ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : إن الكثير مما نشاهد من إخواننا أصبحت الصلة
مقطوعة سواء متنازعين أو متراضين، فهل حكم الساهي
بشغل الدنيا عن الصلة مثل المتعمد في قطيعة الرحم في
الإثم سواء ؟
الجـــواب : قطيعة الرحم حرام ، بل مــــن كبائر الذنوب ،
ويجـــب علـــى المسلم أن يصل رحمه بقدر ما تيسر له ،
ولــو بالزيارة ، مــــع بشاشة الوجه والكلام الطيب ، أو
بالكتابة والمراسلة ، ســــواء كــــان بينهما نزاع أم لا ،
وخيرهما مــن يبدأ بالصلة ، ولا يمنعه منهـــــا نزاع أو
مشاغل الدنيا ، ولكــن ليــس المتعمد للقطيعة كالساهي
عنها بكثرة المشاغل الدنيوية في الإثم . وبالله التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيخ عبدالعزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة: 1 ، الجزء : 25 ، الصفحة : 295 ،
الفتوى : 3631
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : أنا واخوتي نعيش في عزلة فوالدي لا يريد أن
نذهب إلى أخوالي وخالاتي إلا في المناسبات العامة مثــل
الأعياد فقـط وأمـــا أخوال أمي فــلا أعرفهم ولا أعـــرف
البنات ولا الزوجات وهم لا يحضرون إلينــا فهــــل الإثم
يلحقنا أم أن الذنب على والدي سامحه الله وماذا نفعل
من أجل صلة الرحم مأجورين ؟ .
الجواب : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا
محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلــى يــوم
الدين إن الله سبحانه وتعالى أوجب عـلـى العبد أن يصـل
رحمه أي قرابتهم ووعد مـــــن وصل رحمه أن يصله الله
عز وجل فإن الله تبارك وتعالى تكفل بالرحم أن يصل مـن
وصلها ويقطع من قطعها وقد أثنى الله عــز وجــل علـى
الذين يصلون ما أمر الله بــــه أن يوصل أما قطيعة الرحم
فإنها من كبائر الذنوب قال الله تبارك وتعالى(فَهَلْ عَسَيْتُمْ
إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ،
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة قاطع)(1)
يعني قاطع رحم ولا يحل لأحد أن يحول بين الرجل وبيــن
صلة رحمه لأن ذلك من باب محادة الله تعالى ورســولـــه
حيث يمنع صلة من أمر الله بصلتهم وعـلـى الأب أن يتقي
الله عز وجل وأن لا يمنع أحداً من أهله أن يصلوا أرحامهم
وإذا كان يخشى من ضرر وفساد فعليه أن يدرأ هذا الفساد
والضرر بالذهاب معهم إلى أقاربهم ثم يرجع بهم قبـــل أن
يحدث ما يحدث مما يخشاه فمثلاً إذا كـان يخشى إذا ذهبت
ابنته إلى أخوالها أن تشاركهم في الإثم إن كانوا وقعوا في
إثم فليذهب معها بعد المغرب مثلاً أو في الضحى أو في أي
وقت كان ويجلس معهم مــا شـــاء الله أن يجلس ثم يرجع
بابنته أما أن يمنعها من صلتهم فإن ذلك حرام عليـه وفي
هذه الحال لا حرج على البنت أن تصل رحمها ولـــو كــان
أبوها قد منعها لكن اتقاءً للشر والفتنة وتأزم الأمور تصل
الرحم دون أن يشعر بذلك والدها حتى يحصل المقصود
بلا ضرر .
فتاوى نور على الدرب (الشريط342 -الوجه الأول) للشيخ محمد العثيمين
(1) رواه البخاري ومسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســـؤال : يكــثـر فــي بعـــض القرى التقاطع بين الناس
والتخاصم والتهاجر حتـــى بيـن الأقارب فيصل ذلك إلـــى
شهر وشهرين بل إلى سنين ولا حـول ولا قوة إلا بالله ،
فبعض أبناء هؤلاء الناس يريد أن يسلـم علـــى الآخرين
ويأتيهم ويزورهم فيغضب عليه والده أو إخوته ، وربما
يقاطعونه ويهجرونه بسبب أنه: ذهب إلى خصمهم، فهل
يعصيهم ويذهب ويسلم عليهم ؟ أم يطيع والديه ويبقى
مقاطعاً للآخرين طول حياته ؟
الجـواب : هذا السؤال يتضمن توجيهين : التوجيه الأول :
أن نوجه إلـى هؤلاء القوم الذين يغضبون على أولادهم أو
علـى أقاربهم إذا وصلوا أرحامهم، ونقول لهؤلاء الــذيــن
يغضبون من صلة الرحم : إنهم مضادون لله عـز وجــل ،
محادون لــه ، كيف ؟ أليس الله أمر بصلة الرحم وإذا أمر
بهــا فقـــد رضيها ، وهؤلاء لا يرضون بما يرضى الله ،
ولا يأمرون بما أمر الله، بل ينهون عما أمر الله ، فيكـون
فيهم صفة وخصلة من خصال المنافقين، ماذا قال الله في
خصال المنافقين(الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ) التوبة : 67
هؤلاء يأمرون بقطيعة الرحم وينهون عن صلتها ، وهذه
خصلة من خصال المنافقين .
