رفعت الأم اللقمة إلى فمها فتذكرت ابنها الذي استشهد في ساحات الأبطال المجاهدين فأطرقت …
كيفَ السبيلُ لـعالمِ النِسْـيانِ…**…والهَمُ أورقَ في رياضِ جَنَانِي
وإذا تَرَحَّلَ في السماء نهاركمْ …**…وازوَّرَ في الآفـاقِ دونَ توانِِ
و توشحت آفاقكــمْ جِلبـابها…**…عَذْراءُ تَخْشى نَظْرَةِ الفَتـْيانِ
شَرِق الظلامُ وغَّرَّدَت أجفانـنا…**….دمعٌ يذيــبُ كآبة الأحزانِ
وإذا تعثر بالـــجراح كلامنا…**….دَمْعِي فـصيحٌ فوقَ كلِ بيانِ
يـشتاقُ قَلبي ريـحِهُ ولقائــهُ..**….شوق الغريبِ لرؤيةِ الأوطانِ
قَدْ قُمْتَ تكـتبُ بالدماءِ قـصيدةً..**…..للسائرينَ على مَدى الأزْمانِ
قَدْ قُمْـتَ ترسمُ بالعـزيمةِ لوحةً..**…تُسـْقَى بِقَلْبِكَ يا فَتَى الفِتْيـَانِ
عِفْتَ الترابَ وعِيْشَةَ مـبتورةً…**….واشـتاقَ قَلبُكَ عِيشةَ الرضْوَانِ
فَرَسَمْتَ دَربكَ للخلودِ مـردداَ…**….والكونُ يسمعُ آيةَ الـــقرآنِ
أني اشتريتُ فأيكمْ قَدْ باعـها…**….لنْ يَخْشَ عَبْدِيَ ضَيْعَةَ الخُسْرانِ
قد بعتَ روحكِ للإله رخيـصةً…**…لنـجاةِ يومٍ في ربى الأكفـانِ
كيفَ السبيلُ ولا أفارقُ طَـيفهُ….**…طيفٌ يلازمُ وَمْضـَةَ الأجفانِ
ما زالتُ أسمعُ في الفؤادَ كلامَه…**….طـيرُ يغـرد رائقَ الألحانِ
رَسَمَ الفُؤادُ خَــياله فكــأنه…**…بدرٌ يزينُ هامة َالأكـــوانِ
إني رأيتــه واقـفا ونـدائهُ…**….أمــاهُ جاءك فارسُ الشُجعانِ
وأراه يوما ساجــداً ودعائه…**…..رباهُ إنكَ واسعُ الغـــفرانِ
يبكي ويسألُ ربَهُ مَرضــاتهُ…**…دمعٌ يَســـيلُ لخشيةِ الرَحمنِ
افديهِ دَمعٌ إن تحـدر ريحهُ…**…عبقٌ يضوعُ َكطيِّبِ الريــحانِ
وإذا تحدرَ في الخدودِ حَسِبْتُهُ …**…دُرٌ تَناثرَ في ســـما الإيمان ِ
رباهُ إنكَ سَامعٌ لـــكلامِنا…**…يَدْعوكَ عَبدٌ بالغُ الإذعــــانِ
عَبدٌ تَعَاظَمَ بالفِراق مُـصابُهُ…**…فامنُنْ عَلــــيهِ بِنِعْمَةِ السِلوانِ
رباهُ واجْعَلْ في الجِنانِ مكانهُ…**…واحفظهُ رَبي مِن لَظَى النِيـرانِ
فَسَمِعِتُ صَوتاً في الفضاءِ كأنهُ…**…شهدٌ تلذ بسمعهِ آذانــــي
أماهُ حسبكُ فالدمــوعُ ثمينةٌ…**…فعلامَ دمعكِ دائمُ الجــريانِ
أماهُ إني باسمٌ وردائـــيَ…**…ثوبُ الكرامةِ من لدى الرَحـمنِ
ما مِتُ يوماً فالشهيدُ مكانهُ…**…بينَ القُصـُورِ وخالصُ العِقـيانِ
إنْ سالَ دَمْعِكِ للفِراقِ فَليتهُ…**…فَرَحَاً تَحَدَرَ فالجِنـانُ مَكــاني
شكرا لك.
اختك بدور