بسم الله الرحمن الرحيم
أخلاق المسلم – حفظ اللسان
*كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- تجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت عليهما أم المؤمنين السيدة صفية بنت حُيَي -رضي الله عنها-، فقالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا -تعني أنها قصيرة-، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَتْ بماء البحر لمـَزَجَتْهُ (عكَّرته). أبو داود والترمذي، أي أن تلك الكلمة قبيحة لدرجة أنها تُنْتِنُ ماء البحر لِقُبْحِها وسوئها.
من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية::
أن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال.
ومن تحدث حيث لا يحسن الكلام كان عرضة للخطأ والزلل،
أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف،
، ومن لم يترتب على كلامه جلب نفع أو دفع ضر فلا خير في كلامه،
ومن لم يقتصر من الكلام على قدر الحاجة، كان تطويله مملا،
ولابد للإنسان من تَخَيرِ كلامه وألفاظه، فكلامه عنوان على عقله وأدبه، وكما قيل:
يستدل على عقل الرجل بكلامه، وعلى أصله بفعله
عدم المغالاة في المدح، وعدم الإسراف في الذم؛ لأن المغالاة في المدح نوع من التملق والرياء،
والإسراف في الذم
نوع من التَّشَفِّي والانتقام.
والمؤمن أكرم على الله وعلى نفسه من أن يوصف بشيء من هذا؛
لأن التمادي في المدح يؤدي بالمرء إلى الافتراء والكذب.
أن لا يرضي الناس بما يجلب عليه سخط الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أرضى الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس) الترمذي.
ألا يتمادى في إطلاق وعود لا يقدر على الوفاء بها، أو وعيد يعجز عن تنفيذه يقول تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} الصف: 2-3
أن يستعمل الألفاظ السهلة التي تؤدي المعنى بوضوح،
قال الله صلى الله عليه وسلم:
(إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إلي وأبعدَكم مني يوم القيامة الثرثارون (كثيرو الكلام)، والمتشَدِّقُون (الذين يتطاولون على الناس في الكلام) والمتفيهقون)،
قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) الترمذي.
ألا يتكلم بفحش أو بَذَاءةٍ أو قُبح، ولا ينطق إلا بخير، ولا يستمع إلى بذيء، ولا يصغي إلى متفحِّش.
وقيل: اخزن لسانك إلا عن حق تنصره، أو باطل تَدْحره، أو خير تنشره، أو نعمة تذكرها.
أن يشغل الإنسان لسانه دائمًا بذكر الله ولا يخْرِجُ منه إلا الكلام الطيب.
رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كَثْرَة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعدَ الناس عن الله القلبُ القاسي) الترمذي
الله يحفظ السنتنا من قول السوء
عسى ربي يهدينا ويصلحنا