هيا إلى العلاج
إن التفاؤل بالنصر هو الذى يهئ النصر وإنّ القوة المعنوية فى الأمة هى التى تدفع شبابها وبناتها
إلى تحقيق المزيد من الانتصارات الحاسمة فى كل مكان وزمان ،
دائما ً أشعر أن بداية الرحلة ( رحلة العلاج والخلاص مما نحن فيه ) هى معالجة القناعات السلبية مثل الإحباط،
لأن الإنسان المُحبط لايُقدِم على العمل أبداً
فيقعده الإحباط واليأس عن العمل ..نعم الإحباط قد يفعل أكثر من هذا،ا
لإحباط الذى أصاب أفراد الأمة نتيجة الأضاع السيئة التى سادت كل جوانب الأمة .
حالة الإحباط التى تحولت إلى قناعة وليس مجرد شعور يشعر الانسان به .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .. تلك الحالة التى سادت لابد أن نمحيها من كياننا كمسلمين . !!
فالنصر لا يأتى من جيل مُحبَط ، لا يأتى من جيل ليس عنده أمل وتفاؤل ،
البعض يقول:وما الذى يدعو للتفاؤل ؟ أسباب التفاؤل كثيرة ..
وما حلّ بنا بلاء إلا ورفعه الله تعالى
فلا داعى أبداً لليأس . بل إن أردت النصر فعليك التفاؤل به والعمل من أجل تحقيقه. والتاريخ يثبت ذلك والواقع يثبت ،
وفضلا ً عن التاريخ والواقع ، كتاب الله ، وسنة رسوله محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ،
فصفة اليأس ليست من صفات المسلمين
واليأس هو انقطاع الأمل والرجاء ،وهو بنص القرآن مُحرَّم ، فما ينبغى لمؤمن ٍ أن ييأس ،ومن مظاهر اليأس:
سوء الظن بالله تعالى ، فسوء الظن بالله مدخل خطير
سوء الظن أقعد الناس حتى عن الدعاء مع أهميته
وأقول لا شئ فى هذا الكون إلا ويقع تحت سمع الله وبصره فلما اليأس ، فهو سبحانه يرى ما حلّ بنا
لكن نحن اشتغلنا بغير الله ولغير الله ،لهذا تأخر النصر ..
قال الآمام بن القيم : من ظن أن الله لاينصر دينه ولا ينصر نبيه ولا ينصر اولياءه ولايظهر دينه فقد أساء الظن بالله جل وعلا،
حينما ننادى بالعمل والجد والاجتهاد من أجل رقى أمتنا يكون الجواب كالتالى
ولو نارا ً نفخت َ بها أضاءت ولكن أنت تنفخ فى رماد ٍ
"ولا تَيْئَسوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ روحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُون" [يوسف : 87 ]،
ومن مظاهر اليأس أيضا ً: السلبية ( هو أنا اللى هصلح الكون )
الكل يقعد على قارعة الطريق ينتظر التغيير القادم .. ينتظر النصر ..
ممن يأت ِ النصر وكل الأمة على نفس الشاكلة
كل الأمة منتظرة التغيير من السماء ، فإذا قلنا أصلح نفسك ، غيّر ذاتك ، أُدع ُ غيرك
يأتى الجواب ( هوصلاحى أنا هو اللى هيصلح الكون ) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وبالطبع وباء اليأس ما فشى بين أبناء الأمة إلا نتيجة لضعف الإيمان بالله تعالى ،والجهل بطبيعة الطريق إلى الله تعالى ،
فحينما يتعرض السائر إلى الله لإبتلاء بعينه ويشتد ّ عليه الأمر تجده يرجع ويولّى دبره وينكص على عقبيه ويترك السبيل
ظانا ً أن طريق الله سهل ومفروش بالورود والرياحين
فقد قال تعالى" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءامَنَّا وَهُمْ لايُفْتَنُونَ"[الكهف :2]
الأمل هو الرجاء، المؤمن يعيش بين أمل ورجاء فى الله عز وجل ّ لاينقطع أبدا ًمهما حدث !
لايضعُف يقينه
ومن تداعيات الأمل لدينا آيات ربنا جل وعلا فالمبشرات من القرآنالكريم آيات عديدة جداً منها قول الله عز وجل:
"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ" [غافر 51] ، وقوله تعالى : " فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ "
[هود : 49]ليست هذه إرهاصات ، إنما هى آيات محكمات من رب الأرض والسماوات
وقال تعالى:"وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ " [الصافات:171-173].
"حتى إذا اسْتَيْئسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُم نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاء ولا يُرَدُّ بَأْسُنَا عن الْقَوْمِ المُجْرِمِين" [يوسف : 110] .
ومن المبشرات
أحاديث الحبيب المصطفى
فقد استمر تبشيره عليه السلام لأصحابه ببلوغ الإسلام سائر البلاد والعباد,
فقدقال عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا. حديث حسن صحيح
"لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍوَلاَ وَبَرٍ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ".
ولقد بشّرنا رسولنا الحبيب أيضاً بانتشار الإسلام في أوربا وبالأخص (روما) كما جاء في الحديث:
فعن أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ قال : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَسُئِلَ أَىُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ فَدَعَا عَبْدُ اللَّهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حِلَقٌ.
قَالَ فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَاباً. قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم-
أَىُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةَُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً". يَعْنِى قُسْطَنْطِينِيَّةَ. إسناده صحيح
و(رُومِيَّةَُ ) هي – روما -كما في"معجم البلدان" وهي عاصمة إيطاليا اليوم.
