ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( مَــــن كَـانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 5، وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ
لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ 6)العنكبوت.
يعنـــي : يا أيها المحب لربه ، المشتاق لقربه
ولقـــائه ، المسارع في مرضاته ، أبشر بقرب
لـقاء الحبيب ، فإنه آت ، وكل آت إنمـــا هـــو
قريب ، فتزود للقائه ، وسر نحوه ،مستصحبا
الرجـاء ، مؤملا الوصول إليه ، ولكن ، ما كل
من يَدَّعِي يُعْطَى بدعـــواه ، ولا كــل من تمنى
يعطى ما تمــناه ، فإن اللّه سميــع للأصوات ،
عليــــم بالنيـــات ، فمــــن كان صادقا في ذلك
أناله ما يــرجو ، ومـــن كان كاذبا لـــم تنفعه
دعــواه ، وهو العلـــيم بمن يصلح لحبه ومن
لا يصــلح . ( وَمَن جَاهَدَ ) نفـــسه وشيطانه،
وعــدوه الكافــر ، ( فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ) لأن
نفعه راجع إليه ، وثمرته عائدة إليــه ، والله
غــني عــن العالمين ، لم يأمــرهم بما أمرهم
به لينتفع به ولا نهاهم عما نهاهم عنه بُخْلا
عليهم . وقد علم أن الأوامر والنواهي يحتاج
المكلف فيــها إلى جهاد ، لأن نفســــه تتثاقل
بطبعها عن الخيـــر ، وشيطــانه ينهاه عنه،
وعدوه الكـــافر يمنعه مــن إقامة دينه ، كما
ينبغـي ، وكل هذا معارضـــات تحــتاج إلى
مجاهدات وسعي شديد.
" تيسيــرالكريم الرحمن في تفسير كلام المنان "
للشيخ : عبدالرحمن السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونفع بك ورفع قدرك
بارك الله فيك غاليتي
وجعله الله في ميزان حسناتك