قال تعالى فى محكم التنزيل :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ,
قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا )
الكهف :2:1
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل في علاه
وصلاة وسلاما على من بلغنا عن الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قال تعالى:
{ ………آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا }
النساء : 11
هذه الآية الكريمة جاءت في سياق آيات الفرائض في صدر سورة النساء والمعنى:
{آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ}
أى: الذين يرثونكم من الآباء والأبناء
{لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًاً}
أي: لا تعلمون أنهم أنفع لكم في الدين والدنيا فمنكم من يظن أن الأب أنفع له فيكون الابن أنفع له
ومنكم من يظن أن الابن أنفع له فيكون الأب أنفع له وأنا العالم بمن هو أنفع لكم وقد دبرت أمركم على ما فيه المصلحة فاتبعوه
ولو ترك الله سبحانه وتعالى الامر فى تقدير الإرث إلى عقولكم واختياركم لحصل من الضرر ما الله به عليم
لنقص العقول وعدم معرفتها بما هو اللائق الأحسن في كل زمان ومكان
لقد كان أهل الجاهلية يقسمون الميراث بموازين غير منضبطة فتارة يراعون حاجة الأبوين
وتارة حاجة الأبناء وتارة يتوسطون فجاء الشرع المطهر ليلغي تلك الاجتهادات فتولى المولى عز وجل قسمة المواريث بنفسه
{ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا }
وهذه فرائض يجب تنفيذها وعدم الافتراء عليها بتحريف أو تقصير لأن الله سبحانه عليما حكيماً
ليزداد يقين المؤمن أن هذه القسمة صادرة عن علم تام وحكمة بالغة لا يمكن أن يلحقها نقص أو جور
و بتنطبيق هذه الإشراقة على واقعنا المعاصر
نجد بعض المسلمين يقع أخطاء عند توريع الأرث بما يخالف شرع الله وفرائضه من ذلك مثلا :
ـ أن بعض الآباء قد تكون ذريته بنات فقط فيضيق لذلك صدره ويغتم لهذا الابتلاء من وجهة نظره
و هذه الاشراقة تريح قلبه باليقين والرضا وكم من بنت كانت أنفع لوالديها من عدد من الأبناء؟
وكلنا نعرف أن الابناء من الرجال عادة ما يكونون مشغولون بالسعى وراء الرزق داخل البلاد وخارجها وكثيرا منهم لا يجد وقتا لرعاية ابويه فى الكبر
حينما تكون الصحة فى ضعف والاحتياج للعون اكبر وهنا نجد الابنة التى عادة ما تكون أكثر
حنواً ورعاية لوالديها أو أحدهما عند الكبر وتتحمل اعباء بيتها ورعاية ابويها فى نفس الوقت وتبذل فى سبيل ذلك الجهد الكبير
وصدق الله العظيم حين نبهنا الا نميز بين الصبيان والبنات فى الميراث لاننا لا نعرف من سيكون منهم اقرب وانفع:
هذا في الدنيا أما في الآخرة فالأمر أعظم والموقف أدل وأجل
قال ابن عباس رضى الله عنهما :
أطوعكم لله من الآباء والأبناء أرفعكم درجة يوم القيامة والله تعالى يُشَفع المؤمنين بعضهم في بعض
فإن كان الوالد أرفع درجة في الجنة رفع إليه ولده، وإن كان الولد أرفع درجة رفع إليه والده لتقر بذلك أعينهم.
ومن المؤسف أن نسمع ونقرأ عن أناسٍ رزقوا عدداً من البنات يتذمرون بل قد يهددون زوجاتهم إن هُن ولدن لهم إناثاً
وكأن الأمر بأيديهن وهذا من الجهل والعياذ بالله أن نكون من الجاهلين إذ كيف يلام إنسان على أمر لا طاقة له به؟
ويا ليت من يقعون في هذا الأسلوب يتأملون في أمور منها:
هذه الآية القرآنية الكريمة:
{آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا }
و يتأملون أيضاً قوله تعالى:
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ *
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}
الشورى:49 – 50
قال ابن القيم معلقاً على هذه الآية :
"وكفى بالعبد تعرضاً لمقته ـ أن يتسخط ما وهبه"
ومما يحسن بمن رزق بالبنات أن يتذكر الأحاديث الواردة في فضل من عال البنات ورباهن حتى يبلغن.
ومما يُذكر به المتضجر من الابتلاء بالبنات أن يقال له:
نفرض أنك ضجرت وتذمرت، فهل هذا سينجب لك ذكوراً؟ صحيح أن أغلب الناس جُبِلَ على حب الذكور
لكن المؤمن ينظر إلى هذا الابتلاء بمنظار آخر وهو عبودية الصبر وعبودية الرضا عن الله بل قد ينتقل بعض الموفقين إلى مرتبة الشكر
لعلمه بأن خيرة الله خير من خيرته لنفسه وأن الله قد يكون صرف عنه شراً كثيراً حين حرمه من الذكور
أليس الله تعالى قد سلّط الخضر على ذلك الغلام فقتله ثم علل ذلك بقوله:
الكهف: 80 ،81
أخوتى فى الله
إن الرضا بما كتبه الله لنا هو من أعلى مراتب الايمان
وليس لنا الحق فى الاعتراض و الالتفاف على ما فرض الله علينا
لأن كل شيء يقدره الله لنا خير فلا يجب أن نقنت مما فرضه الله علينا
ولا نميز أحدا من الاباء أو الابناء على بعض
فنحن لا ندرون أي الأولاد أو الوالدين أنفع لنا وأقرب لذلك قال تعالى :
" فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا "
فرضها الله الذي قد أحاط بكل شيء علما وأحكم ما شرعه وقدر ما قدره على أحسن تقدير
لا تستطيع العقول أن تقترح مثل أحكامه الصالحة الموافقة لكل زمان ومكان وحال
عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:
" فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر"
اخيرا
طوبى لمن سلم أمره مبداه ومنتهاه لمولاه ليرى نتاج سعيه وثمار زرعه لا يدري أيه أقرب له نفعا فى الدنيا والآخرة
تمت الإستعانة ببعض المواقع الإسلامية مع الاختصار و التنسيق
متجدد تابعونى
ما شاء الله تبارك الرحمن
يا لجمال هذه الحروف المؤثرة
أثرت في .. ()
جزاكِ الله خير
جعلنا الله وإياك من الصابرات المُحتسبات
بارك الله في وقتك و عمرك حبيبتي
جميل طرحك للموضوع و ترتيبه
ملاحظه
ارسلتي لي رابط الاشراقه الرابعه باسم الخامسه
[/QUOTE]