وقد تحقق الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني كما هو معروف,
و ذلك بعد أكثر من ثمانمائة سنة من إخبار النبي – صلى الله عليه وسلم – بالفتح,
و سيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى و لابد, ولتعلمن نبأه بعد حين.
وقال صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتل المسلمون اليهود،
حتى يختبئ اليهودي خلف الحجر والشجر، فينادي الحجر والشجر، يا مسلم يا عبد الله، هذايهودي مختبئ خلفي تعال فاقتله،
إلا شجر الغرقد".
فالمعركةالفاصلة قادمة بإذن الله.. فأعدوا لها العدة
هل من المفروض أن يوجد لدينا يأس من إمكانية النصر والتمكين ،
لا أريد اقتناع فكرى بهذه الآيات والأحاديث
إنما نريد اقتناعا ً عمليا ً
الاقتناع الذى يؤدى إلى العمل فماذا نجنى من الثقافة الفكرية ؟
نريد تحرك مبنى على فهم لسنة الله فى الكون
مبشرات من التاريخ
التاريخ ذاته يقرر انتصارنا بعد هزيمتنا ..هل نسينا الحملات الصليبية المتتالية؟
وأهلك الله الصليبين القدامى ومازال الأقصى شامخاً يصلى فيه المسلمون اليوم..
هل نسينا التتا ر وما فعلوه فى بلادنا
يقول المؤرخون : إن التتار قتلوا مليونين مسلم فى بغداد !! أين التتار الآن ؟ أبقى الله عزوجل المسلمين بقدرته سبحانه،
وعادت القدس وعادت فلسطين وعاد كل شبر من أراضينا .. هل نسينا ذلك ؟؟
وأنشأ الله من أفراد الأمة من هو قادر على تحرير الأرض عماد الدين زنكى ونور الدين زنكى وصلاح الدين .. ؟؟ من أين أتوا ؟
مجاهدينا فى العصر الحديث الشيخ عمر المختار ، الشيخ أحمد ياسين ؟ الشيخ المجاهد سيد قطب ؟
أليست هذه منح ربانية؟
إذا رأيت انكشاف الغشاوة التى كانت على الأعين لترى الظلم فالنصر قادم
بل إذا رأيت الظالم يزداد فى ظلمه وجبروته فاعلم أن النصر قادم ..
أخيراً كن سببا ً فى النصربعملك وجدّل واجتهادك
الواقع الذى نعيشه
واقعنا الحين يبشر بوجود نصر قادم بإذن الله ،الصحوة الإسلامية الكبيرة ،
التى ملأت بقاع الأمة الإسلامية بفضل الله عزّ وجلّ ، لاعاقل اليوم يُنكر الصحوة الإسلامية فى كل مكان ،
ما فعله مجاهدينا فى غزة على وجه الخصوص وفلسطين والعراق ؟
المقاومة الإسلامية الشريفة التى نهضت حاملة ً لكتاب الله جل وعلا ومنهجها سنة رسوله ، أليس هذا يدعو للتفاؤل بالنصر القادم
وما تلك الإنتفاضة إلا البداية للتحرير عن طريق الجهاد فى سبيل الله
لا بالمفاوضات والاتفاقيات مع من لا عهد لهم ..
انهيار الأنظمة الشيوعية ، والأنظمة المالية للدول الغربية
الحركات الاإسلامية التى تنهض فى قلب الدول الكافرة والدول العلمانية ،
أليست كل هذه مبشرات تدعو للأمل والتفاؤل بنصر الله القادم ؟
ونحن اليوم مبتلون بالهزيمة النفسية التى يحاول أعداء الله بثها فى الأمة
فلننزع تلك الهزيمة وذاك اليأس والقنوط
حتى نبدأ العمل ونمضى فى طريقنا
طريق النصر بإذن الله تعالى
انتظرونا فى الحلقة القادمة
قال الأستاذ حسن البنا مخاطباً شباب الدعوة :
"أيها الإخوان، لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين, وحقائقُ اليوم أحلامُ الأمس, وأحلامُ اليوم حقائقُ الغد, ولا زال في الوقت متسع, ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم المؤمنة, رغم طغيان مظاهر الفساد."
الخير باقِ في الأمة الموعودة بالنصر متى استجابت لربها
والاستجابة هذه هي بيدي وبيدك و بيد كل فرد – كلنا مسؤول
وباطلة هي حجة أن الأمر بيد حكامنا و ليس في اليد حيلة للانكفاء على النفس
قال عبد الملك بن مروان
"ما أنصفتمونا يا معشر الرعية، تريدون منا سيرة أبي بكر و عمر، و لا تسيرون فينا و لا في أنفسكم."
:
بارك الله فيك أختي الحبيبة
كلام من أجمل ما قرأت واستشعرت
جزاكِ الله خيراً على كل حرف
متابعة معك على طريق النصر بإذن الله
مشرفتى الحبيبة
حياكِ الله
الخير باقِ في الأمة الموعودة بالنصر متى استجابت لربها
وباطلة هي حجة أن الأمر بيد حكامنا و ليس في اليد حيلة للانكفاء على النفس
"ما أنصفتمونا يا معشر الرعية، تريدون منا سيرة أبي بكر و عمر، و لا تسيرون فينا و لا في أنفسكم."
سأل أُناس الخليفة الراشد على بن أبى طالب كرم الله وجهه,
لِمَا ظهرت الفتن فى عصرك وكانت خافية فى عصر عمر بن الخطاب رضى الله عنه؟
فأجاب لأن عمر كان خليفة على مثلى, أما أنا فخليفة على مثلكم..
فلا نسأل اليوم لماذا يحدث لنا كل هذا ؟
بارك الله فيكِ اختى الحبيبة