هل يمكن الأعتراف بالأديان السماوية المنسوخة , واقرارها في
الوقت الحاضر , مع العلم بأن
( الدين عند الله الأسلام , ومن يبتغي غير الأسلام دينا فلن يقبل
منه وهو في الآخرة من الخاسرين )؟
فأجابه فضيلة الدكتور الشيخ
((سليمان بن صالح الغيث))
الجواب :
أهل الكتاب من اليهود والنصارى لهم أحكام تخصهم في الإسلام
عن بقية المشركين من جواز أكل ذبائحهم والزواج من نسائهم أما
الإقرار بعد بعثة محمد صلى الله عليه بأن من دان بدينهم فهو على
حق وأن أهل الكتاب بعد بعثته ليسوا كفاراً فهذا خلاف ما أفتى به
المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حيث قال :
( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا
نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّار ) . رواه مسلم في صحيحه .
قال الإمام النووي رحمه الله :
" َأَمَّا الْحَدِيثُ فَفِيهِ نَسْخُ الْمِلَلِ كُلِّهَا بِرِسَالَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ) :
أَيْ مِمَّنْ هُوَ مَوْجُودٌ فِي زَمَنِي وَبَعْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَكُلُّهُمْ يَجِبُ
عَلَيْهِ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ . وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيَّ تَنْبِيهًا
عَلَى مَنْ سِوَاهُمَا ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَهُمْ كِتَابٌ ؛ فَإِذَا كَانَ
هَذَا شَأْنَهُمْ مَعَ أَنَّ لَهُمْ كِتَابًا ، فَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَا كِتَابَ لَهُ أَوْلَى . وَاللَّهُ
أَعْلَمُ ." انتهى .
ثم كيف يقر بها مع النصوص الواردة من الكتاب والسنة بكفر أهلها
وغضب الله عليهم وضلالهم
فكل المسلمين يقرأون في صلاتهم ( غير المغضوب عليهم ) وهم
اليهود، وأن ( ولا الضالين ) وهم النصارى ! .
ويقول تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ )
ويقول: ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ
عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ويقول :
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ
ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ
قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ
اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .
هذا مما لا غموض فيه ، والإجماع قائم على كفر اليهود والنصارى
، بل على كفر من شكَّ في كفرهم .
والله أعلم ……..
ربي زدني علما