فضل الشـــــكر ..!
لقد أثنى الله على أوَّل رسولٍ بعثه إلى أهل الأرض بالشكر فقال: ذُرّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا [الإسراء:2].
وأمر عبدَه موسى أن يتلقَّى ما آتاه من النبوة والرسالة والتكليم بالشكر فقال عز وجل: يٰمُوسَىٰ إِنْى ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَـٰلَـٰتِي وَبِكَلَـٰمِي فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ وَكُنْ مّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ [الأعراف:144] .
وأثنى على خليله إبراهيم بشكر نعمه: إِنَّ إِبْرٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَـٰنِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لأنْعُمِهِ [النحل:120، 121].
وأمر الله به داود فقال: ٱعْمَلُواْ ءالَ دَاوُودَ شُكْراً [سبأ:12]، ودعا سليمان عليه السلام ربَّه أن يكون من الشاكرين: رَبّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَىٰ وٰلِدَىَّ [الأحقاف:15].
وأمر الله رسوله محمداً بالشكر فقال: بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ وَكُن مّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ [الزمر:66].
وأمر الله لقمانَ بالشكر فقال: وَلَقَدْ ءاتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ [لقمان:12].
وأوَّلُ وصية وصَّى بها ربُّنا الإنسانَ [هي الوصية] بالشكر له وللوالدين فقال: أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ [لقمان:14].
وبالشكر أمر الأنبياءُ أقوامَهم، فقال إبراهيم عليه السلام لقومه: فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ وَٱشْكُرُواْ لَهُ [العنكبوت:17]، والآيات والعبر والعظات لا يتَّعظ بها إلا الشاكر، قال سبحانه: كَذٰلِكَ نُصَرّفُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ [الأعراف:58]. وأغدق علينا النعمَ لنثني عليه بها، قال جل وعلا: وَرَزَقَكُم مّنَ ٱلطَّيّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الأنفال:26]، وهو وصية النبي لأصحابه، فقد قال: يا معاذ، أني أحبُّك، فلا تدعنّ أن تقول دبرَ كلّ صلاة :
(( اللهم أعنِّي على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك)).
ودعاء البعد ربَّه أن يوافيَ نعمَ الله بالشكر من أفضل الأدعية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: تأمّلتُ أفضلَ الدعاء، فإذا هو :
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
ونبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، أشكرُ الخلق لربّه، خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، وربط على بطنه الحجرَ من الجوع، وغُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، ويقوم من الليل حتى تتفطَّر قدماه، ويقول: ((أفلا أكون عبداً شكورا؟!)) .
وكلُّ نعمة لا تقرِّب من الله فهي نقمة، والشكر هو الحافظ للنعم الموجودة، والجالبُ للنعم المفقودة، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (النعمة موصولةٌ بالشكر، والشكر يتعلّق بالمزيد، ولا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر). والعبد إذا كانت له عند الله منزلة فحفظها وبقي عليها ثم شكر الله على ما أعطاه آتاه الله أشرفَ منها، وإذا ضيَّع الشكرَ استدرجه الله، يقول الحسن رحمه الله: "إن الله يمتِّع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذاباً". وإذا رأيت ربَّك يوالي عليك نعمَه وأنتَ تعصيه فاحذره، قال سبحانه: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ [القلم:44]، قال سفيان رحمه الله: "يُسبغ عليهم النعم ويمنعهم الشكر".
ومن رُزق الشكرَ رُزق الزيادة، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]، يقول أبو قلابة: "لا تضرّكم دنيًا شكرتموها". وقد ذمَّ سبحانه الكنودَ من عباده وهو الذي لا يشكر نعمه فقال سبحانه: إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ [العاديات:6].
أيها الأحبة في الله .. بشكر الله وطاعته تتفتَّح للعبد أبوابُ الدنيا والآخرة، قال عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ [الأعراف:96]
وشُكر الله يكون بالقلب واللسان والجوارح.
فيكون بالقلب بنسبة النعم إلى بارئها، قال جل وعلا: وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ [النحل:53].
ويكون باللسان بالإكثار من الحمد لمُسديها، يقول عليه الصلاة والسلام: ((الحمد لله تملأ الميزان)) رواه مسلم ، فالحمد رأسُ الشكر وأوَّله ، وهو أول آية في كتاب الله المجيد: ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ، وقد أمر الله نبيَّه محمداً أن يحدِّث بنعم الله فقال سبحانه: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ [الضحى:11].
والشكرُ بالجوارح يكون بالاستعانة بها على مرضاة الله، ومنع استخدامها في مساخطه وعصيانه، ولذا فشكرُ العين أن لا يبصرَ بها ما حرّم الله، ولا يطلق بصرَه على حرمات الله، وشكرُ اللسان أن لا يتحدَّث به إلا حقاً، ولا ينطقَ به إلا صدقاً، وشكرُ الأذنين أن لا يستمع بهما إلى غيبة وبهتان ومحرَّم.
وقد أمر الله بشكر الوالدين بقوله: أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوٰلِدَيْكَ [لقمان:14]، ومن شكرهما برّهُما والإحسان إليهما والدعاءُ لهما، والتودّد والتلطف لرضاهما، وخفضُ جناح الذلّ لهما، ومن العصيان عقوقهما والتأفّفُ والتنكّر لأوامرهما، والتثاقل عن طاعتهما. وأسعدُ الناس من جعل النعمَ وسائلَ إلى الله والدار الآخرة، وأشقاهم من توّصل بنعمه إلى هواه ونيل ملذاته.
=====================================
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
اللهم لك الحمد والشكر على ما أنعمت على به
موضوع رائع وتذكرة نحن في غفلة عنها
جزاك الله الجنة
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك وتواجدك ..
جزاك الله خيراً .
حفظك الرحمن ووفقك .
السلام عليكم ورحمة الله
تشرفت بك في صفحتي .. شكراً لك .
وجزاك الله خيراً على دعوتك الطيب ، لك بالمثل وأكثر .
أسعدك الخالق ووفقك .
السلام عليكم ورحمة الله
وبدورى أشكرك على مرورك وتواجدك .
جزالك الله خيراً .
أسعدك الرحمن .
وجعلها الله فى ميزان حسناتك
اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
امين
السلام عليكم ورحمة الله
شاكر لك مرورك وتواجدك .. تشرفت بك .
تقبل الله منك الدعاء الطيب ..
جزاك الله خيراً .
أسعدك الرحمن ووفقك .