وأنا جالسة أنوي قراءة وردي اليومي وإذا بي أسمع حديثا لم أسمعة من قبل
وكان ذاك الحديث عن الإحتفال بالمولد النبوي ….
الشائع لدينا أن الإحتفال بالمولد النبوي من البدع ولا أساس له وأن الذي يحبه فقط يتبع سنتة…..
ولكن إختلفت لدي الفكرة أو أني رفضت تلك الفتوى اللتي قيلت …..الخ
إليكم الكلام اللذي سمعته من الداعية المعروف مصطفى حسني فى قناة إقرأ الفضائية وكان يقرأمن كتب أثناء إستشهادة بالكلام والنص…,وأعتذر لعدم حفظي النص بالكامل ولاكن فيما سمعتة كان قد روى عن موقف عم الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما سمع من جار يتة في حين أنها جاءت تبشره أن أخاه عبدالله قد ولدله ولد من فرحه قال لجاريته بمناسبة ولادة ذالك الولد أنتي حرة ….روى أنه رآه أحدهم أي في المنام مافعل الله بك قال ما قال …..وأن الله رحمني بعتقي لتلك الجارية عندما إحتفلت بمولد إبن أخي وعتقتها فجعل لي كل يوم إثنين وأنا في جهنم أو في عذابي أن جعل لي أشرب الماء من إصبعي….
فالله رحم أبالهب عندما إحتفل بذالك الماء من إصبعه..لماذا نحن لانحتفل كي يرحمنا ربنا لا أقصد الحفلات الصاخبة أوالماجنة ولكن حفلة يكون لها طابع خاص
يليق لكونه حبيب الله أي كما يرضي الله…أليس هو أحق بأن نبذل لأجله الغالي
والنفيس…
ألا صلى الإله على نبيه بطيبة ماتحركت الشفاه
وما حنت لرؤيته قلوب وما سجدت لبارئها جباه
تعالى الله ألهمنا إعتصاما بملته وبلغنا رضاه وأصفانا بخر الخلق طرا
نبياضاء في الدنيا سناه….كلمات من أناشيد المعجزة الكبرى
لانه سر النور الذي نحن فيه
اللهم صلي وسلم و بارك على حبيبك خير خلقك
يلا يا جمماعة صلوعليه
أخيتي !
لدي ملاحظات كثيرة … ولو عرفتها لما غيرت رأيك عن الموضوع بهذه السرعة الفائقة !
أولاً :
أنا لا أعرف من هو هذا الشيخ لكن لا يهم فأنا لن أتكلم عنه بل عن استدلاله
ثانياً :
كان عليك أن تنقلي ما قاله الشيخ في صحة هذا الحديث لأنها أمانة في عنقك
ثانياً :
سااااااااااامحك الله
أيبدل كلام النبي صلى الله عليه وسلم :
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
بموقف عم النبي أبا لهب الذي لم يعتق من عذاب النار كما ادعى !!!
إليك ما وجدته من رد على ذلك :
هذا الحديث لا يصـــــــــح الإستــــدلال به لأمور:
أولاً: أنه مرسل، قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في"فتح الباري"(49/9): (إن الخبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به…الخ).
وبهذا نعلم انه لا يجوز الاستدلال بهذا الخبر لأنه مرسل، والمرسل من قسم الضعيف لأننا لا نعلم صدق من أخبر عروة بذلك الخبر؛ والبخاري رحمه الله لم يشترط الصحة في كتابه إلا على الأحاديث المتصلة السند.
ثانياً: أن الخبر على تقدير إتصاله فلا حجة فيه أيضاً، لأنه رؤيا منام ورؤيا المنام لا يثبت بها حكم شرعي ذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر.
ثالثاً: أن ما في مرسل عروة هذا من أن إعتاق أبي لهب ثويبة كان قبل إرضاعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخالف ما عند أهل السير من أن إعتاق أبى لهب إياها كان بعد ذلك الإرضاع بدهر طويل كما ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (9/48) وأوضحه في "الإصابة في تمييز الصحابة" (4/250) والحافظ ابن عبدالبر في "الاستيعاب في أسماء الأصحاب" (1/12) والحافظ ابن الجوزي في "الوفا بأحوال المصطفى" (106/1).
رابعاً: أن هذا الخبر مخالف لظاهر القرآن كما أوضحه الحافظ ابن حجر في "الفتح" حيث قال في كلامه عليه (9/49): (وفي الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة؛ لكنه مخالف لظاهر القرآن، قال الله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) [الفرقان:32].
خامساً: أن الفرح الذي فرحه أبو لهب بمولودٍ لأخيه فرح طبيعي لا تعبدي، إذ كل إنسان يفرح بالمولود يولد له، أو لأحد إخوانه أو أقاربه، والفرح إن لم يكن لله لا يثاب عليه فاعله، وهذا يضعف هذه الرواية و يبطلها.
سادساً: لم يجيء في هذه الرواية مع ضعفها أنه يخفف عن أبي لهب العذاب كل إثنين ولا أن أبا لهب أعتق ثويبة من أجل بشارتها إياه بولادة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فكل هذا من التقّول على البخاري.
سابعاً: لم يثبت من طريق صحيح أن أبا لهب فرح بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أن ثويبة بشرته بولادته، فكل هذا لم يثبت، ومن ادعى ثبوت شيء من ذلك فعليه إقامة الدليل على ما ادعاه.ولن يجد إلى الدليل الصحيح سبيلاً.
