جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء ، ونشر بدعوته آيات الهداية ،
وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ،
فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم العباد ،
وفتح على أيديهم البلاد ، وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقا لسابق وعده :
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(النور :55)
وجعلوا مظهر شكرهم بذل النفس والنفيس في الدعوة إلى الله تعالى ,وبعد…
لنقتبس منها نورا يضىء لنا الطريق , نتحدث فيها عن طفولة عظماء منذ الصغر
و نلتمس منها العبرة و العظمة التى تزكى نفوس الصغار
خاصة عندما يعلمون انها صدرت من صغار كانوا فى مثل سنهم
فبذلك تكون ادعى للتطبيق و احرى بالعناية من غيره..
وفي الماضي كنا نحترم الصغار لذا صاروا كبار فلنعد هذا الزمن الرائع ونجدده
أيُّ غاية تطلب في حياتك يا بني؟ وأي رجل من عظماء الرجال تحب أن تكون؟
فأجابه: أحب أن أكون مثلك، فقال: ويحك يا بني لقد صغَّرت نفسك،
وسقطت همتك؛ فلتبك على عقلك البواكي،
لقد قدَّرت لنفسي يا بني في مبدأ نشأتي أن أكون كعلي بن أبي طالب؛
فما زلت أجدُّ، وأكدح حتى بلغتُ تلك المنزلة التي تراها،
وبيني وبين علي ما تعلم، من الشأن و البعيد والمدى الشاسع؛
فهل يسرك، وقد طلبت منزلتي أن يكون ما بينك وبيني من المدى مثل ما بيني وبين عليّ؟
لذلك يجيب علينا كمربين أن نربط تصرفات الولد بسيرة العظماء,
فنتدارس طفولة هؤلاء العظماء وتكون قدوه ومصابيح يهتدى بها أولادنا .
باذن الله سأبدا بطفولة اعظم خلق الله
وكما نعلم جميعا ان حياة النبي حافلة بالأحداث العظيمة وسأسلِّط الأضواء على المراحل الأولى من حياة النبي من رضاعته وانتقاله إلى بني سعد، ووفاة أمه، وانتقال كفالته إلى جده ثم إلى عمه، متضمنة لقصته مع الراهب بحيرا، وفوائدها، ومشاركته في حلف الفضول.
قد شاء الله عزَّ وجلَّ أن يولد محمد في رحاب مكة ، ويشعّ في سَمائها المقدس ، ويتعالى صوت التوحيد في الحرم الآمن ، حرم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .
وكان ذلك الحدث العظيم فى عام ( 571 ) للميلاد ، وهو العام الذي يسمى بـ ( عام الفيل ) ،
الذي تعرَّضت فيه مكة لعدوان أبرهة الحبشي ، صاحب جيش الفيل ،
فجعل الله كيدهم في تضليل ,فتعالوا سويا لنعرف قصة هذا العام .
نصب أبرهة نفسه غصبا أميرا على اليمن ، بعد أن عصى أوامر ملكه النجاشي ،
ملك الحبشة الذي كان يدين بالنصرانية .
وأراد أبرهة أن يرضي النجاشي ليصفح عنه زلته ، فبنى كنيسة فائقة الحسن والجمال ،
لم ير مثلها في يومها ، وكتب أبرهة إلى النجاشي يخبره أني بنيت لك كنيسة ،
ولن تهدأ نفسي ، ويستقر حالي ، حتى أصرف أنظار العرب عن الحج إلى البيت العتيق ،
والحج إلى "القليس" الكنيسة التى بناها وأراد أن يصرف أنظار العرب إليها ،
وسميت بذاك الاسم لارتفاعها وعلو بنائها,ولما علم العرب بنوايا أبرهة غضبوا ،
فدفعت الحمية رجلا من كنانة ، فخرج حتى أتى الكنيسة ودخلها ليلاً وقضى حاجته فيها،
ثم أخبر أبرهة بما فعل العربي فغضب غضبا شديدا.