فأوجه كلمتي هــــذه إلــى هـــؤلاء : أن يتوبوا إلى ربهم ،
وألا يخالفوا الله عـز وجل في أمره، وألا يرضوا ما يكرهه
الله ويكرهوا ما رضيه الله ، قبل أن يموتوا وعلــى هــــذه
الحال وقد قال الله تعالى(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا
فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُوْلَئِـكَ الَّــــذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) محمد 22 -23 ، ويدل على
أن الله أعمى أبصار هـؤلاء أنهــــــم لا يرضون ما رضيه
الله ولا يأمرون بمـا أمره الله ، بل يكرهون ما رضيه الله
وينهون عما أمر الله، هذا من عمى الأبصار ، أما اللعنة
فأمرها إلــى الله ، لكــن الله وعدهم ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ
اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) صاروا لا يسمعون
الحق ولا ينظرون إليه .
ثم إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( لا يدخل
الجنة قاطع رحم ) فهل يرضى هؤلاء أن يموتوا على هذه
الحال، ثم لا يدخلون الجنة ؟! هذا التوجيه الأول بالنسبة
لهؤلاء الذين لا يرضون أن يصل الرجل رحمه .
أما بالنسبـــة للآخرين وهـــو التوجيه الثاني : فإني أقول
لهؤلاء الذين يقولون : إن أبانا أو أخانا أو أمنا لا يرضى
أن أصل رحمي، أقـول : صل رحمك وإن رغم أنفه ، لأنك
إذا وصلت رحمك فقـد أطعت ربك وإذا لم تصل رحمك فقد
عصيت ربك، وهـل يعصى الله بطاعة المخلوق أو يعصى
المخلوق بطاعة الله؟ يعصى المخلوق بطاعة الله، فأقول:
صل رحمك وإن لم يرغبوا ، فإن قاطعوك فصلهم ، وكمـا
قال النبي عليه الصلاة والسلام لرجل أخبر " أنــــه يصل
رحمه ويقطعونه ، ويحسن إليهم ويسيئون إليـه ، ويحلم
عليهم ويغضبون عليه ، فقـال : إن كنت كما تقول فكأنما
تسفهم المل " يعنـــــي : كأنك تجعل فــي أفواههم الرماد
الحار . فــأقـــول للأخ : صل الرحم ، سواء غضب أبوك
أم لم يغضب، ثم لا تدخر وسعاً أن تنصح والدك، وتقول:
يا أبتِ هذا حرام عليك ، كيف تأمر بالمنكر وتنهى عــــن
المعروف ، ثم تطلب منه وتنصحه أن يصل الرحم هـو ،
ولو غضب عليك ، إبراهيم مــاذا قــــال لأبيه ؟ ( يَا أَبَتِ
لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً ) إلى
أن قال له أبوه ( أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن
لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً ) مريم : 46 .
