك وادخلي اقعدي معاهم وسلمي عليهم ولا تخليني أعيد كلامي .
لبست ربى حجابها وجلست مع الضيوف على مضض وبعد أن غادروا قام وائل بتعزيرها .
وائل: ليش حضرتك كنت قاعدة مكشرة ؟ ما بتعرفي تبتسمي ؟
ربى: كيف بدك اياني اضحك او ابتسم وفيه رجال قاعدين قدامي
وائل: لاااااااا هيك ما بينفع معي ابدا ، انت ِ زودتيها كثييييييير ، شوفي هم كلمتين وما راح أعيدهم ، بدك تقعدي قعدات مختلطة وتطبعي باطباعنا وعاداتنا غصب عنك فاهمة؟
احتد النقاش بينهما وفي النهاية استسلمت ربى للأمر الواقع وأصبحت تتصرف كما يريد زوجها تجنبا للمشاكل فأصبحت تجلس مع الرجال وتسلم عليهم بكل سهولة .
بعد مرور عدة شهور بدأت ربى تلاحظ على زوجها تصرفات غريبة تثير الشك فاصبح يغيب عن البيت كثيرا ودائما تجده يتحدث بالهاتف النقال بصوت منخفض او خارج البيت وكان جواله مليء بالرسائل الغرامية وكانت كلما سألته عن ذلك يتحجج بحجج واهية لا تغطي الخطيئة ، لكنها كانت تصبر عليه عسى أن يصلـُح أمره أو يتغير .
ذات مرة عاد وائل إلى المنزل متأخراً ولم يكن على طبيعته فدخل المنزل وهو يتأرجح.
صُدمت ربى بمنظره الغريب مما أثار فضولها : شو مالك مش على بعضك ؟
وائل: شو مالي يعني ولا اشي
ربى: شكلك غريب ، وائل انت شارب اشي؟
وائل وهو يتأرجح : انتي ليش ….عاملة زي ……. المحقق كونان ……. نازلة معي تحقيق ؟
ربى: لأنه شكلك ما بطمن …. انت اكيد سكران..
وائل: أيوا سكران ارتحتي ؟
ربى: انت من امتى بتسكر؟!!
وائل: كل القصة اني كنت معزوم مع صحابي عالعشا وكان فيه مشروب وشربنا وبس..
ربى: بكل بساطة بتحكي بس ؟!!!! وائل انا بلشت اخاف منك ، أنا ما بشعر معك بالأمان ابدا..
وائل: يا حرااااااااااام حزنتيني …. روحي من وجهي بلا حكي فاضي ، قال آمان قال !
ذهب وائل إلى غرفة النوم ورمى نفسه عل السرير وغط في نوم عميق ، أما ربى فبقيت تبكي طوال الليل ندماً وحسرة على ما فرطت وكانت تقول في نفسها : يا ريتني وافقت عالعريس الاول يا ريت ، أنا بستاهل كل اللي صار معي بستاهل .
حاولت ربى ان تكمل حياتها معه وتصبر عليه وتتجرع الألم وحدها آملة أن يتحقق كلام والدها حين قال: (بعد الزواج بيتغير …. ياما شباب كانوا طايشين بعد الزواج الله هداهم ) لكن لا يصلح العطار ما أتلفه الدهر ، فلقد كان وائل يزداد سوءاً أكثرفأكثر ، فلم تستطع ربى تحمله أكثر من ذلك فقررت أن تطلب الطلاق ، وكانت هذه النهاية .
أتى طلاق ربى كالصفعة المفاجئة على أهلها وكان درساً لن ينسوه أبداً .
إذا كان الأساس خاطىء فمن المؤكد أن ينهار البنيان وكذلك الزواج ، فإذا لم يتواجد التكافأ من البداية فشيء مؤكد أن تنهار العلاقة سريعاً .
قضية طلاق ربى هي القضية رقم 1230456 في المحكمة .
قال صلى الله عليه وسلم في صريح العبارة : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي وغيره.
جميع الآباء يحفظون هذا الحديث عن ظهر قلب ولكن عند التطبيق يزوجون بناتهم لمن لا دين ولا خلق عنده ، وإذا عادت ابنتهم اليهم مطلقة يقولون : (هم البنات للممات ) وكأن الطلاق هو ذنبها هي وليس ذنبهم .
