أما بعد ..هذا درس مختصر لبعض معاني الأدعية والأذكار والتي يكثر ورودها في حياة المسلم اليومية
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلاةً فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا ثَلاثًا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ *رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم 701
الاستعاذة : الالتجاء والاعتصام بالله تعالى من الشر
همزه : أي الجنون لأن الشيطان قد يدخل في ابن آدم كما هو معروف فيتلبس به و الـموُتة بضم الواو وهي الصرع التي تأتي ابن آدم.
نفخه : الكبر ولذلك ينفخ الشيطان في نفس الرجل حتى يعظمه فيتخيل نفسه وكأنه كبيرا مع أنه صغير ..والمتكبر يجمع نفْسه ونفَسه فيحتاج إلى أن ينفخ .
نفثه : الشعر والمقصود به الشعر السيئ كشعر الغزل والغناء الذي يهيج العواطف ويثير الغرائز . كذلك الهجاء الذي يسب الناس ويعيرهم، وكذا شعر المديح لمن لا يستحق فيرفع المخلوق منزلة الخالق كقول الشاعر الباطني للحاكم :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
فكـأنما أنت النبي محمـدا وكأنمــا أنصارك الأنصار
وهذا كله من الشعر الذي يستعاذ منه … فلما ابتلي بما يسوؤه قال :
لست الملام أنا الملام بأنني علقت آمالي بغير الخالق
يتعوذ من جهد البلاء ودَرَك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ قَالَ سُفْيَانُ الْحَدِيثُ ثَلاثٌ زِدْتُ أَنَا وَاحِدَةً لا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ هِيَ *البخاري
جهد البلاء : الشدة والمشقة
درك الشقاء: الدرك بفتح الراء الثخن أي الإثخان في الشقاء والتعب وقيل الوقوع في المهلكات
سوء القضاء: في الدنيا في النفس والمال وفي الآخرة في سوء الخاتمة
شماتة الأعداء : شماتتهم ظفرهم به وفرحتهم بما يلحقه من ضرر
دعاء الاستفتاح (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ *رواه الترمذي (نقل الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط في جامع الأصول 4/188 : قال عنه ابن حجر في تخريج الأذكار : حديث حسن)
سبحانك : مأخوذ من قولك سبح والمعنى نزهت الله تنزيهاً وبرأته تبرئة من كل ما لا يليق به من النقص والعيب والعجز والظلم ومن جميع النقائص أما الله فله الجلال والكمال والجمال.
وبحمدك : أي بحمدك نبدأ ، وبحمدك سبحتُ الله عز وجل … أي ما كان مني من خير فليس بحولي وقوتي فهي بمعونتك لي كان هذا التنزيه مني لك … ولو أن الله عز وجل لم يوفقك إلى ذلك ولم يلهمك لوقعت فيما وقع فيه غيرك ممن نسب إلى الله عز وجل الصاحبة أو الولد أو الشريك وما أشبه ذلك … فأنت سبحت الله لجميع آلائه ونعمه وتسبيحك لله عز وجل هو من الله عز وجل.
تبارك اسمك : البركة هي الخير الكثير الطيب الذي لا يزول {تبارك الذي بيده الملك } فالبركة من الله عز وجل واليه فلا يجوز أن تقول عن شخص تبارك لأن المخلوق هو المبارك .{الذي باركنا حوله }
أي أن اسم الله فيه الخير الكثير الطيب الدائم وحيثما ذكر الله تعالى كانت البركة ولذلك يشرع للعبد أن يذكر الله عند العمل
الجد : هو الغنى والنصيب والحظ
تعالى جدك : علا جلال الله وعظمته وغناه وفضله ..
سبوح قدوس رب الملائكة والروح
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ * رواه مسلم
سبوح :من التسبيح ومأخوذ من قولك سبح والمعنى نزهت الله تنزيهاً وبرأته تبرأة من كل ما لا يليق به من النقص والعيب والعجز والظلم ومن جميع النقائص أما الله فله الجلال والكمال والجمال.
قال النووي : سبوح المبرأ من النقائص والشريك وكل مالا يليق بالإلهية
قدوس : مأخوذة من القدس وهو الطهارة (بيت المقدس: أي مطهر) ومعناها الطاهر المنزه عن كل نقص … وقيل البركة
قال النووي : القدوس المطهر مما لا يليق بالخالق
قال الهروي : القدوس المبارك
الروح : ملك عظيم وقيل أنه جبريل عليه السلام
أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ *البخاري
كلمات الله : كلمات الله كاملة تامة لا نقص فيها بأي وجه من الوجوه كما يدخل كلام البشر سواء كانت الكلمات الكونية التي يخلق بها وهي كن فيكون. أو كلماته الشرعية وهو ما أنزله من الوحي على رسله و أنبياءه. وكما قال الله عز وجل :{قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله}
وقيل النافعة الشافية وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن والله أعلم ..
الهامة : واحدة الهوام وهي كل ما يهيم ويدب على وجه الأرض من العقارب والحيات وغيرها من الدواب التي يخشى على الإنسان منها.
عين لامّة : العين وهي ما يصيب الإنسان من نظرة حاسد فتؤثر في المحسود ولامّة أي إنها تلم بالإنسان وتصيبه أو تقع عليه .
لم يضره شيء من هامة أو سارق أو غير ذلك
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ *البخاري
الدعوة التامة : المقصود الأذان وهو دعوة تامة مشتملة على معاني الإيمان والتوحيد من وحدانية الله والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى إتيان الصلاة وهي أكبر شعيرة عملية في الإسلام والإيماء إلى البعث
الصلاة القائمة : هي صلاة قائمة فهي صلاة سوف تقوم الآن وسوف تقوم إلى أن يشاء الله تعالى فلا يزال هناك أشخاص يوحدون الله عز وجل ويعبدونه .
الوسيلة : هي ما يتقرب به إلى الكبير..وتطلق على المنزلة العلية..وهي منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى ويرجو أن يكون صلى الله عليه وسلم هو ..
الفضيلة : من الفضل وهو الزيادة نقول هذا شيء فاضل أي زائد ، وفضل الماء أي الزائد منه والباقي منه .. ومعنى الحديث أي : أعط نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم الفضل والعلو في كل شيء والعلو في الدرجات فهو علو في الدنيا وعلو في الآخرة.
قال ابن حجر : الفضيلة المرتبة الزائدة على سائر الخلائق..
المقام المحمود : مقام يحمد القائم فيه وقيل هو كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات والأكثر على أنه مقام الشفاعة ..
منقول