تخطى إلى المحتوى

الحث على المساهمة في عمارة المساجد 2024.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحث على المساهمة في عمارة المساجد بمناسبة عمارة جامع البلد :

الحمـد لله الذي جعل عمارة بيوته من أعظم شواهد الإيمان، وأذن الله

أن ترفع وتعظم تعظيما للرحيم الرحمن . وأخبر صلى الله عليه وسلم

أن من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في منازل الجنان . وأشهــد أن

لا إله إلا الله وحـده لا شريك له الكريم المنان ، وأشهــد أن محمـــدا

عبده ورسوله السابق إلى كل خير ومعروف وبر وإحسان ، اللهــم

صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم

ما دامت الملوان .

أمـا بعد : أيها الناس ، اتقوا الله ، واعلموا أن أفضل الأعمال ما عظم

نفعه وحسن وقعه واستمر ثوابه وتسلسل خيره، وذلك مثل المشاريع

الخيرية والسبل النافعة الدينية، التي من أفضلها وأجلها ثوابا ما عاد

إلـى عمارة المساجد التي أمر الله أن ترفع وتعظم ، ويذكر فيها اسمه

ويتقرب إلى الله فيها وتحترم، وتكفر بعمارتها السيئات وتضاعف به

الحسنات وترفع به الدرجات ، قال تعالى { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ

آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } الآية، وقال صلى الله عليه وسلم «من بنى

مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغــر بنى الله له بيتا في الجنة » (1)

وهــذا المثال مــن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن من ساعد

على عمارة المسجد ولو بشيء قليل بحيث تكون حصته من المسجد

هـــذا المقدار – وهو مفحص القطاة – استحق هـــذا الثواب الجزيل ،

ومــا ذلك علــى فضل الله وكـــرمه بعزيز ولا جليل ، لهـــذا نذكــركم

– رحمكم الله – للمساهمة في بنيان هــذا المسجد الذي هو من أفضل

المشاريع النافعة ، وأجل الأعمال المدخرة الصالحة ، فكـل من يحب

المشاركة فـي الخير فالطريق له مفتوح ، وسواء قل ما بذله أو كثر

فإنـــه مقبول ، وذلك لقصد تعميم النفع في المشاركة في الخيرات ،

وأن لا يحـــرم منـه مـن يقصد الثواب والمبرات ، وأن يكــون هـــذا

العمل مؤسسا مــن مجموع نيات المشاركين فيه وأموالهم ، ومـــن

توجهاتهم إلـى الله بالإخلاص في أعمالهم ، فـإن آثار الأعمال تكون

مباركة مضاعفة بحسب نيات العاملين وإخلاصهم ، فما ظنكم بعمل

يحبه الله، وقد تولد من مجموع نيات صادقة وهمم خالصة وإرادات

وتوجيهات في الخير راغبة ، فلمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك

فليتنافس المتنافسون ، لهـــذه الأسباب فإنا نحثكم على التبرع فــي

عمارته بما سهل وتيسر من النفقات ، ولو بدرهم واحد ولو بأعواد

مـن خشب أو غيرها من الآلات ، ليدوم للمنفق ثوابها ويستمر لــه

أجرها ، ويتسلسل لــه خيرها ونفعها ، فإنـــه مـــادامت آثار النفقة

موجودة فالثواب دائم وما استمرت آثاره فالأجر ثابت قائم ، وكثيـر

من أهل الخير يبحث عن أفضل عمل يبذل فيه نفقة فــي حياته ، أو

وصية يوصي بها بعد مماته، فلا يجد أفضل من هذا العمل الجليل ،

ولا يدرك أكمل مــن هذا الأمر الخالد الجميل ، فإن المنفق فيـه قــد

شارك المصلين في صلاتهم ، والمتعبدين فـي عباداتهم ، فــإن الله

يكتب ما قدمه العباد وباشروه وآثار أعمالهم ، وذلك من تعظيم الله

وتعظيم شعائره الذي هـو غاية المطلوب ،{ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ

فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } ، وإذا مــات العبـــد انقطع عمله إلا مــن

ثلاث: منها الصدقة الجارية التي يدوم الانتفاع بها، ويتم الاغتباط

بثوابها { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً

وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .

كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية (بتصرف)

( ص162 ) للشيخ : عبد الرحمن السعدي

…..

(1) رواه ابن ماجه في سننه (ك المساجد والجماعات ، ب من بنى لله مسجدا ،

ص2521 / ح738 ) من حديث جابر بن عبد الله ، وقال الألباني : صحيح .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.