في حال الشدة ينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام:
– قسم يتضرعون إلى الله ويوحدونه ويمجدونه ويتوبون إليه ويستعيذون به فينجيهم الله ويتوب عليهم.
– وقسم يلجؤون إلى غيره ويستعيذون بغيره فيحق عليهم الغضب.
– وقسم يكون أصل لجوئهم واستعاذتهم بالله، لكن يكون في تلك الاستعاذة من التفريط والتقصير وضعف التوبة
ما يجعلهم متذبذبين بين العافية والبلاء، وبين الطمأنينة والشقاء، وهم على درجات في ذلك.
والمقصود أن إيمانك بأن الله تعالى رب الناس هو إقرار يجب أن تكون له آثاره
وكلما كان العبد أحسن قياماً بما يقتضيه التعبد لله تعالى بهذا كان نصيبه من السعادة بآثاره أعظم.
وكذلك إيمانك بأن الله تعالى هو ملك الناس، وهو الذي بيده النفع والضر، والعطاء والمنع، والإحياء والإماتة،
والبدء والإعادة، وهو الذي يعلي من يشاء ويخفض من يشاء، ويقبض ما يشاء ويبسط ما يشاء،
وهو الذي يملك القلوب ومحبتها وبغضها ، فيحبب من يشاء إلى من يشاء، ويبغّض من يشاء إلى من يشاء،
كما قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم:
{فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)} سورة الأنفال
فمن شهد هذا حقيقة علم أنَّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وأثمر له ذلك حسن التوكل على الله جلّ وعلا.
ولم يستعجل شيئاً قبل أوانه، ولم يطلب فضل الله بمعصية الله، بل يسير بنور من الله على هدى من الله ويصبر على ما ابتلاه به الله،
حتى يفرج الله عنه، لا يتكلّف شيئاً قبل أوانه فيطلبه بمعصية الله،
ولا يفرّط ويهمل ويترك ما أمر الله به من بذل الأسباب المشروعة لجلب النفع ودفع الضر.
فإذا فعل العبد ذلك كان مهتدياً بالله متبعاً لرضوان الله في هذا.
وكذلك إيمان العبد بأن الله تعالى هو إله الناس يثمر له اليقين بأنّ كل ما يُدعى من دونه فهو باطل، وكلّ تعلّق بغيره فهو عناء وشقاء،
وكل ما يطلبه الناس لجلب النفع أو دفع الضر بغير هدى الله فإنما ذلك عليهم وبال وشقاء.
وأنتِ إذا تأمّلت ما تقدّم كله تبيّن لك بيانا جلياً أن أسعد الناس هو من رضي بالله ربَّا ورضي به ملكاً ورضي به إلها.
لأنه يستريح من العناء الكثير والشقاء العظيم الذي وقع فيه من لم يتبع هدى الله في كل ذلك.
– فالذي يتسخط مما ابتلي به لم يرض بالله ربّا.
– والذي يصدّق السحرة والكهنة والجهلة فيما يزعمون من التصرفات ويستعجل دفع البلاء أو جلب النفع بالذهاب إليهم
واللجوء إليهم واتباعهم فيما يأمرون مما يسخط الله لم يرض بالله ملكاً.
وإن من أكثر ما يضر بالناس استعجالهم دفعَ البلاء بالطرق المحرَّمة؛ فإنَّ هذا دليل ضعف الصبر وضعف اليقين
وعاقبة ذلك عليهم سيئة، وقد جرت سنة الله على أن من استعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه،
ولا يمكن أن ينال العبد أمراً يكون خيراً له بمعصية الله.
والعبد إذا ابتلي ببلاء فإن الله تعالى يبيّن له ما يتقي؛
كما قال الله تعالى: {وما كان الله ليضلَّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتقون} سورة التوبة – 115
فإذا اتقى وصبر هُدي إلى ما يسلم به من شر بلائه، وكانت عاقبته حسنة.
وبيان ذلك: أن العبد إذا ابتلي ببلاء فهو إما أن يتبع هدى الله أو يضل عنه؛
والذي لا يتّقي ما بيَّنه الله له وأوجب عليه أن يتقيه؛ متسببٌ على نفسه بالضلال.
– والذي لا يلجأ إلى الله تعالى في السراء والضراء ولا يدعوه ولا يرجوه لم يرض بالله إلها.
وفي الأدب المفرد للبخاري والسنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من لم يسأل الله يغضب عليه)). وفي وراية عند الحاكم: ((من لم يدع الله يغضب عليه)).
