وتحت ظلاله أركعْ
ومالي عندَ بابِ اللهِ..
غير مدامعي.. تشفعْ
سأطرُقهُ..
بقلبي.. بالرجَاءِ الحُلوِ..
بالعين التي تدمعُ
ومهما يهمز الشيطانُ في أذني..
فلن أسمعْ
ومهما ينشط الساعونَ
في طلبي.. وقيل ارجعْ..
فلن أرجعْ
ومهما جلَّتِ الدنيا مفاتنهَا
لتُغويني.. فلن أخْدَعْ
أنا ماضٍ إلى ربِّي..
بكل مواجعي أفزعْ
أنا ماض إلى ربِّي..
وفي غفرانه أطمعْ
على كفي أكفاني..
فكيف أُذاُد.. أو أُمنعْ؟!
أنا بالباب يا ربِّي..
دموعٌ ثرةٌ تضرعَّ
أنا بالباب يا ربِّي..
فؤاد والهٌ يخشعْ
أنا الباكي..
على العمر الذي ولى.. ولن يرجعْ!
أنا الباكي..
على النفس التي تشقَى.. بما تجمعْ!
قطفت من الحياة ثمارها المُرة..
ولم أشبعْ
شَرِبْتُ بكأسِهَا المُترَعْ..
سُلافَ الزيفِ والأوِهام والبُهتانْ..
ولم أقنعْ
أتيتُ البحر مخدوعاً..
لأجني لؤلؤاً يلمعْ
فما أحرزتُ غير طحالب أسِنَتْ..
بمُستنقع!
أنا بالباب يا ربِّي..
لجأتُ لحصنك الأمنعْ
وملء حُشَاشتي ندمٌ..
يَدكُّ القلبَ والأضلعْ
إلهى لا تُشِحْ عني..
إلهى لا تُشِحْ عني..
أنا الإنسان.. والنسيانُ.. والجاني
على نفسي بعصياني
أتيتك تائباً.. أخضعْ
إلهى.. رُدَّ عن سمعي..
وعن بصري.. وعن قلبي..
نداء الفتنة المُفْزِعْ
فأنت النور
منك النور والأمل الذي يسطعْ
وأنت اللهُ.. أنت اللهُ..
أنت الفيضُ والمنبعْ
وإني قطرةٌ عادت إلى المنبعْ
فما أبهى.. وما أزهى..
وما أشهى.. وما أروعْ..
نُسَيْمَاتِ الرضا تهفو على صدري..
فتقشعُ من غيوم الحزن ما تقشعْ
وتغسلني بماء النور والغُفرانِ..
كي أجثو.. وكي أركعْ…
د. نصر عبد القادر