في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير وكان يحجره من الليل فيصلي فيه فجعل الناس يصلون بصلاته ويبسطه بالنهار فثابوا ذات ليلة فقال: يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دوم عليه وإن قل، قال النووي – رحمه الله -: قوله صلى الله عليه وسلم (عليكم من الأعمال ما تطيقون)
الخبيئة الصالحة منجاة
"أحب الأعمال إلى اللهأدومها وإن قل"
قليل دائم خير من كثير منقطع
,,جملة نسمعها كثيرا . وحكمة مأخوذ ة من هذا الحديث
:قال الرسول -صلى الله عليه وسلم
-:"أحب الأعمال إلى الله: أدومها وإن قل" أخرجه البخاري في صحيحه،(3/31).
إن الكثير منا ليشعر بالتقصير ويؤنبه ضميره دائما لتقصيره في العبادات
والتقرب من الله بالطاعات فتأتيه مشاعر صادقة بعد موجة الندم تلك
فنجده قد التزم بالاعمال الصالحة الكثيرة فهو قد الزم نفسه بالصوم المتواصل
والقيام الدائم والذكر الكثير حتى انه يملاْ ايامه الاولى كلها بتلك الاعمال الصالحة ،،
ولكنه وللاسف ما ان يمضي بعض الوقت الا ونجدهقد خفت همته وبدأ حماسه يقل
,,
وهذه آفة قد تعتري البعض منا ,, فما يأتي فجأة يذهب فجأة
وهنا يقال لا ينبغي
لمن كان يعمل صالحاً أن يتركه؛وليحرص على مداومتة لتلك الأعمال الصالحة ,,لما ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال
:قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
(يا عبدالله.. لا تكن مثل فلانٍ كان يقوم الليل فترك قيام الليل).
أدومه وإن قل
:
إن هذه القاعدة النبوية الذهبية كما جاءت في الحديث الشريف ,
يجب ان تكون لنا نبراسا ومنهجا لحياتنا ,,
ومن الافضل ان يجعل كل منا له برنامجا مناسبا يحاول أن يلتزم به في حياته اليومية
بحيث يحاسب نفسه كلما قصر ويمكن ان يجتهد المرء فيه بحسب استطاعته مثال ذلك:
كم ركعه سأصلى فى اليوم من غير الفريضة…
روت أم حبيبة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم":يقول :
" ما من عبد يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة ،
إلا بنى الله له بيتاً في الجنة " رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"صلى الله عليه وسلم":
(أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل). رواه مسلم.
ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين،
ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) رواه ابو داود.
وكم يوما سوف أصوم فى الإسبوع او في الشهر ؟؟
المواظبة على صيام الاثنين والخميس وثلاثة ايام من كل شهر
والأيام الفاضلة كستة أيام من شوال ويوم عرفة وغيرهما..
الورد اليومى من القرآن الكريم ؟
كان الصحابة رضوان الله عليهم يحزبون القرآن أي يختمونه كل جمعة مرة
يبدأون من عصر الجمعه ويختمون عصر الخميس بمعدل خمسه أجزاء يوميا ,,,
ومن ذلك المحافظةعلى قراءة حزبين في اليوم من القرآن الكريم حتى يختم في نهاية الشهر.
الورد اليومى من التسبيح والاستغفار:
قال سبحانه وتعالى : ـ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) (النصر:3).
ووقال سبحانه :
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً , يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ,
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح:12).
وسئل ابن تيمية رحمه
الله :
أيهما أنفع للعبد الإستغفار أم التسبيح ؟؟؟
فأجاب :
إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع ,
وإذا كان دنساً فالصابون والماء أنفع !!
فالتسبيح بخور الأصفياء والإستغفار صابون العصاة .
وقال رحمه الله عن الإستغفار :
والإستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع ,
فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب في حاله ,,
فعليه بالتوحيد والإستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص 000
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:
(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول:
من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ).
رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.
كم وكيف سأتصدق كل يوم أو أسبوع أو كل شهر وكيف؟؟
الصدقة وخاصة صدقة السر: قال تعالى {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} [البقرة: 271].