لنعكس الصورة الآن ونعيد الشريط من البداية ليس لنر حوار الطرشان بل حوار المحبين
كانت ربى تعد نفسها لاستقبال العريس الجديد فعندما أتى وجلست معه لم تعجبها أخلاقه وطريقة تفكيره فرفضته هي ووالديها رغم كل ما يملكه من أموال ومتاع .
وبعد فترة وجيزة تقدم لخطبتها شخص آخر متواضع الحال يعمل محاسبا في احدى الشركات على خلق ودين وسمعته حسنة لكنها ترددت قليلا في الموافقة فطلبت من العريس أن يعطيها مهلة للتفكير .
قام والدها بالسؤال عنه وعن عائلته في كل مكان حتى تبين له أنه حسن الخلق والسمعة فذهب لابنته ليأخذ منها الجواب .
والد ربى : أنا عارف يا بابا انه الزواج مشروع كبير وبده تأني وتمهل بس أنا حابب أساعدك في اتخاذ القرار لانه مصلحتك بتهمني قبل مصلحتي ، أنا سألت عن الشاب كثير وما حدا ذمه بأي كلمة سيئة يعني الشاب كامل المواصفات وانا متأكد انه هادا اللي راح يسعدك ..
ربى: بصراحة الشاب ما عليه كلام بس أنا كنت حابة انه يكون وضعه المادي احسن
والدها : اوعك يا بابا تتفرجي عالمال لأنه المال عمره ما خلق سعادة وبدي اياك تعرفي انه الرجل ما بعيبه إلا أخلاقه وبس ، ياما شباب كانت حالتهم مستورة بعد الزواج الله فتحها عليهم وماهر بعده بأول عمره يعني شوي شوي بصير المهم انك توقفي معه وتساعديه .
ربى: طالما انت شايف انه مناسب أنا موافقة عليه
الوالد: توكلنا على الله
تزوجت ربى بفارس أحلامها وعاشت معه حياة سعيدة لا تشوبها شائبة بالرغم من وضعه المتوسط ومع ذلك لم يحرمها من شيء .
كان من الأكثر الأمور التي تحبها ربى في زوجها أنه طموح جداً ومجتهد ، لم يرضى بالقليل بل كان دائما يسعى أن يطور من نفسه ومن وضعه فلقد كان يعمل ويدرس في نفس الوقت وبقيت ربى بجانبه تسانده وتشجعه ، فبعد مرور سنتان على الزواج والدراسة قام مديره بالشركة بطلبه الى مكتبه فاستغرب ماهر من هذا الأمر فذهب الى المدير ليرى ماذا يريد.
المدير: تفضل ماهر اقعد
ماهر: شكرا
المدير : ماهر أنا طلبت أشوفك علشان احكيلك عن رأيي فيك ، بصراحة أنت لفتلي نظري لانك مخلص في شغلك وملتزم بالمواعيد وأمين وهاي صفات الشخص الناجح مشان هيك أنا قررت إني أعينك المدير المالي للقسم .
ماهر: بصراحة فاجأتني ، معقول اخترتني انا؟
المدير: ما بعتقد انه فيه شخص أحق منك في المنصب ، من بكرا بامكانك تستلم مكتبك الجديد.
ماهر: انا مش عارف كيف أشكرك ، هادا معروف عمري ما راح أنساه بحياتي ان شاء الله اكون عند حسن ظنك دايما
المدير: ان شاء الله
غادر ماهر غرفة المدير والسعادة تملأ قلبه فبعد أن انتهى الدوام عاد إلى زوجته مسرعا ليبشرها.
ماهر: عندي إلك خبر حلو كثير..
