بعضُ أهل العِلم في وقتِنا قالوا : إنَّ هـذه العبارةَ لا بأسَ بها " توكَّلْتُ على اللهِ ثُمَّ عليك " ، ولا يُنظَرُ فيها إلى أصلِ معناها وما يكونُ مِن التَّوكُّلِ في القلب ، إنَّما يُنظَرُ فيها إلى أنَّ العامَّةَ حين تستعمِلُها ، ما تُريدُ التَّوكُّلَ الذي يعلمُه العُلَماء ، وإنَّما تُريدُ بمِثلِ معنى " اعتمدتُ عليك " ومِثل " وَكَّلْتُكَ " ونحو ذلك ..
فسهَّلوا فيها باعتبارِ ما يجولُ في خاطِرِ العامَّةِ مِن معناها ، وأنَّهم لا يَعنونَ التَّوكُّلَ الذي لا يَصلُحُ إلاَّ لله .
لكنْ الأولَى المنـع ؛ لأنَّ هـذا البابَ ينبغي أنْ يُسَـدَّ ، ولو فُتِحَ بابُ أنَّه يُستَسهَلُ في الألفاظِ لأجلِ مُرادِ العامَّة ، فإنَّه يأتي مَن يقولُ مثلاً ألفاظًا شِركِيَّة ، ويقولُ : أنا لا أقصِدُ بها كذا ؛ مِثل الذين يظهروا ويكثُرُ على لِسانِهم الحَلِفُ بغير الله ؛ بالنبىِّ أو ببعضِ الأولياء ونحو ذلك ، يقولون : لا نقصِدُ حقيقةَ الحَلِف ..
بل ينبغي وَصْـدُ ما يتعلَّقُ بالتوحيدِ وما رُبَّما يكونُ قد يخدِشُهُ أو يُضعِفُهُ ، ينبغي وَصْـدُ البابِ أمامه ، حتى تَخلُصَ القلوبُ والألسِنَةُ للهِ وحدَه لا شريكَ له .
~
للشيخ : صالح آل الشيخ
..
بارك الله فيكِ
ونفع بكِ
تذكير للغافلين عنه
::
نفعني الله وإيَّاكُنَّ بما نقرأ .