الاستعاذة الجامعة
عن عائشة -رضي الله عنها-أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) وهذه الاستعاذة من الاستعاذات الجامعة التي تعم كل شر مما عمله العبد ومما لم يعمله.
قال الشوكاني -رحمه الله-: "وقد استعاذ -صلى الله عليه وسلم- من شر أعماله التي قد عملها ومن شر أعماله التي سيعملها، كما استعاذ -صلى الله عليه وسلم- في الرواية الأخرى من شر الأمور التي يعلمها ومن شرور الأمور التي لا يعلمها، وهذا تعليم منه -صلى الله عليه وسلم- لأمته ليقتدوا به؛ وإلا فجميع أعماله سابقها ولاحقها كلها خير لا شر فيها، وجميع ما يعلمه سابقة ولا حقه هو ميسَّر لخيره ومعصوم من شره."
وفي هذه الاستعاذة إشارة إلى أن ما يصيب العبد من الشر هو بسبب ما عملته يداه، أو بسبب ما عملته أيدي الناس وإن لم يكن هو العامل المباشر، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}[الشورى: 30]، وقال تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].
وفيها أيضًا دلالة على ضعف الإنسان وشد افتقاره إلى الله –عز وجل- في صلاح شؤونه، واستقامة أموره، والوقاية من شرور نفسه وسيئات أعماله، وأنه لا غنى له عن ربه ومولاه طرفة عين فإنه سبحانه ولي التوفيق والسداد، والهادي لمن يشاء من العباد، لا رب سواه.
المرجع: فقه الأدعية والأذكار
للشيخ: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر -حفظه الله-