تفسير قول الله تعالى:
{من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس}سورة النّاس
التعريف في {الوسواس} للجنس على الراجح من أقوال المفسرين؛ فيشمل كل وسواس.
و{الخناس}: صفة مبالغة من الخنوس، وهو الاختفاء، وهذا يعني أنه كثير الخنوس أو شديد الخنوس،
لأن المبالغة هنا تكون لأحد هذين المعنيين، الكثرة والشدة ، والله تعالى أعلم. وكذلك الوسوسة تتفاوت كثرة وشدة.
ففي وسوسته شر ، وفي خنوسه شر، وفي كثرة وقوع الوسوسة والخنوس وتتابعهما شر عظيم يستوجب الاستعاذة بالله تعالى من شره.
والأمر بالاستعاذة من شره دليل على أن العبد لا يستطيع بنفسه أن يعصم نفسَه من كيد الشيطان ، وكل موسوس خناس.
وإنما يحتاج إلى الاستعاذة بمن يعصمه منه، وهو الله جل وعلا وحده.
وإذا أحسنَ العبدُ الاستعاذةَ بالله تعالى بالقلب والقول والعمل -كما تقدم بيانه- لم يضرَّه كيد الوسواس الخناس.
والوَسْوَسَة قد تكون بصوت بخفيّ، وقد تكون همساً يحسّ المرءُ أثرَهُ ولا يُسمع صوتَه ،
كما في وسوسة النفس ووسوسة الشيطان للإنسان. فهو إلقاء خفي للإنسان.
• ما المراد بالوسواس الخناس؟
في هذه المسألة قولان:
القول الأول: المراد به الشيطان ؛ وهو المشهور عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن البصري، وقال به جمهور المفسرين.
القول الثاني: كل موسوس من شياطين الإنس، وشياطين الجن ووسوسة النفس الأمارة بالسوء.
قال ابن الجوزي في تفسير قول الله تعالى: {من الجنة والناس}: الجِنَّة: الجن.
وفي معنى الآية قولان:
– أحدهما: يوسوس في صدور الناس جِنَّتهم وناسهم، فسمَّى الجنَّ هاهنا ناساً ،
كما سمَّاهم رجالاً في قوله تعالى: {يعوذُون برجال من الجن}،
وسماهم نفراً بقوله تعالى: {استَمَعَ نفر من الجن} هذا قول الفراء .
وعلى هذا القول يكون الوسواس موسوساً للجن، كما يوسوس للإنس.
– والثاني: أن الوسواس: الذي يوسوس في صدور الناس ، هو من الجِنَّة ، وهم من الجن .
والمعنى: من شر الوسواس الذي هو من الجن. ثم عطف قوله تعالى: {والناس} على {الوسواس}، والمعنى: من شر الوسواس ، ومن شر الناس ،
كأنه أمر أن يستعيذ من الجن والإنس ، هذا قول الزجاج)
• ما سبب خنوس الوسواس؟
المشهور من كلام المفسرين أنه إذا ذكر الله خنس .
فيكون لخنوسه سببان:
السبب الأول: ذكر الله عز وجل، وهذا قال به جمهور المفسرين وممن نص على ذلك: ابن عباس ومجاهد والحسن البصري وقتادة.
والسبب الثاني: طاعته والاستجابة إليه، ولذلك يرتاح بعض الناس إلى المعصية.
ويكون هذا في كل شأن من الشؤون ؛ يوسوس الشيطان للعبد ثم يخنس إذا ذكر الله وإذا أطيع.
عُذراً على التأخير
الحمد لله اليوم حظي حلو…….اول من تحضر الدرس
حاقرا بهدوء في انتظار وصول زميلاتي الغاليات
بوركتي يا عالية الهمة ………..درس رائع و مليء بالمعلومات
درس قيم و مفيد جازاك الله عنا كل خير أستاذتنا الغالية
ليس هناك أسئلة اليوم ؟؟
أنا جيت يا أحلى رفيقات
درس مفيد وشرح قيم علوتي
بارك الله بك وشرح صدرك ورضي عنك
بإنتظار التكملة
بارك الله فيكِ أختي علو الهمة
بارك الله فيكِ أختى على الدرس القيم
بارك الله فيك
وجزاك خيرا
رفع الله قدرك
وبارك في جهدك
شؤح ؤاشع ودرس مفيد وغني بمعلوماته ونصائحة
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ما شاء الله تبارك الله
الله الله ع المُنافسات الحبوبات
ربي يرفع قدركم ويوفقكم لما فيه الخير والسّداد
ويفتح عليّ وعليكم فتوح العارفين .. آمين آمين
أحب قربكم رفقتي الطيّبة
: