أقسآم اللذآت ثلآثة :
لذة جثمآنية / ولذة خيآلية وهمية . ولذة عقلية روحآنية
فالجثمآنية :
لذة الأكل والشرب والجمآع ؛ وهذه اللذة يشترك فيهآ الإنسآن والحيوآن البهيم ؛
فليس كمآل الإنسآن بهآ ..لأنهآ لو كآنت كمآلآ لكآن أفضل الإنسآن وأشرفهم وأكملهم ..أكثرهم
أكلآ وشربآ وجمآعآ ؛
وأمآ اللذة الوهمية الخيآلية :
فلذة الرئآسة والتعآظم على الخلق والفخر والإستطآلة عليهم ؛
وهذه اللذة إن كآن طلآبهآ أشرف نفوسآ من طلآب اللذة الأولى فإن آلآمهآ ومآ توجبه من
مفآسد ومضآر أعظم من إلتذآذ النفس بهآ ؛
فإن صآحبهآ منتصب معآدي لكل من تعآظم وترأس عليه ؛ فهذه ليست في الحقيقة لذة وإن
فرحت بهآ النفس وسرت بحصولهآ ؛
وأمآ اللذة العقلية الروحآنية :
فهي كلذة المعرفة والعلم والإتصآف بصفآت الكمآل من الكرم والجود والعفة والشجآعة والصبر
وغيرهآ ؛
فإن الإلتذآذ بذلك من أعظم اللذآت ؛ وهو لذة النفس الفآضلة العلوية الشريفة ؛
فإذآ أنضمت اللذة بذلك إلى لذة معرفة الله تعآلى ومحبته وعبآدته وحده لآ شريك له ؛ والرضا
به عوضآ عن كل شيئ ولآ يتعوض بغيره عنه فصآحب هذه اللذة في جنة عآجلة نسبتهآ إلى
لذآت الدنيآ ؛ كنسبة لذة الجنة إلى لذة الدنيآ ؛ فإنه ليس للقلب والروح ألذ ولآ أطيب ولآ أحلى
ولآ أنعم من محبة الله والإقبآل عليه وعبآدته وحده وقرة العين به والأنس بقربه والشوق إلى
لقآئه ورؤيته ؛
وإن مثقآل ذرة من هذه اللذة لآ يعدل بأمثآل الجبآل من لذآت الدنيآ
ولذلك ..كآن مثقآل ذرة من إيمآن بالله ورسوله يخلص من الخلود في دآر الآلآم ؛
فكيف بالإيمآن الذي يمنع دخولهآ ؟
قآل بعض العآرفين …..
من قرت عينه بالله قرت به كل عين ؛ ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيآ حسرآت ؛
وقآل آخر …
مسآكين أهل الدنيآ خرجوا من الدنيآ ولم يذوقوا طيب نعيمهآ ؛ فيقآل له : ومآهو ؟
فيقول : محبة الله والأنس به والشوق إلى لقآئه ومعرفة أسمآئه وصفآته ؛
وقآلت إمرأة من العآبدآت :
لو طآلعت قلوب المؤمنين بفكرهآ مآ ذخر لهآ في حجب الغيوب من خير الآخرة لم يصف لهآ
في الدنيآ عيشٌ ؛ ولم تقر لهآ في الدنيآ عين ؛
وقآل بعض المحبين :
إن حبه عزوجل شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره ؛
فليس لهم في الدنيآ مع حبه عزوجل لذة تدآني محبته ؛
ولآ يُؤملون في الآخرة من كرآمة الثوآب أكبر عندهم من النظر إلى وجهه محبوبهم ؛
وقآل بعض العآرفين :
إن الحديد إذآ لم يستعمل غشيه الصدأ حتى يفسده ؛ كذلك القلب إذآ عطل من محبة الله والشوق إليه وذكره غلبه الجهل حتى يميته ويهلكه .
وقآل رجل للحسن : يآ أبآ سعيد أشكو إليك قسسوة قلبي ؛ قآل : أذبه بالذكر .
وأبعد القلوب من الله القلب القآسي ؛