ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال كنا في مجلس وصاحب الدار يرحب بضيوفه
بالعبارة التـاليـــة ( الله والنبي محييكم ، الله والنبي
يحييكم ) ويكرر هذه العبارة مرات عديدة ، اعترض
عـليـــه أحد الحضور وقال : هذه العبارة لا تنبغي ،
وهــي مــن تحيات بعــض الفرق الضالة . آمل مـن
فضيلتكم التكرم بتوضيح الحكم في قول هذه العبارة
بالتفصيل وبالأدلة الشرعية ، ليستفيد الجميع .؟
الجــواب : ترحيب الإنسان بضيوفه ودعــائـه لهـــم
بالعبارة المذكورة في السؤال هي مما تعودها بعض
الناس ، والمحذور فيهــا إتيانه بالنبي في دعائه أن
يحييه ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – بــعد موته
لا يملك ذلك ، والوارد في حقه صلى الله عليه وسلم
أن الله يرد له روحه عندما يصلى ويسلم عليه فيرد
عــلــى ذلك ، فالتحية لا تكــون إلا مـــن قبــل الحي
لا الميت ، ولـو اقتصر على قوله ( الله يحييكم ) أو
نحو ذلك مما لا محذور فيه لكان أولى وأسلم ، فالله
سبحانه حيا النبي صـــلى الله عليــه وسلـــم وأمته
بالصلاة والسلام عليهم ، قــال تعــالـــى ( هُوَ الَّذِي
يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ ) إلى قــولــه ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ
يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ) الآيـة والصلاة من الله عــلى العبـــد
هـــي : رحمته له وبركته لديه ، وثناؤه على العبد
عند الملائكة . والسلام هو تحية المؤمنين بينهـــم
في الدنيا ، وفي جنته يحيي بعضهم بعضا بالسلام
وقال ابن كثير في تفسيره : الظاهر أن المراد والله
أعلم : تحيتهم أي : مـن الله تعـــالـى ، يوم يلقونه
سلام أي : يوم يسلم عليهم ، كما قال الله عز وجل
( سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ) وقال القرطبي : وقيل:
هــذه التحية مـــن الله تعالى ، والمعنى : فيسلمهم
مــن الآفات ، أو : يبشرهم بالأمن من المخافات .
وعــلى ذلك فإنــه يجـــوز للإنسان أن يقول لأخيه
المـســلـم : الله يحييك ، أو : الله يحييكم . وبالله
التوفيق ، وصلى الله عـــلى نبينا محمــد وآله
وصحبه وسلم .
اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