ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوقت إما لك ربح ومغنم، وإلا عليك وزر ومأثم، وإما خسارة
وتفويت للمنافع ، وهذه الثلاثة الأقسام لابد للإنسان من واحد
منـها ، فمن كان وقته في طاعة الله من صلاة وصيام وقراءة
وذكــر وجهاد وحج وعلم وقيام بحق الله أو بحقوق الخلق ،
فهو له مغنم وربح ، وسيحمد غبه بعد حين ، وسيغتبط
بما قدمت يداه .
ولا بـــد لمن كان على هذا الوصف من الراحات ، واستعمال
مــا يعين على العبادة من استعمال الطيبات ، وهذه الوسائل
ينسحـب عليهـــا حــكــم الوقت ، وتكـــون عبادات مع النية
الصالحة ، ومــن كــان وقتــه فــي الشـــر وعمـل المعاصي
والإصرار عـــلى مــا يسخط الله تعــالى مــن جميــع أجناس
المعاصي المتعلقة بحق الله ، أو حق خلقه ، فهــــو يسعــى
إلـــى دار الشقاء ، وعاقبته أوخم العواقب ، وسيجــــد غب
أعماله إذا انقطعت الأسباب ، فـــــإن تمتع في الدنيا قليلاً ،
أعقبه ذلك حزناً طــويلاً ، ومــن كـــان وقتــه فــي الغفلات
والاشتغال بما لا يعين من اللذات والمباحات ، فقــــد خسـر
وقته الذي هو أنفس من كل نفيس، وخسر خسراناً مبيناً ،
وفاتته المتاجر والأرباح ، فسبحـان مــن فاوت بين عباده
هذا التفاوت : { انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً } الإسراء21
كتاب : الفتاوى السعدية ( ص 86 )
للشيخ عبد الرحمن السعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبارك الله فيك