لقاء الباب المفتوح ( الشريط 79 – الوجه الأول ) للشيخ محمد العثيمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : إذا طلبت من زوجي أن أذهب إلى أختي أو إلى
خالتي ، يقول لي : ليس لك صلة رحم، هل هذا صحيح،
وهل للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أقاربها ؟
الجـــواب : هـــذا غلط ، صلة الرحم واجبة بالكلام الطيب
وبالنفقة إذا كان القريب فقير وأنت غني تساعده وتحسن
إليه ، هذا واجب ، صلة الرحم واجبة وقطيعتها محرمة ،
ولا يجوز للزوج أن يعين علـى قطيعة الرحم ولا أن يأمر
بقطيعة الرحم بل يجب عليه أن يساعد على الخير، ولكن
لا تخرجي إلا بإذنه ، بالكلام الطيـــب والأسلــوب الحسن
حتى يأذن ، وليس له أن يمنعك من صلة الرحم لا بالمال
ولا بالزيارة ، إلا إذا كـانــــت الزيارة فيها شرط إذا كانت
الرحم فيها خبث من المعاصي له أن يمنعك من زيارتهم،
إذا كـــان عنــدهـم الشــــر والمعاصي ويخشى أن تضرك
الزيارة ، أمـــا إذا كــانـــوا على خير واستقامة فليس له
منعك عـلــى الوجه المعتاد المعروف الذي ما فيه مضرةً
عليــه كأن تزوري أختك أو خالتك أو عمتك أو جدتك أو
ما أشبه ذلك من الأرحام ، أو خالك أو أخاك أو ما أشبه
ذلك لكن علــى الـــوجــه الذي يضر الزوج ، وإذا منعك
فلا تخرجي إلا بإذنه بالأسلوب الحسن والكلام الطيب
ولا تعجلي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســـؤال : هــل منع زوجتي عن زيارة بيت والدها يعتبر
قطعاً لصلة الرحم ؟
الجـواب : منعها لا يجوز ، لا بد من تنظيم زيارة لا تضرك
ولا يحصل بها قطيعة ، فالواجب تمكينها مـــن زيارة أبيها
وإخوتها في صلة الرحم، إلا إذا كانت الزيارة يترتب عليها
فساد ، إذا كـان فـــي بيت أبيها شر أو أبوها ليس بطيب ،
زيارتها تضرها أو يدعوها إلـى منكر فلا بأس أن تمنعها ،
أمـــا إذا كــان أبوها طيبا وسليما ولا يترتب على زيارتها
ما يضرك ولا يضرها فلا تمنعها ؛ لأن منعها مــــن قطيعة
الرحم ومن العقوق ، فلا ينبغي منعها ، والمرأة عليها أن
تصل أرحامها ، وعليك أنـــت أن تمكنها من ذلك فبقاؤها
لديك وخدمتها لك حســــب العرف ، وعرف المسلمين أن
المرأة تزور أباها وتزور أمها تزور أقاربها، فليس لك أن
تمنعها إلا إذا كانت الزيارة فيها شر، تضرها في دينها أو
تضرك فلا بأس أن تمنعها . إذا كان أبوها فاسقاً تضرها
زيارته أو تضرك زيارته أو أخوها أو عمها إذا كان في
الزيارة شر عليك أو شر عليها فلا بأس أن تمنعها .
الســـؤال : شخص لــه أقارب وهو يزورهم صلة للرحم ،
ويوجد في بيوت هؤلاء الأقارب بعض المنكرات المنتشرة
في هذا الزمان وهذه المنكرات لا تغلق بحضوره ولا بعدم
حضوره ، فماذا تنصحونه أن يفعل لكي يبقي على هذه
الصلة – صلة الرحم – ؟
الجواب : لا شك أن صلة الرحم من الفروض العينية، أي:
يجب على كل إنسان أن يصل رحمه؛ لأن قطيعة الرحم من
كبائر الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يدخل
الجنة قاطع ) ولكن إذا كان هذا الرجل له أقارب يمارسون
الأشياء المنكرة بحضوره وغير حضوره فعليه أن يذهـــب
إليهـــم ثـــم ينصـحهـم ويخوفهم بالله ، ويذكرهم أيام الله
ويذكرهم نعم الله ، فإن اهتدوا فهـذا هـــو المطلوب ، وإن
لم يهتدوا فهو معذور بعدم الذهاب إليهم، ويكفي أن يتكلم
معهم بالهاتف أو يراسلهم بالكتابة ، وإنما كان معذوراً ؛
لأنه إذا ذهب إليهم فلا بد أن يجلس معهم على منكر، فإن
من جالس قوماً على منكر وهو قادر على أن يفارقهم كان
عليه من الإثم مثل ما عليهم لقوله تعالى( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ
فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا
فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُــمْ إِذاً
مِّثْلُهُمْ ) النساء140 ، وهو معذور في هذه الحالة، لكنه
يمكنه أن يصلهم بالهاتف أو بالكتابة .
لقاء الباب المفتوح ( الشريط 151 – الوجه الأول ) للشيخ محمد العثيمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : أنا قد حصل بيني وبين أقاربي سوء تفاهم بعد
صداقة قوية ، وهـم بنو عمي وأرحامي في نفس الوقت .
