هي أم عمار بن ياسر رضي الله عنه، كانت سابع سبعة في الإسلام، حيث أسلمت بعد أبي بكر وبلال وخباب وصهيب وزيد وعمار (رضي الله عنهم).
كان زوجها ياسر حليفاً لأبي حذيفة الذي زوجه من مولاته “سميّة” فولدت له عماراً فأعتقه، وكانت كل قبيلة في الجاهلية تعذب كل من أسلم منها لتبعده عن دين محمد رسول الله فتضربه وتحبسه وتمنع عنه الطعام والشراب وتلبسه أدرع الحديد في اليوم الشديد الحرارة، حتى إن الواحد منهم لا يستطيع أن يستوي جالساً، وكان أبو جهل ممن يحرّض على ذلك ويدعمه.
وكان أبو حذيفة يعذب آل ياسر ويسقيهم صنوف العذاب، ومنح سميّة لعّمه أبي جهل كي يرجعها إلى الكفر والشرك بتعذيبها وإذلالها، وهي تتحمل ذلك مرضاة لله وثباتاً على الإسلام، كان رسول الله يمرّ عليهم فيقول لهم:
صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة
وكان أبو جهل يقول لها:
كيف تتركين آلهة آبائك وتتبعين إله محمد؟
فتجيبه سمية:
أتحاجّوني في الله وقد هداني؟
فقال أبو جهل:
أريني إلهك هذا
فقالت له سميّة:
“لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير”
فقال لها أبو جهل:
لقد سحرك محمد واللات
فأجابته سمية:
بل هداني إلى النور
وهنا يثور الطاغية أبو جهل ويضربها برمح فيقتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام. ولما قتِل أبو جهل يوم بدر قال النبي الكريم لعمار بن ياسر:
قتل الله قاتل أمك
رضي الله عنها.