السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والمصلى عليه محمد وآله
ثــم أما بـعـد ….
لا شك إخوتاه .. اننا جميعًا تواجدنا هنا … للطرح المفيد … والإفادات القيمه
مع مناقشات جاده منضبطه …
وصراحةً … جئت اليوم لأطرح موضوع قد يأخذ شكل النقاش أو شكل الطرح الإنشائي
ولكني ترددتُ كثيرًا لأنه حساس … يخشى الكثيرين الخوض فيه … ولــكـــن
منهجي في طرح مواضيعي في الصفوة يبنى على أمرين …
الأول : الإستخارة دائمًا … والإستشارة احيانًا ..
الثاني : ان يتسم موضوعي بالمنهجية الأدبية فلا نخرج عن النص ولنا الطرح دون قص
وموضوعي هذا استخرت فيه أربع واستشرت فيه ثلاثه … لذا أقول …
الــحـــب … بــيــن الــعـــاطـــفـــة والـــمــنـــهـــــج ..
لست هنا لأكحي قصص الغرام … وعذب الكلام
ولا لأرصد جمل عن الحب الجِبلي أو المكتسب أو المتسلل ..
وإنما جئت لأبعثر كلمات مع ألم جسدي لبعض الصور التي انتشرت
في مجتمعنا … مجتمع الحياة … ومجتمع المتدينين ….
ليس هناك من قلب إلا وذاق طعم الحب وتحركت من اجله جوارحه
أي قلب ينبض لابد ان يكون به حب … يشعر به ، ويثلج قلبه به
ألا يهرول الطفل الرضيع إلى أمه حبًا ولا يعي معنى الحب
ألا يرفع الحيوان المفترس رجله عن مولوده حبًا له .. ولا يعقل
لعلي أطلت في الكلام ولكني أرد ان يعرف الإخوان انه لا حرج من طرح مثل هذه القضايا
مادامت تتسم بالأدب المنهجي … فقد علمنا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أمور دنيانا كلها
إخوتاه : الحب بين العاطفة والمنهج …
إن الحرص على هداية الناس في أقل وقت ممكن لهُو رغبة غالية عالية
لدى جميع الدعاة ، وهو أمل يراود أحلامهم ، ولكن عظمة الدين الإسلامي
ومطلبه في إعداد الرجال وتهيئة النفوس يأبيان ذلك ، وهكذا أيضا سنن الله عز وجل
الكونية والشرعية تأبى ذلك.
الحب ، ومبعثه القلب … وما أدراك ما القلب … مضغة إذا صلح صلح الجسد كله
الحب … حديثي هنا عن الحب بين الإخوان … الحب بين الأخوات … وما صار إليه
حال القلب نتاج هذا الحب ….
هل الحب بين الأخ وأخيه ، والأخت واختها … قد يكون فيه غيرة وإشتياق ؟؟؟
هل يشتاق الأخ لأخيه … وتغير الأخت على أختها … هل … وهل ؟؟؟
هل الحب يترك له العنان لبنيانه على طاعة الرحمن … ام لابد من تحجيمه خشية العصيان ؟؟؟
تحريك القلب بحب أخي .. وتحريكه لأخت بحب اختها … هل هذا سوي أم إنحراف عن المنهج ؟؟
حتى تستقيم تربيتنا على منهج صحيح ، ينبغي أن نراعي مبدأ التكامل والتوازن
فلا نعنى بجانب مهما عظم في نظرنا على حساب جانب آخر ، فإن ذلك لا بد
أن يؤدي إلى اعوجاج وانحراف في شخصيتنا.
