لقد كان للإسلام أن يذكر في تغيير حال نساء الشرق وتقدمهن ، والعمل على رقيهن
فهو لم يخفض من شأنهن كما يقترفه من جهالة أولائك الذين لم يمنحهم الله فضل
البصر وبعد النظر ، بل رفع من مكانتهن كثيرا وسما بهن سموا كبيرا ، بل إن القرآن
نص عليهن نصوصا هي خير كثير من السواد الأعظم من شرائعنا الغربية .
و إذا نحن أردنا الآن أن نبحث في التأثير الذي مهد له الإسلام في إعتبار المرأة ،
فعلينا أن نبحث عن المكان الذي بلغت إليه المرأة المسلمة إبان حضارة العرب ، وفي
الذي تقدمن فيه من مدنية الإسلام .
وقد أثبت المؤرخون أن النساء كن يشغلن في الحياة مكانة لم تبلغه نساء أوربا إلا بعد
قرون عديدة ، بعد أن إنتشرت مبادئ العرب وفروسيتهم و أخلاقهم العظيمة في معاملة
النساء عن طريق اسبانيا والأندس يوم فتحها العرب وبنوا حضارتهم في الشرق والغرب .
فإن سكان أوربا إنما استفادوا من العرب مبادئ النجدة و أخلاق الفروسية والإحترام
العظيم للنساء التي سنته تلك المبادئ ، ونصت عليه أخلاق الفرسان وتعاليم الشهامة ،
فالإسلام لا المسيحية كما وهم الناس عامة ، هو الدين الوحيد الذي رفع المرأة من
وهدتها الماضية ، وبلغ بها إلى المكان الجليل الذي تنعم به اليوم في العالم .
فإن سادات القرون الوسطى ، وكانوا بالمسيحية متمسكين ، لم يروا للمرأة نصيبا من
احترام ولم يعترفوا لها بمكان ، إلا بعد أن علم العرب المسلمون المسيحيين معاملة
النساء بالحسنى وتلقينهم مبادئ الرفق والإحسان إليهن .
وخلاصة ما نقول :
أن الإسلام هو الدين الذي رفع من قدر المرأة . بل هو الدين الأوحد الذي سما بها
دون جميع الأديان . .
منقول
حضارة العرب : ( غوستا لوبون )