تطورت إلى القطيعة بيننا ، حتـى أبنائي لا يعرفون جدهم
لأمهم وصار النساء عندنا يظنون أن بيننا عداوة بأسباب
هـذه القطيعة ، وأنا أزورهم وهم لا يزوروننا . فهل علي
إثم إذا قطعت صلتهم ؟ رغم أنهم لا يردون الزيارة ، وقد
قطعوا صلتهم بنا رغم القرابة منذ 14 سنة ؟ أفيدونا .
الجواب : صلة الرحم واجبة ، وقطيعتها من كبائر الذنوب
قـــال الله تعــالــى ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْـــرِكُـــواْ بِهِ شَيْئاً
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى ) وقــــال ( وَقَضَــى رَبُّكَ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) إلى أن قـال ( وَآتِ
ذَا الْقُرْبَى حَقَّـهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ،
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَـانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ
كَفُوراً ، وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ
تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً ) الآيات .
وعــن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قــال " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في
أجله فليصل رحمه " رواه البخاري ومسلم . وعن عبدالله
بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال " ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل
الذي إذا قطعت رحمة وصلها " رواه البخاري .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله
عليـه وسلـــم " الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني
وصله الله ومن قطعني قطعه الله " رواه البخاري ومسلم
والآيات والأحاديث فــي الحث علــى صلة الرحم والتحذير
من القطيعة كثيرة . فعليـــك أن تصـــل أقاربك قدر الطاقة
ولو قطعوك ، وأن تحسن إليهم ولو أساءوا إليك . وبالله
التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيـخ عبد الله بن قعود ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ عبدالعزيز بن باز
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة : 1 ، الجزء : 25 ، الصفحة : 347 ،
الفتوى : 8344
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الســؤال : مـا حكــــم الإسلام في رجل قطع صلة رحمه ،
بسبب أن هؤلاء الرحم يقطعون صلتهم بأمه ويستهزءون
بها ، وينهالون عليها بالشتائم ، ويخاصمونها زيادة عن
سنتين ، وهذا الرجل يخاف على شعور أمه لو وصلهم .
فما هو الجواب الشافي ؟
الجواب : ينصح لهم ، فيرشدهم إلى فضيلة صلة الرحم ،
ويحذرهم مضار القطيعة ، ويذكرهم بما ورد في ذلك مـن
الآيات والأحاديث ، عسى أن يتعظوا ويعتبروا ، فإن أبوا
إلا التمادي في قطيعة الرحم وسوء معاملة أقاربهم دفـــع
سيئتهم بالتي هي أحسن ولا يقابل السيئة بالسيئة ،عملا
بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قــال " ليس
الواصل بالمكافئ إنمــا الواصل مــن إذا قطعت رحــمـــه
وصلها " وانصح والدتك بالصبر وتحمل الأذى ، وعــدم
مقابلة السيئة بالسيئة ، رجاء المثوبة من الله . وبـــالله
التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء
الشيـــخ عبد الله بن قعود ،الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبدالعزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي
كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المجموعة: 1 ، الجزء : 25 ، الصفحة : 368 ،
الفتوى : 6708
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السـؤال : لي أختان متزوجتان من ابني عمي وقد حصلت
بيــن أسرتنــــا وأبناء عمي خلافات أوجبت القطيعة بيــن
أخوتي وأهلي وبينهم إلي درجة أن أخـي لا يزور أخواتي
اللاتي تزوجن عندهم ولا في أي مناسبة ولا يعلم عــــــن
أحوالهن شيئاً وكذلك والدتي قاطعت بناتها مجاملة لأخي
حتى لا يغضب منها فهل عليهم في ذلك شيء أم لا ؟
الجـواب : نعم عليهم في ذلك شيء وذلك أن قطيعة الرحم
محرمة وهــي مــــن كبائر الذنوب والمراد بالرحم القرابة
وكلمــا قربت القرابة كانت صلتها أوجب وأوكد ولا يجوز
لأحد أن يقطع رحمه مجاملة لأحد من الناس بل عليـه أن
يصل الرحم وأن يقوم بما أوجب الله عليــه ثــم إن رضي
أحد بذلك فقد رضي بمــا أوجب الله وهــو خيــر لــه وإن
لم يرض فإنه لا عبرة بسخطه والمهــــم إن صلة الرحم
واجبة ولا يجوز أن تترك مراعاة لأحد من الناس أو
محاباة لهم .
