الدرس الثالث: آيات القران وسورة
1. تطلق الآية في اللغة بإطلاقات، منها: المعجزة، كما في قوله تعالى: { سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آيةٍ بينة ومن يُبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب} " 211 البقرة"
أي: معجزة واضحة.
ومنها: العلامة، كما في قولة سبحانه:
{وقال لهم نبيهم إن آية ملكه}" 248 البقرة".
أي: علامة ملكة.
ومنها: العبرة والعظة كقولة تعالى:
{ إن في ذلك للآية } " 248 البقرة"
أي: لعبرة وعظة.
ومنها الأمر العجيب كما في قوله تعالى:
{وجعلنا ابن مريم وأمه آية} "50 المؤمنون".
أي أمراً عجيباً.
ومنها البرهان والدليل نحو قوله تعالى:
{ ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم}. "22 الروم"
أي: ومن براهين قدرته خلق السموات والأرض.
2. والمقصود بالآية القرءانية: طائفة من الحروف، أو الكلمات لها مبدأ، ولها نهاية، ومندرجة في سورة من سور القرآن الكريم.
3. ومعرفة أوائل الآيات ونهايتها مرجعة إلى ما حفظه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الشأن في ترتيب هذه الآيات القرآنية في سورها.
فقد انعقد إجماع الأمة على أن ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذي نراه اليوم في المصاحف، كان بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا مجال للرأي و الاجتهاد فيه، بل كان جبريل ينزل بالآيات أو بالآية على الرسول صلى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها ثم يقرؤها صلى الله عليه وسلم على أصحابه ويأمر من كتب عنه من أصحابه بكتابتها في الموضع الذي يُحدده لهم.
4. وعدد آيات القرآن "6220 آية" تقريباً.
5. ومن فوائد معرفة الآيات القرءانية: حسن الوقوف على أوائل الآيات فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع _في كثير من الأحيان_ قراءته آية، آية يقول:
{بسم الله الرحمن الرحيم} "1 الفاتحة"
ثم يقف:
{الحمد لله رب العالمين} "2 الفاتحة"
ثم يقف: وهكذا كانت معظم قراءته للقرآن الكريم.
6. أما السورة القرانية فهي : طائفة مستقلة من آيات القرآن لها مبدأ ولها نهاية وهي مأخوذة من سور المدينة لأنها تحيط بآياتها كما يحيط السور بما في داخله.
وعدد سور القرآن الكريم "114سورة".
7. وهي تنقسم إلى أربعة أقسام:الطوال، والمئين، والمثاني، والمفصل.
أما السور الطوال فهي: سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة.
والسور المئون: هي السورة التي تزيد آياتها على مائة آية كسورة النحل وسورة يوسف.
والسور المثاني: وهي التي تلي المئين في عدد الآيات كسورة الحج وسورة الفرقان.
وأما السورة المفصل: فهي السور التي تمتاز بالقصر كالسور التي في أواخر القرآن الكريم كسورة الجمعة وسورة الحاقة وسورة الضحى.
8. ولتقسيم القرآن إلى سور فوائد:
منها: تيسر حفظه وتشويق القارئين إلى مُدارسته لأنه لو كان سورة واحدة لصعب عليهم أن يحفظوه ولأعياهم فهمه.
ومنها: الدلالة على موضوع الحديث ومحور الكلام فإن لكل سورة موضوعا بارزاً تتحدث عنه بصورة أكثر تفصيلا من غيرها.
ومنها الإشارة إلى أن طول السورة ليس شرطاً في إعجازها بل هي معجزة حتى ولو بلغت الغاية في القصر كسورة الكوثر.
هذا والراجح أن ترتيب سورة القرآن توقيفي أي أنه لم توضع سورة مكانها إلا بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم.
…