وإذا كانت العبادة الخالصة لله تعالى جانبا هاماً بل الجانب الأهم في حياتنا
فينبغي تنميتها بإحسان توحيد الله تعالى وتعظيمه ، وتحسين أداء شعائر العبادات
واستشعار المسؤولية بين يدي الله تعالى في كل قول وعمل ، والاهتداء بهدي النبوة في كل شأن من الشؤون
فياترى كيف كان حب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم … وكيف كان حب صحابته رضوان الله تعالى عليهم
لا ينكر احد بصدق حب الصحابة بعضهم بعضًا … وإشتياقهم .. حتى قال عمر رضى الله عنه يوما لمعاذ
رضى الله تعالى عنه : ( لقد تذكرتك البارحة فبقيت اتقلبعلي فراشي حبا وشوقا ) … فهل لنا أن نقول أن هذا الحب
غير سوي لأنه حمل بين طياته شوقا … حاشا وكلا … فهذا الجيل الفريد صافي القلب منير البصيرة جيل نادر
لن يتكرر أبدًا …. لذا لا ينبغي لنا أن نقيس حال قلوبنا بقلوبهم ، ومنطقنا بمنطقهم .. نستشهد بأقوالهم وأفعالهم
ولكن صدق النية ، وحسنها وإخلاصها ، وقوامتهم على قلوبهم ورعايتهم له لا نقيس هذا على أنفسنا .
إخوتاه … لقد إنحرف من إنحرف لغلاته في سرد الكلام … وغلوه في طرح مشاعره الأخوية
حتى صار يتذوقها أخاه .. وتتذوقها أختها حبا وشوقًا … فرأت فيها الحنان التي فقدته ، والحب التي آملته
فتحرك به قلبها … وصار الشوق حليفها … والغيرة طرأة عليها … فانحرف الحب الأخوي إلى حب غير سوي
تقول إحداهن ـ وإن كان بها تصرف ـ
… ارسلت الى صديقتى رساله عبر الموبايل..دمعت عينى لما فيها من كلمات رقيقه..لم استطع
ان ارد عليها سوى برساله تحمل (بحبك)..توالت الرسائل بيننا والتى تحمل كلمات موجزه ولكنها
شديدة التعبير…بل شديدة الصدق…لقد استشعرت هذا الصدق حتى اغرورقت عيناى بالدموع وارتعدت اطرافى…..
قالت لها كلمة رقيقة … فردت ببحبك … فتوالت الرسائل … فضاعت القلوب وانتكست واحبت حبا غير سوي
الحب يا إخواني يتسلل إلى القلوب … الحب لا يستأذن عند الدخول …
إخواتاه … هذه ليست دعوة لحجب الحب ، وتقليل من الأخوة والحب الأخوي لا وربي …
ولكنها دعوة … لحكم الحب وتكثيف طاعة الأخوة …
فلابد ان يسير الحب في مسراه الصحيح … ولا يزيغ للضحيل
هل نعرف ما هو الحب..؟؟ هل نعلم كيفيته..؟؟ هل نعلم علاماته..؟؟
صحيح الحب كلمة جميلة لا يمكن وصفها ..موجودة بداخل الإنسان تستفز فيه
كل مشاعر الشوق والغيره والحرمان..
والحب أصله في لغة العرب الصفاء وعلى هذا عرفوا المحبه بأنها :
غليان القلب عند الإحتياج لرؤية المحبوب، والحرص على رؤيته في كل وقت
( ماذا تريد ان تقول يا كلمات ، فكلماتك مبعثرة وحروفك مكسره .. ولا ندري اهذا من آلامك
ام من قلة فهمك … ) أقول هذا ألمي وقله فهمي أي الإثنين …
إخوتاه … لقد بالغ الأخوات في حبهن بعضهن البعض .. حتى صار الشوق يحركهن
وصار الكلام العذب بينهن في المسنجرات والخاص والإيميلات غالب على رسائلهم
ولقد وقعت الكثيرات في هذا المنعطف الخطير دون ان تدري فقد تسرب حب من تحابت معها
على طاعة الله تعالى إلى قلبها … وتملك منها ، ولكنه ليس حب إيماني فقد تحول إلى عاطفي شيطاني
لقد إشتكت الكثيرات من تعلقها بأخت لها … وآخرى بمعلمتها … وثالثة بزميلاتها
فقد إنتشر الحب بينهن على طول مراحلهن العمرية .. بدايةً من الصغر حب زمالة
إلى النضوج حب ظمأ الحنان والعطف … وصولاً إلى صاحبات الفهم الديني بكثرة
الرسائل والغلو فيها من كلام عذب وشوق …. أي
أن الحب قد تسرب للبنت الصغيرة … وقد شعرت به الناضجة الغير متدينه
وقد ابتليت به المتدينه بسبب كثرة الرسائل التي تحمل بين سطورها العذب من الكلام
وظنت ـ بجهل ـ أن هذا ناتج حبها لأختها في الله تعالى … وتقول وبكل ثقه
هذا حب أخوي في الله تعالى .. وليس غير ذلك …
أختاه … هل هذه الأخت التي تعلق قلبك بها أفضل من تعاملتي معها
هل الحب مبني على الطاعة فإن فارقتها فارقتيها …
لما سئل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم … عن أحب الناس إليه قال عائشة رضى الله عنها .. وهي أفضل النساء
ولما سئل من الرجال قال أبوها … وهو أفضل الرجال … بعد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
فقد ضرب عليه الصلاة والسلام أروع الأمثلة في الحب الأخوي الإيماني .