ربى: ان شاء الله خير؟
ماهر: أنا صرت المدير المالي في الشركة
ربى: عنجد ؟ !! الله يبشرك بالخير هادا أحلى خبر سمعته ، وكيف صار هالحكي؟
ماهر: اليوم المدير فاجأني وخبرني بمنصبي الجديد
هنا تذكرت ربى كلام والدها حين قال:" اوعك يا بابا تتفرجي عالمال لأنه المال عمره ما خلق سعادة وبدي اياك تعرفي انه الرجل ما بعيبه إلا أخلاقه وبس ، ياما شباب كانت حالتهم مستورة بعد الزواج الله فتحها عليهم وماهر بعده بأول عمره يعني شوي شوي بصير المهم انك توقفي معه وتساعديه " .
ربى: الله يوفقك ويوسعها عليك ياااااارب
ماهر: آمين
ربى: الخبر هادا بده حلوان
ماهر: الحلوان خليه مفاجأة
بعد انقضاء الشهر الأول من وظيفته الجديدة قام ماهر بتحضير مفاجأة لزوجته .
ماهر: تتذكري الحلوان اللي قلتك عنه
ربى: كويس انك متذكر انا فكرتك نسيته
ماهر: أنا مش ناسي الموضوع أبدا
ربى: يعني فيه مفاجأة؟
ماهر: فيه مفاجأة حلوة كثير أنا محضرها من زمان بدون ما تعرفي
ربى: شوقتني شو هية؟
ماهر: الاسبوع الجاي راح نطلع انا واياك عمرة
ربى: عنجد راح نطلع عمرة؟ !! هادا احلى خبر ، الله يخليلي اياك
ذهب ماهر وزوجته الى العمرة وكانت من أجمل الرحلات التي قضوها معاً .
أحسنوا الإختيار لن تكون بناتكم هماً أبداً .
على قولة المثل:" دوّر لبنتك قبل ما تدوّر لابنك"
من الآن فصاعداً لا تقولوا هم البنات الى الممات.
إلى هنا أكون قد انتهيت من حلقة اليوم أتمنى أن تكونوا قد استفدتم منها واستمتعتم بها
أستودعكم الله آملاً اللقاء بكم في الحلقة المقبلة مع قصة جديدة وأبطال جدد من سلسلة حوار طرشان
ترقبوني
والله حواراتك عالوجع
والحلو فيها إنها واقعية وتنبض بالإبداع
أنتظر المزيد بفارغ الصبر
تقبلي مروري
بصراحة كل حواراتك روعة و في الصميم
انتظر جديدك بفارغ الصبر
لا طولي علينا ههههههههههه
تقبلي مروري
أشكرك من اعماق قلبي مقدسية على هذا الرد الجميل
أنت دائما تعطيني شعلة حماس للحلقة القادمة
لك ارق تحية
assia2017
شكرا اختي رانيا الله يعطيك الف عافية
بصراحة كل حواراتك روعة و في الصميم
انتظر جديدك بفارغ الصبر
لا طولي علينا ههههههههههه
تقبلي مروري
العفو آسيا
الله يعافيك حبيبتي
أسعدني مرورك جدا
وان شاء الله لن اتأخر عليك في الحلقة القادمة
انتظريني
لك مني ارق تحية
وليس ماله
لانو ياماخد القرد على مالو بيكرا بيروح المال وبيضل القرد ع حالو
ف شو فائدة المال ؟؟
يوم القيامة هي رح تشفعلو ؟
يسلمو حبيبتي ع السلسلة المفيدة
موضوع راائع
وواقعي
جزاك الله خيرا
اهلا بك ميلسيا
ومتل ما قلت شو فايدة المال؟
عمره المال ما خلق سعادة
الزوج الصالح بسوا كنوز الدنيا وما فيها
الله يرزقك ويرزق جميع البنات ازواج صالحين على خلق ودين
آمين
ندى الإخاءبارك الله بك يا رانيا
موضوع راائع
وواقعي
جزاك الله خيرا
شكرا على مرورك الحلو ندى
انا سعيدة انه الحلقة نالت اعجابك
جزانا وإياك كل خير
وبتمنالك زواج سعيد وهانىء ان شاء الله
بتعجبني النهايات السعيدة
أما ربى ووائل الله يصلحها ويهدي أبوها اللي رماها هالرمية الظالمة
بارك الله فيك
وفعلا عمر المال ما يكون هو سبباى سعاده لان المال بيروح وبيجى
جزاكى الله خيرا يا رانيا