يقال : قال ابن الجزري: «رُئِيَ أبو لهب في المنام فقيل له: كيف حالُك؟ قال في النار، ولكنه يُخفف عنه كل ليلة اثنين؛ لأنه فَرِح بِمَولِدِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعتقَ جاريتَهُ ثُوَيْبَة», فيقولون: مادام هذا حال الكافر استفاد بسبب فَرَحِهِ برسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فكيف حالُ من يفرح ويحتفلُ بعيدِ ميلادِهِ كلَّ عام وهو مسلمٌ يعبدُ اللهَ تبارك وتعالى؟
الجواب: هذا الدليلُ أوهنُ من بيت العنكبوت، بل هو هباء، الرائي الذي حَكَى عنه ابنُ الجزري مجهول! والمرويُّ عنه كافر! فأيُّ إسناد هذا؟!
ومتى كانت الأحلامُ دليلًا على إثباتِ حكمٍ شرعي؟!
وأيضًا: هذا الفرح الذي أتى من أبي لهب فَرَحٌ جِبِلِّي؛ لأنه فَرِحَ بأن رُزِقَ أخوه – الذي مات وترك امرأته حاملًا أنْ ر×× – بمولودٍ ذَكَر، فهذا فَرَحٌ جِبِلِّي، ولذلك لم يَفرح بِبَعْثَةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل حاربَهُ أشدَّ المحاربة, وعانده أشدَّ المعاندة -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَسَلَّمَ-.
أمَّا من رأى أبا لهب بعد موته في النوم أنه خُفِّف عنه بعض العذاب كلَّ ليلة الاثنين(- «المواهب اللدنية» للقسطلاني: (1/260))، فجوابه من عِدَّة وجوه:
الأول: إنَّه ليس في حديث البخاري أنَّه يخفَّف عنه كلّ اثنين، ولا أنه أعتق ثويبة من أجل بشارتها إيَّاه بولادته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذكر ابنُ حجر أنَّه أعتقها أبو لهب بعد هجرة رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم(- «الإصابة» لابن حجر: (4/258))، وروي أنَّه أعتقها قبل ولادته بزمن طويل(- «شرح الزرقاني» على «المواهب اللدنية»: (1/259)).
الثاني: إنَّه خبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدَّثه به.
الثالث: وعلى تقدير أنَّه موصول فالذي في الخبر رؤيا منام فلَا حُجَّة فيه كما صَرَّح الحافظ ابنُ حَجَر(- «فتح الباري» لابن حجر: (9/145))، قال المعلمي -رحمه الله-: «اتفق أهلُ العلم على أَنَّ الرُّؤْيَا لا تصلح للحُجَّة، وهي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجَّة شرعية صحيحة»(- «التنكيل» للمعلمي: (2/242)).
الرابع: إنَّ الرائي في المنام: له أَخُوهُ العباس رضي الله عنه وذلك بعد سَنَةٍ من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر ذكره السُّهيلي(- «البداية والنهاية» لابن كثير: (2/273))، ولعلَّ الرَّائي لم يكن إذ ذاك قد أسلم(- «الإصابة» لابن حجر: (2/271)).
الخامس: إنَّ الخبر مخالِفٌ لظاهر القرآن والإجماع، قال تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا [الفرقان: 23]، ولقوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا [النور: 39]، وقوله تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ [إبراهيم: 18]، ولقد كان أبو لهب من أشدِّ الناس عداوةً للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ومُبالغةً في إيذائه، الأمر الذي يهدم ما سلف من الفرح به لو صحَّ ذلك، وقد ذكر القاضي عياض انعقاد الإجماع على أنَّ الكُفَّار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذابٍ وإن كان بعضهم أشدَّ عذابًا من بعض(- «فتح الباري» لابن حجر: (9/145)).
السادس: وعلى فرض التسليم والقَبول جَدَلاً بأن خفِّف عنه لإعتاقه ثويبة بسبب ولادته وإرضاعه؛ فإنَّ هذا الأمر لا يخفى عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، كما لم يَخْفَ عنه تخفيف العذاب عن أبي طالب لأجل حمايته ونصرته، ومع هذا العلم لم ينقل عنه اتخاذ يوم مولده عيدًا، ولا أصحاب القرون المفضّلة بعده.
وأمَّا التوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البِرِّ والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاَّ بنصٍّ شرعيٍّ، إذا انتفى تنتفي المشروعية، عملاً بقاعدة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ سَقَطَ الفَرْعُ»(- وهذه القاعدة مطردة في المحسوسات والمعقولات؛ لأنّ الأساس إذا انهدم انهدم معه ما بُني عليه. [انظر: «الأشباه والنظائر» للسيوطي: (119)، و«الأشباه والنظائر» لابن نجيم: (134)]).
فما لك أخيتي تغيرن رأيك من فور سماعك لكلام لا حجة به أبداً !!!
آعتذر على الإطالة … وأرجو بأنك عدت إلى رشدك زعملت يقوله صلى الله عليه وسلم
" وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار "
رواه مسلم
وكما قال الشاعر :
تعصي النبي وأن تزعم حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
نسأل الله أن يمعنا وإياكم في دار مقره ورحمته مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً
تقبلي مروري أختي الكريمة
أم مريم