قال تعالى فى محكم التنزيل :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ,
قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا )
الكهف :2:1
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل في علاه
وصلاة وسلاما على من بلغنا عن الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الاشراقة السابعة
قال تعالى:
{قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ}
المائدة: 100
هذه اللمحة الكريمة يحتاجها الإنسان في مقام التمييز بين الأقوال والأفعال والسلوكيات والمقالات
والخبيث:
هو ما يكره بسبب رداءته وخساسته سواء كان شيئاً محسوساً أو شيئاً معنوياً
فالخبيث إذاً يتناول:
كل قول باطلٍ ورديء في الاعتقاد والكذب في المقال والقبيح من الافعال
فكل خبيث لا يحبه الله ولا يرضاه بل مآله إلى جهنم
كما قال سبحانه :
{وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ}
الأنفال: 37
الطيب:
الطيب عكس الخبيث
فالطيب يشمل كل ما هو طيب ومباح من الأقوال والأفعال والمعتقدات و كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه
من الواجبات والمستحبات والمباحات
فلا يستوي الإيمان والكفر ولا الطاعة والمعصية ولا أهل الجنة وأهل النار
ولا الأعمال الخبيثة والأعمال الطيبة ولا المال الحرام بالمال الحلال
وهذه الاية الكريمة
{قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ}
ليس مجرد الإخبار بأن الخبيث لا يستوي هو والطيب فذلك أمر معروف
بل الغرض هو الحث والترغيب في تتبع كل طيب من القول والعمل والاعتقاد والمكسب
والتنفير من كل خبيث من القول والعمل والاعتقاد والمكسب
ولما كان في بعض النفوس ميل إلى بعض الأقوال أو الأفعال أو المكاسب الخبيثة
ولما كان كثيرٌ من الناس يؤثر العاجل على الآجل والفاني على الباقي، جاء التحذير
من الخبيث بأسلوب عجيب يقطع الطريق على من قد يحتج بكثرة من يتناول هذا الخبيث
فقد قال تعالى :
وذلك أن في بعض الخبائث شيءٌ من اللذة الحسية أو المعنوية
كالحصول على مالٍ كثير لكن من طريق حرام
أو الوصول إلى اللذة الجسدية عن طريق الزنا أو الخمر أو غيرهما من الملذات المحرمة
فهذه المحرمات قد تغري الإنسان وتعجبه، إلا أنه مع كثرة مقداره ولذاذة متناوله وقرب وجدانه
سبب للحرمان من السعادات الباقية الأبدية التي إليها الإشارة بقوله تعالى:
{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ}
الكهف :46
وإذا كان الأمر كذلك فالخبيث ولو أعجبك كثرته لا يمكن أن يكون مساوياً للطيب الذي هو فى
معرفة الله ومحبته وطاعته فتلك هي والله الحياة الطيبة التي وعد بها من استقام على أمره
بأن يطيب عيشه في الدنيا والبرزخ والآخرة قال تعالى:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
النحل : 97
إن هؤلاء الذين طابت أقوالهم وأفعالهم وحياتهم فطاب مماتهم ورجوعهم إلى الله كما قال تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِين}
النحل: 32
إن المتأمل للقرآن الكريم يجد عجباً فى عظمة هذه الآية الكريمة
وما دلت عليه من كثرة التأكيد على :
– ضرورة العناية بالمكاسب الطيبة ولم يستثن الله أحداً من عباده المؤمنين في الحث على هذا الأمر
بالإضافة إلى العمومات الآمرة بطيب المكسب
لقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين}
البقرة: 168
ـ العناية عند اخراج الصدقات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ طيبٌ لا يقبلُ إلا طيبًا)
الراوي : أبو هريرة – المحدث : ابن القيسرانى – المصدر : ذخيرة الحفاظ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
ـ العناية عند اطعام اهلك من مكسبك فإن كان مكسبك حرام أهلكت نفسك واهلك
أن هذه المكاسب مما تنبت عليها الأجساد كما قال رسول الله :
( كلُّ جَسَدٍ نبتَ مِنْ سُحْتٍ فالنارُ أولَى بِهِ)
الراوي : أبو بكر الصديق و جابر بن عبدالله – المحدث : الالبانى – المصدر : صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث : صحيح
أخوتى فى الله
نسأل الله الكريم الحنان المنان أن يرزقنا من الطيبات و يبعد عنا الخبيث
جعلنا الله وإياكم من الذين طابت أقوالهم وأفعالهم فطاب منقلبهم ومآلهم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تمت الإستعانة ببعض المواقع الإسلامية
متجدد تابعونى
رائع جدا
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعلك مباركة موفقة مسددة أينما كنت