فبالإكثار من صدقة السر يُعَود الإنسان نفسه على أعمال السر وتركن إليها نفسه،
وقد ذكر أهل العلم بعضًا من الفضائل في صدقة السر منها:
أن صدقة السر أستر على الآخذ وأبقى لمروءته وصونه عن الخروج عن التعفف00
فلنحاسب أنفسنا دائما ولا نتساهل في ذلك أبدا فقليل دائم خير من كثير منقطع000
الخبيئة
الصالحة..منجاة !!
نصحنا النبي
-صلى الله عليه وسلم- بالخبيئة الصالحة؛ فقال:
"من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل".
ليجعل كل منا له خبيئه من عمل صالح لم يطلع عليه بشر!
والخبيئة من العمل هي أن يجعل المرء بينه وبين الله طاعة لايطلع عليها أحد حتى اهله
الى ان يلاقي ربه ويجدها في صحيفته فيسر بها باذن الله تعالى ،،
وقد حث العلماء والصالحون على عمل الخير في الخفاء،
فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال:
"اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".
والخبيئة من العمل الصالح ,,هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي،
والزبير رضي الله عنه هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه ,,
وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛
فكما ان لكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر،
فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضا لعل الله سبحانه أن يغفر له الآخر,
ومن تلك الاعمال صلاة الليل :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:
(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول:
من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له).
رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.
ـ عن بلال رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":
(عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ,
وقربة إلى الله تعالى , ومنهاة عن الإثم ، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد). أخرجه الترمذي.
يقول أحد السلف رحمه الله عنهم أن الواحد منهم كان يجعل بينه وبين ربه طاعة
لايطلع أحد عليها مهما كلفه من جهد :
· عن محمد بن إسحاق :
كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم ،
فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل.
وعن ابن عائشة قال : سمعت أهل المدينة يقولون :
ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.00!!
قال ابن أبي عون: صام داوود بن أبي هند
أربعين سنة لا يعلم به أهله ،،
كان يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق ,, قال ابن الجوزي :
فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ويظن أهله أنه قد أكل في السوق.00
و كان أحد التابعين رحمه الله يقوم الليل كله فيخفي ذلك،
فإذا كان الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
ان أعمال السرالصالحة لا يثبت عليها إلا الصادقون و لا يستطيعها المنافقون أبدًا،،
وهي أشد أعمال المرء على الشيطان، فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه,,
إنها عبادة في السر وطاعة في الخفاء، حيث لا يعلم بها أحد، غير الله سبحانه،
نسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة وان يتقبلها منا خالصة لوجهه الكريم ,,
وقد كان السلف الصالح يحملون هّم قبول العمل أكثر من العمل نفسه ,
قال عز وجل :
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } المؤمنون 60 .
قال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) :
كونوا لقبول العمل أشد أهتماماً من العمل ,
ألم تسمعوا قول الله عز وجل :
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} . (المائدة:27) َ
وهذه هي صفة من أوصاف المؤمنين أي يعطون العطاء من زكاةٍ وصدقة ,,
ويتقربون بأنواع القربات من أفعال الخير والبر وهم يخافون أن لا تقبل منهم أعمالهم ,
وقد قيل الكثير عن علامات
قبول العمل ومنها:
1)الحسنه بعد الحسنه , وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.
2) انشراح الصدر للعبادة , والفرح بتقديم الخير ,
حيث أن المؤمن هو الذي تسره حسنته وتسوءه سيئته .
3) التوبة من الذنوب الماضية من أعظم العلامات الدالة على رضى الله تعالى .
4) الخوف من عدم قبول الأعمال
إن الله تعالى إذا قبل من المرء الطاعة يسَّر له أخرى وأبعده عن معاصيه،
يقول تعالى جل شأنه في سورة الليل:
(فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7}
وكما أن للطاعة ثمراتها، فإن للمعصية عواقبها،
فمن عصى الله ورسوله فقد معونة الله، وأضله الشيطان عن الطريق القويم نسأل الله العافية 00
قال عز وجل :
(وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10}).
-اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة واجعلها لوجهك خالصة ولا تجعل لاحد فيها شيئا 000
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة:201).
ـ (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8).
ـ (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً
كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة:286).
منقوووووووووووووول