لقد فضل الله الانسان على سائر المخلوقات وخصه بنعمة الكلام وجعل آلته اللسان وهي نعمة تستعمل في الخير أو الشر فمن استعملها بخير بلغته سعادة الدنيا والمنازل العلى في الجنه ومن استعملها بغيرذالك أوردته المهالكـ فيهما وأفضل ما يستغل به الوقت بعد قراءة القرأنذكر الله
* * * * * * *
فضل ذكر الله
ورد فيه أحاديث كثيره منها قوله صلى الله عليه وسلم
((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقو عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربو أعناقكم؟ قالو بلى يارسول الله 0 قال :ذكر الله)) الترميذي
وقوله صلى الله عليه وسلم
((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكرربه مثل الحي والميت)) البخاري
وقوله عزوجل في الحديث القدسي
(أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب أليه شبرا تقربت أليه ذراعا)) البخاري
وقوله صلى الله عليه وسلم
((سبق المفردون قالوا: وما المفردون يارسول الله؟قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)) مسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم موصيا أحد أصحابه
((لا يزال لسانكـ رطبا من ذكر الله)) الترميذي وغيرها 0
* * * * * * *
مضاعفة الأجور
تضاعف أجور الأعمال الصالحات كما تضاعف أجور قراءة القرآن الكريم وذالك:
1) بحسب ما في القلب من الإيمان والأخلاص والمحبة لله وتوابعها
2) بحسب تفكر القلب بالذكر وانشغاله به فلا يكون باللسان فقط
فإن كمل ذالك كفر الله كا مل سيئاته وأعطاه كامل أجره والناقص بحسبه
* * * * *
فوائد الذكر
يطرد الشيطان ويقمعه ويخزيه ويذله ويرضي الرحمن
يورث محبة الله والقرب منه ومراقبته والهيبت منه والأنابه والرجوع إليه ويعين على طاعته
يزيل الهم واغم عن القلب ويجلب له السرور ويورث القلب الحياة والقوة والنقاء
في القلب خلة وفاقه لا يسدها الا ذكر الله وقسوة لا يذيبها ويلينها الا ذكر الله
الذكر شفاء للقلب ودواءه وقوته ولذته التي لا تعدلها لذة والغفلة مرضه
قلته دليل النفاق وكثرته دليل قوة الأيمان وصدق المحبة لله لأن من أحب شيء أكثر من ذكره
والعبد أذا تعرف الى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشده خاصة عند الموت وسكراته
سبب للنجاة من عذاب الله ولتنزيل السكينه وغشيان الرحمه وأستغفار الملا ئكه
يشتغل به اللسان عن اللغو والغيبه والنميمة والكذب وغيرها من المكروهات والمحرمات
أيسر العبادات ومن أجلها وأفضلها وهو غراس الجنه
يكسو الذاكر المهابه والحلاوة و ناظرة الوجه وهو نور في الدنيا وفي القبر والميعاد
أفضل أهل الأعمال أكثرهم فيه ذكر الله عزوجل فأفضل الصوام أكثرهم ذكر الله في صومه
الذكر يوجب صلاة الله عزوجل وملا ئكته على الذاكر والله عزوجل يباهي بالذاكرين وملائكته
يسهل الصعب وييسر العسير ويخفف المشاق ويجلب الرزق ويقوي البدن
* * * * * * *
فائدة :: قال الشيخ الأسلام :الذكر للقلب كا الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء
* * * * * * * *
المصدر
كتاب تفسير العشر الأخير من القرآن الكريم من كتاب زبدة التفسير 0 ويليه أحكام تهم المسلم