فتاوى نور على الدرب (الشريط119 – الوجه الثاني) للشيخ محمد العثيمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال : سمعت أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة، سؤالي :
يوجد لي قرابة ولكن هؤلاء القرابة يسعون لي بالمضرة،
وقد سعوا لي عدة مرات بالأذية ، حتى أنهم عملوا لي
السحر، هل أقاطعهم أم أصلهم ؟
الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة
قاطع رحم) قطيعة الرحم من الكبائر كبائر الذنوب وأسباب
حرمان دخول الجنة ، إلا إذا عفــــا الله عـــن صاحبهـــا ،
فالقطيعة مـــن المنكــــرات والمعاصي الكبيـرة اتــــق الله
ولا تقطعهم واصطلح معهم ، ودعوى أنهم يسحرونك قــد
تكون هذه دعوى باطلة لا أساس لهــا ، وقد تكون أوهاماً
لا دليل عليها ، فاتقِ الله وحاسب نفسك، وإذا تعدوا عليك
فلك أن تسمح ولك أن تخاصمهم وتدعــــي عليهــم عنـــد
المحكمة ، ولا تقطع الرحم بمجرد الهوى أو الوساوس أو
دعاوى لا أساس لها، فاتق الله وصل رحمك إلا إذا قطعوك
وأبوك أن تأتيهم ولم يسمحوا لك فـــأنـــت معذور حينئذ ،
أمـــا مــا دامـوا لم يمنعوك فإنك تصلهم وتحسن إليهـــم
ولو أنهم أساءوا إليك ، يقول النبي صلـى الله عليه وسلم
" ليــس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه
وصلها " وجاءه رجل فقــال يا رسول الله " إن لي قرابة
أصلهم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم
عنهم ويجهلون علي ، فقـــال له صلى الله عليه وسلم :
لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل – المل يعني الرماد
الحامي – ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت
على ذلك " (1)
فالمؤمن يصل أرحامه وإن قطعوه ويحسن إليهــم ويعالج
الأمور إذا كان بينهم شحناء يعالجها بالحكمة أو بتوسيط
الأخيار الطيبين، ولا يستمر على القطيعة، يعالج الأمور،
إذا كــانــوا على بدع ومعاصي ظاهرة ولم يتوبوا فلك أن
تتركهم ، ولك أن تهجرهم ، أمـا مـن أجل الشحناء بينك
وبينهم فعليـــك أن تعالجها بالحكمة والأسلوب الحسن ،
وتوسيط الأخيار حتى تزول الشحناء وحتى تحل محلها
المحبة والصدق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال: إنني متزوجة من رجل يعرف الله ويخشاه ويصل
رحمه، إلا أنه لا يصل عمته وسببه في ذلك هو خوفه من
المشاكل ؛ لأنهـا لا تترك أحداً في حاله ، وتحاول أن تثير
المشاكل بيني وبين أهل زوجي ، وفــي كثير من الأحيان
لا يسلم الناس منهـــا ، فزوجي لا يزورها أبداً خوفاً من
ذلك، وأنا أقول له : بأن عليك أن تزورها ، وأن تصل
رحمك ولو كان في ذلك مشاكل ؟
الجـــواب : الــــزوج ينظر في الأمر إذا كانت عمته تؤذيه
وتؤذي أهله، وإذا زارها حصل عليه ضرر بـذلك فلا حرج
عليه ؛ لأنها هي قاطعة هي المؤذية فلا حرج عليـه ، أما
إن كـان يستطيع صلتها بالمال إن كانت فقيرة أو بالسلام
بالهاتف أو بالمكاتبة أو يزورها بالسلام ولكن لا تأت إلى
بيته، يقول: لا تأتينا لأني أخشى من مجيئك مضرة علينا
أو أنا أصلك بنفسي ، فلا حــــرج عليـــه ، يصلها بنفسه
ويحسن إليها ، وهـذا هو الواجب ، لقول النبي صلى الله
عليه وسلم " لا يدخل الجنة قاطع رحم "، ولقــوله صلى
الله عليه وسلــم " ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل
الذي إذا قطعته رحمُه وصلها" فالواجب عليه أن يصلها
بالمال وبالكلام الطيــــب والزيارة والمكاتبة أو بالهاتف
ويكفي هــــذا ، وإذا منعها من بيته لأنها مفسدة بالكلام
السيئ أو بالسب أو بالغيبة والنميمة هو معذور إذا
منعها من بيته. بارك الله فيكم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجزاك الله خيرا
وتسلم أناملك الرااائعة
جزاك الله خيرا ..
وبارك فيك الرحمن ..
ووفقك لما يحبه ويرضاه ..
تسلم يمناك
على اختيارك الرائع
يعطيك العافية