وقال: والله لأسيرن إلى البيت العتيق حتى أهدمه و أمر قواده وجنوده أن يتهيؤوا ،
استعدادا لهدم البيت العتيق ، و حشد لهذا الغرض جيشا كبيرا تتقدمه الفيله الضخمة،
وحاول العرب في صد أبرهة ، ولاكن هذه المحاولات باءت بالفشل ،
إذ انتصر عليهم ، وبات الطريق أمامه مفتوحا إلى مكة المكرمة ،
وما إن وصل إلى مشارفها ، حتى بعث من أتى له بأموال وبعير أهل قريش ،
وكان منها مئتا بعير لعبد المطلب بن هاشم ، جد رسول الله
وكان إذ ذاك سيد قريش وزعيمها وبعث أبرهة رسولا إلى عبد المطلب ،
ليخبره أنه لم يأت لحرب قريش ، إنما جاء لهدم الكعبة فإن أراد عبد المطلب الحرب ،
فالويل له ، وإن لم يرد ذلك فليأت إليه وأعلم عبد المطلب هذا الرسول ،
أن قريشا لا تريد الحرب ، وأنها لا طاقة لها على القتال ، فهذا بيت الله الحرام ،
وبيت خليله إبراهيم ، فللبيت رب يحميه ..
وانطلق عبد المطلب إلى أبرهة حيث استقبله استقبالا حافلا
وأجلسه إلى جانبه ثم سأله أن يطلب ما يشاء .
فقال عبد المطلب حاجتي أيها الملك ، أن ترد علي البعير التي أخذتها.
فقال أبرهة متعجبا: والله إنك قد أعجبتي حين رأيتك ،
فلما كلمتني بشأن البعير ، انتقصت من قدرك ، أتكلمني بمئتي بعير ،
وتترك البيت الذي هو دين آبائك وأجدادك ؟
فقال عبد المطلب: إني أنا رب الإبل ، أما البيت فله رب سيمنعك عنه
ثم عاد عبد المطلب إلى قومه ، وأمرهم بالخروج إلى وديان مكة وجبالها
وفي الصباح توجه أبرهة إلى مكة بجيشه وفيله يريد هدم الكعبة ،
لكن الفيل الذي كان يتقدم الجيش أبى أن يتحرك،
وحاول الأحباش جهدهم مع الفيل المتقدم إلى الأمام ،
وكلما وجهوه نحو الكعبة توقف وبرك ،
وعجز الفيل عن الحركة إلا لوجهة أخرى غير وجهة الكعبة.
وفى هذه اللحظات أرسَلَ الله سبحانه وتعالى الطيرَ الأَبابيل لتدافع عن بيته الكعبة المشرفة؛
وكانت هذه الطيور ، تحمل في أرجلها حجارة صغيرة ،
لا تصيب أحدا منهم إلا هلك فولى الجيش هاربا ،
عندئذ لقي ابرهة وجيشه جزاءه العادل ، فأصيب بالحجارة
وما إن وصل إلى اليمن حتى فارق الحياة ،
وقد ذكر الله عز وجل هذه الحادثة في القرآن الكريم إذ قال
تسامعت العرب أجمعين في كل الجزيرة بل وخارج الجزيرة
بالكارثة العظيمة السماوية التي أصابت أبرهة وجيشه،
فاتجهت أنظار العالم إلى المكان الذي حدثت فيه هذه المعركة وهو مكة ،
وصارت الأضواء متجهة إلى مكة والكعبة وقريش في عام الفيل،
فالله عز وجل جعل أنظار الناس تتجه إلى مكة في هذا العام؛
لأن هناك حدثاً آخر سيتم وهو ولادة النبي .
ويأتى الناس من كل بقاع الأرض لتعظيم الكعبة وتصبح لقريش مكانة؛
لأن من قريش سيبعث النبي الذي سيدعو قريشاً ويدعو العرب في مكة ،
هكذا يسير الله تعالى الأحداث لكي تتركز الأذهان، والأنظار تتجه إلى الأحداث المتعلقة بهذا النبي الكريم ..
ما شاء الله درة
طريقة عرض الموضوع مشوقة وجذابة..
وأبدعتِ في سرد الأحداث،
استمتعت بالقراءة..
بارك الله فيكِ ~
؛
حفظك الرحمن ورعاك
بانتظار البقية
متابعة
سيرة عطرة باسلوب شيق وميسر
جاءت البشائرُ على لسانِ الأنبياءِ وفي الكتبِ السماويةِ المطهَّرةِ ببعثةِ خيرِ الأنبياءِ
وأفضلِ العالمينَ محمدٍ وأحمدٍ والماحي والعاقبِ والحاشِرِ،
لَهُ صلى الله عليه وسلم خمسةُ أسماءٍ: محمدٌ واحمدٌ والماحي أي الذي يمحو اللهُ به الذنوبَ والخطايا
والعاقِبُ أي الذي لا نبيَ بَعدَهُ والحاشِرُ أي الذي يُحشرُ الناسُ عندَ قدمِهِ يومَ القيامةِ.
جزاكِ الله خير الجزاء
ماشاءلله تبارك الله
رائعة يالحبيبة متابعة معاك~
،،،