تخطى إلى المحتوى

جنايات الموضة 2024.

جنايات الموضة

الحمد لله الذي كرّم بني آدم ذكّرهم وأنّثهم، وفضّلهم على كثير ممن خلق ورفعهم، فشرع لهم من الشرائع ما يصونهم ويحفظهم ويحقق في الدارين سعادتهم أحمده تعالى وأشكره على عظيم فضله وسابغ نعمه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله بأحسن الشرائع وأكملها فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين وهو على ذلك فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر عباد الله الصالحين. . . . . أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته واعلموا أن الله منّ عليكم بلباسين عظيمين لباس تزينون به بواطنكم وهو لباس التقوى ولباس تجملون به ظواهركم وتسترون به عوراتكم وهو لباس الظاهر من الثياب وغيرها قال الله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾(1) فلباس التقوى يستر عورات القلب ويزينه ولباس الظاهر يستر عورات الجسم ويجمله فعن تقوى الله تعالى والحياء منه ينبثق الشعور باستقباح التعري والتكشف فمن لا يستحي من الله ولا يتقيه لا يهمه أن يتعرى وأن يدعو إلى العري. وقد حذر الله سبحانه بني آدم ذكرهم وأنثاهم من اتباع خطوات الشيطان وأعوانه التي تسعى إلى تحطيم حياء الناس وأخلاقهم وتدعو إلى العريِِ والتهتك والتكشف باسم الزينة والحضارة والتقدم والموضة وغير ذلك من الشعارات البراقة، قال الله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا﴾(2) وماهذا إلا وسيلة لإشاعة الفساد والمعاصي والرذائل والتلطخِ بأوضار الدنايا والخطايا، والمتأمل في واقع الناس اليوم وخاصة النساء يؤمن بصدق ما ذكرنا فإن شياطين الإنس والجن سعوا بكل وسيلة وأخذوا بكل سبب لنشر التعري والتهتك بين نساء المسلمين فسموا التكشف أناقة والعري حضارة وبنوا لهم صنماً جعلوه قبلتهم سموه الموضة التي هي أكبر ما يفسد الأديان ويهدم البنيان فاستباحوا بهذه الموضة المحرمات واستحلوا الموبقات فاستنزفوا الأموال واستهلكوا الأوقات وضيعوا الأهداف والغايات حتى صارت الموضة همَّ كثير من نسائنا وشغلها الأوحد يلاحقنها ويتابعنها هنا وهناك، وقد جاءتنا هذه الفتنة الكبرى بألوان من البلايا والرزايا التي ظهرت في ألبسة كثير من نسائنا فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فمن ذلك أن هذه الموضة التي تعظمها كثير من نسائنا أباحت لهن التعري والتكشف وإظهار المفاتن فانتشر بين بناتنا ونسائنا لبس الأزياء والثياب التي تظهر الصدور والبطون والظهور وغير ذلك من المفاتن.
وشاع بين كثير من نسائنا وأخواتنا لبس القصير الذي يعري أكثر الساقين وقد يبدي مافوق الركبتين وفشا بين نسائنا لبس الضيق الذي يحجم الجسم ويفصل مقاطع البدن ويظهر مفاتنه كالبنطلونات وغيرها من الألبسة الضيقة. وظهر عند كثير من نسائنا لبس الخفيف الذي لا يستر ماخلفه فينكشف ماتحت الثياب ودرج كثير من نسائنا على لبس الثياب والأزياء التي تكثر فيها الفتحات من الأمام والخلف فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أيها المؤمنون اعلموا أن كل هذه الألبسة محرمةٌ لايجوز لبسها للنساء لاعند الرجال ولابين النساء بل إن لابستها ملعونة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))(3) رواه مسلم. فقوله ًصلى الله عليه وسلم: كاسيات عاريات ينطبق على جميع الصور التي فشت وشاعت وانتشرت في ألبسة كثير من نسائنا فالويل الويل لمن عصى الله وتعدى حدوده.
ومن بلايا هذه الفتنة العظمى التي يسمونها الموضة أن سوغت لكثير من نسائنا وبناتنا التشبه بالرجال فلبست كثير من النساء ملابس الرجال كالبنطلونات الضيقة أو الواسعة وغيرها وقصت بعض نسائنا شعورهن على هيئة قصات الرجال وهؤلاء المتشبهات بالرجال ملعونات فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لعن رسول الله r المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال))(4) رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((لعن رسول الله r الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل))(5) رواه أبو داود.
ومن رزايا متابعة الموضة والافتتان بها تشبه كثير من نسائنا بالكافرات الفاجرات أو بالفاسقات من المسلمات في الأزياء والموديلات وفي الألبسة والقصات حتى رأينا من بعض نسائنا من تلبس لباساً فاضحاً قبيحاً وتحتج بالموضة وسمعنا عن بعض النساء المفتونات بالموضة من تقص شعرها حتى قد تبدو فروة رأسها أو تقص قصة يسمونها الفرنسية وتبلغ السفاهة وقلة الدين والعقل منتهاها عند بعض نسائنا فيستسغن قص شعورهن قصة تسمى قصة كلب فلانة يريدون إحدى الكافرات. . فكل صرعة تصدرها دور الأزياء الغربية أو الشرقية يتلقفها بعض نساء المسلمين بلاتردد ولا تفكير ولامراجعة قيم ولادين بل حالهن كما قال الأول:

إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام

ولاشك أن التشبه بالكفار أمر خطير عظيم قد يوصل إلى الكفر بالله قال النبي r فيما أخرجه أحمد وأبو داود بسند جيد عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((من تشبه بقوم فهو منهم))(6). وقد تعتذر بعض المتشبهات بالكافرات في لباسهن بأنها لاتقصد بهذا الزي وبهذا اللباس التشبه بالكفار فالجواب عن هذه الشبهة ماقاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ما نهي عنه من مشابهتهم – أي الكفار – يعُم ماإذا قصدت مشابهتهم أو لم تقصد)(7) فالحذر الحذر من التشبه بهم وتقليدهم.
ومن ويلات الموضة وبلائها أن جعلت بعض نسائنا يلهث وراء الاشتهار بين الناس بلباس مميز أو بقصة غريبة ملفتة وقد ورد التحذير عن هذا الفعل فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: ((من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً))(8) رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد جيد، والمراد بلباس الشهرة ما يتميز به لابسه عن ألبسة الناس بلون أو بشكل أو بهيئة بحيث يجذب انتباه الناس ويسرق أنظارهم إلى اختيال لابسه وعجبه على الناس(9).
أيها المؤمنون إننا لا نحارب التجمل أو ننهى عن التزين ولكننا ندعو إلى ضبط التجمل والتزين بضابط الشرع فإن الله جميل يحب الجمال ولكن شتان بين التجمل والتزين وبين التكشف والتعري والتهتك.

جزاك الله خيرا وبارك فيك..
جزاك الله خيرا على المعلومات القيمة
مشكوره أختي جمان وأختي oman على مروركم بصفتي نورتوها
تحياتي لكم

قال رسول الله r: ((من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً))

سبحان الله ..هذا الحديث فيه وعيد شديد …أتمنى أن يسمعه جميع النساء قبل حضور الأعراس ..

جزاك الله خير ..

جزاك الله خيرا
مشكوره أختي الدكرى على مرورك ولله الحديت جد مؤتر
مشكوره وأختي مزنارة على مرورك بصفحتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.