أبى الحبيب…
هذه أول رسالة أكتبها إليك..أرجو ألا تغضب منى…لقد تمنيت أن أقول لك كل ما فى نفسى صراحة..ولكن شجاعتى كانت تخذلنى كل مرة…تعرف يا أبى أننى أحبك كثيرا ..واحترمك كثيرا..واعلم انك دائما مشغول بعملك ربما لا تجد لى وقتا كافيا..ولكنى لى عليك حق يا أبى…أسمعك كثيرا تقول لأمى أنك تعمل بكد من أجلنا… ألم تشعر أننا نحتاج إليك أكثر مما نحتاج للمال…أن وجودك معنا يا أبى يشعرنى بالدفء والأمان.أريد أن أكون كأى طفل آخر ينعم بين والديه..يضحك معهما ..يخرج للنزهه معهما…أتتذكر يا أبى متى كانت آخر مرة خرجنا فيها معا؟؟….أنا لا أذكر ..ربما كان ذلك منذ سنوات…..ان أمى تحاول أن تملأ فراغ حياتى…تجلس معى..تتحدث إلى..ولكنى كنت ألاحظ انها أيضا وحيدة مثلى..فأين حقها وحقى عليك يا أبى…أتذكر يوم عيد ميلادى يا أبى… لقد تمنيت أن تأتى وتقبلنى وتضمنى لصدرك..صدقنى يا أبى ان قبلتك أغلى عندى من هديتك التى أرسلتها إلى… بالطبع يا أبى انك توفر لنا كل ما قد يتمناه الإنسان لحياة مرفهة …ولكن يا أبى هذا لا يساوى شيئا بدونك…أتعلم يا أبى أننى أشعر بأنى فقير للغاية…لقد زرت يوما صديقى إسماعيل فى بيته…لقد كان بيتا بسيطا للغاية..ولكنه يمتلىء دفئا وحبا..وتعلو فيه الضحكات وتغمره السعادة…رأيت إسماعيل ينعم بين والديه … لقد شعرت بالغيرة.. وكرهت منزلنا الكبير… تمنيت أن أكون مثله.. أن أعيش فى بيت بسيط يملأه الحب أن أراك كل يوم يا أبى . تذاكر معى دروسى ..نتناول الطعام معا… نلهو سويا… نخرج معا أيام الأجازات……… ياااه يا أبى .. كم افتقدك كم أشتاق إليك…أرجوك يا أبى لا تحرمنى منك ولا تبخل على بحنانك ولا تشعرنى باليتم وأنت فى هذه الحياة…..
أنهى عادل خطابه.. وضعه فى ظرف وأغلقه.. ثم ذهب ليضعه…لا ليس فى صندوق البريد… بل على مكتب أبيه .. فهو يدخل حجرة مكتبه ليلا عندما يعود متأخرا من عمله إلى البيت…
ظل عادل مستيقظا فى فراشه.. يفكر فى رد فعل والده.. هل سيغضب منه؟…. هل سيشعر بتقصيره معه؟….هل؟؟ حتى غلبه النوم……….. فى الصباح أيقظت عادل قبلة حانية على جبينه… فتح عادل عينيه .. وجه والده يبتسم له… لم يصدق عادل عينيه…سأله عادل ..أبى ألم تذهب للعمل اليوم؟؟؟ . . أجابه والده .. اليوم أجازة .. سنذهب للنزهة معا…هتف عادل بلهفة .. حقا .. حقا يا أبى ..أجابه والده مبتسما… نعم يا بنى.. هيا اذهب لتغيير ملابسك…وأخبر أمك لتستعد..هيا..أجابه عادل .. شكرا يا أبى .. شكرا كثيرا… عانق عادل والده .. وجرى وهو لا يصدق نفسه… والسعادة تملأه……..
تابعه والده بعينيه… وفكر فى نفسه…ألهذه الدرجة كنت مقصرا فى حقه؟…..كيف لم أشعر بذلك ؟…. كيف أخذننى العمل من عائلتى إلى هذه الدرجة………كيف؟؟
عاد عادل لوالده مسرعا وأكمل إرتداء ملابسة بسرعة وهو يقول .. هيا يا أبى.. لقد ارتديت ملابسى …سأله والده ..ولكن ..أين أمك؟ أجابه عادل .. ستأتى يا أبى .. ولكنها….. لكنها ماذا؟ سأله الأب…. خفض عادل نظره فى خجل قائلا .. انها تكتب رسالة إليك…… ثم نظر لوالده وانفجرا سويا فى الضحك………………..
ملكة القصص
رائعة كعادتك
في انتظار مزيدك الشيق والمبدع
حفظك الله ورعاك
أحتوت سطورها على أمرين..
أمر إنشغال الأب عن أبنه الذي تمنى أن يحضى بقربه ..
وهذا مانراه في العادة..
الأب في شغل شغيل عن منزله..
همه العمل والعمل كي يوفر المادة..
وتناسى أن ابناءه بحاجة إليهم..لينعموا بعطف وحنان..
والأمر الثاني الطرافه من القصه
مشاركه طيبة..
ننتظر جديدكِ
تحياتى ..
فيتشكل معها كل الإبداع ذو الفكر المتقد الراقي
دام إبداع قلمك…
أشكر لك قطرات الندى التى تنساب من أناملك الرقيقة بتعليقاتك التى تسعدنى دائما .. شكرا لك
غاليتي
اثبتي وجود قلمك في فيضنا..
واصبحت له مكانه خاصة ومتميزة..
لاتحرمينا من هذا الابداع …
الاخت arwy
طرفه ……… واقع ……… رساله
أشكر لكم عذب كلماتكم .. تشكر لكم أفكارى إتساع فيضكم لها ومنحها تصريح مرور خاص لقلوبكم وعقولكم ..
دمتم بخير ..