نحن لا نريد أن تقللي من حبك الأخوي … ولكن إحذري من المبالغة في مشاعرك
فالقلب أعز ما يمتلكه المرء …. ولا يتحكم فيه المرء
لقد لاحظت تجاوزت عده في التعقيب بين الأخ والأخت
فهذا يقول تقبلي مروري … وهي تقول تقبل مروري
هذا يقول أخوك فلان …. وهي تقول اختك فلان
نحن لا نشكك في النيات … ولم نأمر بشق الصدور والبحث عما في القلوب
ولكن إذا كان هذا هو الحال بين مختلفي النوع على الملاء فكيف بين
أصحاب النوع الواحد على الخاص ….
كم من أخ أفسد قلبه من كلمة رقيقه …
وكم من اخت تعلقت بكلمة …
كم من تعقيب حرك قلب … ومن شكر أسعد قلب …
قلب أخيك ليس كقلبك … فغن كان قلبك قوي … فلا تضمن قلوب الآخرين
نحن نتعامل خلف الشاشات …. ونفقد لعة الجسد التي هي غير ما يفهمه الآخرين
ان لغة الجسد من العنق حتى أسفل الجسد لا وإنما لغة الجسد من العنق إلى اعلى
فتلميحات الوجه ، وإيماءات وإنحناءات الرأس لغة قائمة بذاتها … لذا فالنحافظ على
العبرات … والكلمات … والتعقيبات … ولا نغالي ولا نجافي ولنكن وسط في ذلك
لقد إنتشر الحب بين المرأة والمرأة في مجتمعنا هذا وقد تسربت هذه الآفة إلى أخوات
دون ان يشعرن بذلك ، فظنوا انه حب قائم على طاعة الله لأنه بدأ على ذلك ولكنه وللأسف
الشديد لقد تحول وتسرب دون ان يدرين … والخلاصة منه ….
بتصحيح المفاهيم … للحب الأخوي …
وتقليل من الكلام العذب ….
صحيح ان هناك حب فيه شوق وغيرة .. ولكنه قد يكون ناتج لفقدان حنان وعاطفيه
فإذا توافر هذا الحان والعاطفية إنعدم مع اختها … لكن من تامن على نفسها الفتنة
بإستمرار هذا الحب … ووصوله إلى ما لا تحمد عقباه …
{ قرات الموضوع بعد طرحه ووجدت تشتتي بالكلام … وكان قصدي عن الحب بين الأخوات بسبب العذب من الكلام
ورسائل التي تحمل غالبا شوقا وغيرة وغرام … }
يارب لقد أبتلينا … فشافينا مما أفسد علينا قلوبنا ….
لحظة : ( القلم صديقك الذي يبقى معك مادمت تهتم به ، وهو اداتك التي تعكس شخصيتك على مرآة الورق
إنه هبة الله لبعض من الناس ، يحملوه سلاحا ومنارا ، يترجم بؤس قلوبهم وجراحاتهم إلى قناديل تضيء دروب
السعادة للآخرين )
((( حاولت ان أجعل الموضوع نقاشي إنشائي ولكني أرى فشلي ولعل أحد يفهم قصدي ))
مع تقبلي لجميع النقض … ولكنها آفة أبتليت بها الكثيرات ….
ومن لم يقع في هذه الآفة فالحميد الله تعالى ولا ينكر وجوده ..
هذا وصلى اللهم وسلم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلامة عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته …. نسألكم الدعاء
منقوول
الموضوع مهم جداً و قد طرح بأسلوب رائع ..
جزى الله كاتبه و ناقلته كل خير ..